وجه طارق درويش، رئيس لجنة النقل والطيران باتحاد الغرف التجارية، استغاثة لمحمد منار وزير الطيران المدنى، من أجل التدخل لحل أزمة المصدرين وعقد لقاء معهم للتعرف على العقبات التى تواجههم.
وأضاف درويش فى تصريحات لـ«المال»، أنه بعد تعليق الرحلات الجوية من وإلى مصر؛ بسبب فيروس كورونا تم إخطار المصدرين بجدول رحلات الشحن الجوى والمستثناة من قرار التعليق، مؤكداً أنها خطوة إيجابية.
وأشار إلى أن أزمة المصدرين حالياً تكمن فى ارتفاع أسعار الشحن الجوى للضعف، لافتا إلى أنه قبل تداعيات الفيروس كان أعلى سعر لشحن الخضروات يصل لنحو 12 ألف جنيه للطن، ولكن بعد قرار وقف الحركة وصل السعر لـ 24 ألف جنيه للطن الواحد.
درويش: 80% من الصادرات المصرية خضروات وفاكهة
وأوضح أنه رغم إبلاغ المصدرين من قبل الناقل الجوى بأن هذه الأسعار المذكورة إعلاه مؤقتة إلا أنها تمثل عبئاً كبيراً عليهم، خاصة أن %80 من الصادرات المصرية تستحوذ عليها الحضروات والفاكهة، بينما باقى النسبة موزعة ما بين الأسماك والأثاث وبضائع متنوعة.
وقال درويش إن المصدرين قاموا بإبلاغ المستوردين فى جميع المحطات من بينها “الكويت، جدة، دبى والخرطوم” بأسعار الشحن الجوى الجديدة، علماً بأن أسعار الخضروات وتغليفها كما هى، لافتا إلى أن %90 من المستوردين أبلغوهم بعدم التعامل بسبب زيادة أسعار الشحن.
وأشار إلى أنه رغم مزايا الشحن البحرى إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه فى الوقت الحالى، مرجعا ذلك إلى عدم وجود حاويات فارغة لوضع البضائع فيها ونقلها.
وفى هذا السياق، قال أسامة عدلى، المدير التجارى لشركة وكالة الخليج، إن الحاصلات الزراعية تواجه طلبا غير مسبوق عليها من كثير من الأسواق، وهو ما تسبب فى هذا العجز للحاويات الثلاجة.
وأضاف عدلى أن الشحن الجوى يواجه زيادة فى نشاط الحاصلات الزارعية، خاصة أن الطلب عليها لن يكون بكثرة على الشحن البحرى، والذى بدوره يزيد من ساعات الإبحار نظرا لخفض أسعار البترول عالميا.
وأشار عبد المجيد الدمرداش، عضو المجلس التصدير للحاصلات الزراعية، مشيرا إلى زيادة حجم الطلب على المنتجات المصرية من الحاصلات الزراعية، خاصة للدول العربية، إلا أن المشكلة التى تواجه هذا القطاع عدم توافر الحاويات بسبب انخفاض التجارة البينية مما نتج عنه نقص شديد فى الحاويات التى تصل للموانئ المصرية.
ولفت إلى أن أسعار المنتجات المصرية التى يتم تصديرها، وكذلك تكاليف الشحن تواجه ارتفاعا بعد زيادة حجم الطلب من ناحية، والإجراءات الصحية المتشددة بالعديد من الموانئ المستقبلة للبضائع من ناحية أخرى.
وفى نفس السياق، قال محمود عزب، مستخلص جمركى، إن أسعار الحاصلات الزراعية تواجه ارتفاعا غير مسبوق نتيجة زيادة الطلب عليها فى مختلف دول العالم، خاصة الاتحاد الأوروبى، والدول العربية.
وأكد أن سعر الكيلو من البصل الأحمر بلغ 50 سنتا، بمعنى أن الوحدة المكونة من 50 كيلو يصل سعرها إلى 25 دولارا، وكذلك ارتفاع أسعار الثوم المصرى والبرتقال فى سابقة لم نشهدها منذ فترة طويلة، إلا أن توافر الحاويات الثلاجة لا يزال يهدد تلبية تلك الطلبات المتزايدة مؤخرا.
وأوضح أن شركة مصر للطيران بدأت فى استخدام بعض طائرات الركاب فى تصدير المنتجات الزراعية التى تعد سريعة التلف ولا تتحمل الشحن البحرى.
وأعلنت شركة مصر للطيران مؤخرا أنها فى سابقة تعد الأولى من نوعها، نجحت شركة مطار القاهرة للشحن الجوى، فى نقل شحنة بضائع وزنها 16 طنا، تضم فواكه وأسماك ورنجة لمدينة مسقط بسلطنة عمان، وذلك داخل مقصورة طائرة لنقل الركاب.
وأكدت الشركة أنه تم تجهيز الطائرة بطريقة علمية، ومراعاة وزن الراكب الذى يتراوح بين 60 إلى 90 كيلو جرام، وهى نفس الكمية التى كانت توضع على المقعد من الشحنة الموجودة.
وأوضحت أنه تم وضع وضع «الشبك» لتغليف كل كمية من الحمولة لتكون مجمعة ومتراصة لزيادة فى درجات الأمان مع مراعات ترك ممر وسط الطائرة، حيث يحظر وضع أى جزء من الحمولة فى الممر المتواجد بين المقاعد داخل المقصورة، والقيام بمثل هذه الرحلات لضمان حفظ حصة مصر التصديرية فى الأسواق العالمية.