تصوير و:ليد عبد الخالق
نجحت وزارة السياحة والآثار المصرية في إضافة إنجاز جديد لسجل تطوير ونقل وترميم الآثار المصرية، بعد نقل موكب المومياوات، وهو نقل مركب خوفو الأول، والذي يصل عمره الي عمر المركب أكثر من 4600 عام، وهو من الآثار العضوية سهلة التلف.
وأقامت قبل قليل وزارة السياحة والآثار المصرية مؤتمرا صحفيا للإعلان عن نجاح عملية نقل مركب خوفو الأولي، والتي استغرقت 7 ساعة منذ بدء التنفيذ والنقل.
وقال الدكتور الطيب عباس، مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إن الأعمال التحضيرية لتنفيذ مشروع نقل الملك خوفو الأولى تمت على أيدي متخصصين ولجان هندسية أثرية، كما تم التعاون مع جهات دولية، لعدم تعرض المركب أثناء النقل لأية مخاطر.
وأضاف “عباس”، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد بالمتحف المصري الكبير؛ للكشف عن تفاصيل عملية نقل مركب الملك خوفو: “قبل عملية النقل في منطقة الأهرامات، قمنا بعمل مسح راداري للأرض الصخرية تحت مبنى المتحف القديم بمنطقة، وذلك حتى الطريق الأسفلتي في الجهة الشرقية للتأكد من قدرتها على تحمل الأوزان والممرات والشدادات المعدنية التي تمت إقامتها لتأهيل المبنى والمركب للنقل”.
وتابع أن هناك فريقا متميزا من مرممي مركز ترميم المتحف المصري الكبير والمجلس الأعلى للآثار قاموا بعمل مسح بأشعة الليزر للمركب لتوثيق أدق تفاصيلها وتغليفها استعداداً للنقل، وبالتوازى مع ذلك، تم تصميم وتصنيع الهيكل المعدني حول المركب، وإقامة شدادات وسقالات معدنية خارج وداخل المبنى لتدعيمه.
وذكر أنه كان هناك تحديات كبيرة ومعقدة لإخراج المركب من مقره القديم، منها أن عمر المركب أكثر من 4600 عام، وهو من الآثار العضوية سهلة التلف، مردفا: “ولكن بواسطة اللجنة المشكلة من إدارة المتحف والأثريين به وزملائهم من المجلس الأعلى للآثار واستشاريين ومهندسيين من مكاتب استشارية وأساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة، قمنا بالتغلب على كل تلك التحديات”.
وذكر أنه في أغسطس 2020 تم غلق متحف مركب خوفو بمنطقة آثار الهرم، وبدأت أعمال تأهيل المركب لنقلها لمبنى مراكب خوفو في المتحف المصري الكبير، والذي يتم تجهيزه حالياً بأحدث الأساليب العلمية والتكنولوجية للعرض المتحفي، بالإضافة إلى أجهزة الرصد والقياس الحديثة للحفاظ على هذا الأثر العضوي الهام والفريد.
ومن جانبه، قال اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على المتحف المصرى الكبير والمنطقة المحيطة به، إن القيادة السياسية دعمت فكرة نقل المركب ويقدموا كل الدعم للمتحف المصري الكبير.
موضحا عقب عرض الفكرة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بدراسة دقيقة لعملية النقل وبعد أن أطمئن لعملية النقل وجه بالعمل على تنفيذها.
وأضاف مفتاح، أن قرار نقل المركب هو قرار القيادة السياسية، لافتا إلى أنه عقب الموافقة قمت بعرض الفكرة على أحد المراكز البحثية والدكتور زاهي حواس، وأشاروا إلى أن عملية نقل مركب خوفو تتسم بالعديد من التعقيدات وكذا المخاطر، وأبدى المعهد تخوفه من تحريك الأثر الهش والهام من موقعه الحالي والذي يعد آمنا نسبياً قد يعرضها لمخاطر غير لأزمة.
وتابع مفتاح، أن عملية نقل مركب خوفو الأولى تعد واحدة من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة، مؤكدا علي أن فريق العمل لم يترك شيئا فيها للصدفة أوالتجربة؛ فهي نتاج جهد وتعب ومجهود ودراسة وتخطيط وإعداد وعمل جاد امتد قرابة العام.
وأوضح أن مركب خوخو الأولي يصل طولها إلى 42 متر ووزنها إلى 20 طن، مع تركيب أجهزة القياس الخاصة لإختبار أداء العربة وثبات الهيكل المعدني وميول الطريق وذلك لضمان وصول المركب بأمان تام.
وتابع أن عملية نقل مركب خوفو كانت تمثل عملية انتحارية، نجحت بجهود الفريق والعمل الجماعي، وتمت بعد تخطيط وإعداد وعمل جاد امتد قرابة العام، ومعجزة فريدة لن تكرر.
ولفت إلى أن عملية نقل المركب تمت بدقة شديدة مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب والتي تم نقلها كقطعة واحدة داخل هيكل معدني وتم رفعها إلى العربة الذكية آلية التحكم عن بعد والتي تم استقدامها خصيصاً لهذا الغرض من الخارج، لتستقر المركب في موقعها الجديد في مبني متحف مراكب خوفو بالمتحف المصري الكبير.
وأشار مفتاح، إلى أن المركبين الأولى والثانية سيعرضان داخل متحف متخصص لهم بجانب المتحف المصري الكبير بمساحة 22 ألف متر، وهو أكبر من المتحف المصري بالتحرير، حتى يستطيع كافة الزائرين مشاهدتهم باحدث التكنولوجيات، والمبنى له فلسفه خاصة والتي تعبر عن قدوم الحضارة المصرية القديمة من الجنوب إلى الشمال، وانتهينا. 95٪ من مبنى المتحف، واخر العام الجاري سننتهي منه خارجيا.
يذكر أن مركب خوفو الأولى كانت معروضة في متحف باسمها تم بناؤه في الموقع الذي اكتشفت فيه عام 1954 عند الضلع الجنوبي للهرم الأكبر بمنطقة آثار الهرم والذي ظل على مدار عقود يشوه المنظر الجمالي للهرم الأكبر، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، غير أن وسائل العرض والحفاظ على المركب به لا تواكب أساليب وطرق العرض الحديثة والمتطورة، فكان لابد من نقلها للحفاظ عليها للأجيال القادمة.