المستهلكون في أفريقيا بدأوا في استبعاد الحبوب من نظامهم الغذائي

يتم اختبار وصفات جديدة باستخدام دقيق الأرز والذرة والعدس

المستهلكون في أفريقيا بدأوا في استبعاد الحبوب من نظامهم الغذائي
أيمن عزام

أيمن عزام

8:27 م, الأحد, 8 مايو 22

المستهلكون في أفريقيا بدأوا في استبعاد الحبوب من نظامهم الغذائي بعد أن بلغت أسعار  القمح مستويات مرتفعة للغاية عالميا.

يقول منتجو الأغذية في كينيا ومصر وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والكاميرون إنهم يخلطون بدائل أرخص في الخبز والمعجنات وعجينة المعكرونة.

يحل الأرز المحلي ودقيق الكاسافا والذرة الرفيعة محل القمح، الذي صعدت أسعاره بحوالي 40% خلال العام الجاري، حيث أسفر الغزو الروسي عن الحد من صادرات أوكرانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة.

وتُعد هذه المحاصيل المحلية أقل عرضة لاضطرابات التجارة والتضخم العالمي، وبالتالي تقدم قدراً من الحماية من أسعار الغذاء التي ما تزال قريبة من المستويات القياسية.

تستورد كينيا نحو 44% من القمح من منطقة البحر الأسود، وساهم صعود الأسعار في رفع معدلات التضخم إلى 6.5% خلال شهر أبريل الماضي.

 تشهد مجموعة “أونغا” ، الشركة المصنعة لدقيق القمح الذي يحمل العلامة التجارية “إكس” ودقيق الذرة “جوغو” والتي يقع مقرها في نيروبي، تحولاً في المبيعات إلى خط الإنتاج “أمانا” لبيع الأرز والبقوليات.

المستهلكون في أفريقيا يبحثون عن بدائل

قال العضو المنتدب للشركة جوزيف تشوغ “أجبر صعود أسعار الذرة والقمح المستهلكين على اللجوء لبدائل أخرى”. وتابع: “تزدهر مبيعات البقوليات والأرز، وتهبط مبيعات القمح”.

ألمح تشوغ إلى تضاعف سعر الذرة في المزارع، لافتاً إلى الصعوبة التي يواجهها أصحاب المطاحن في الوصول لإمدادات كافية.

نقلت بلومبرج نيوز توقعات بتراجع الإمدادات العالمية من القمح أكثر مع دراسة الهند تقييد الصادرات عقب موجات الحر الشديدة التي ألحقت الضرر بالمحاصيل. وقالت الحكومة إنها لا ترى مبرراً لفرض قيود من هذا النوع.

قلصت البلاد في السابق تقديرات إنتاجها للموسم الحالي، لكنها قالت إنه يوجد ما يكفي من المعروض للوفاء بالطلب المحلي.

قالت شيرلي مصطفى، الخبيرة الاقتصادية في منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة: “ربما نشهد قدراً من الضغط نحو ارتفاع استهلاك الحبوب الخشنة المنتجة محلياً”.

خفض توقعات انتاج القمح

خفضت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” توقعاتها لإنتاج القمح عالمياً لعام 2022، مشيرة إلى أن التوقعات بالنسبة لأوكرانيا ما زالت دون المتوسط. على الأرجح ستسفر الحرب عن خفض المساحة المحصودة بمقدار الخُمس على أقل تقدير.

تعتبر مصر أكبر مشتر للقمح، حيث يأتي ما يفوق 80% من وارداتها من أوكرانيا وروسيا. وتراجعت مشتريات الحكومة بنسبة 13% مقارنة بمستويات العام الماضي.

في ظل مواجهة هذا النوع من الضغط، تقوم المجموعة “المصرية السويسرية” لصناعة المعكرونة باختبار وصفات جديدة باستخدام دقيق الأرز والذرة والعدس.

قال أحمد السباعي المدير العام للشركة: “السعر هو أهم العوامل المؤثرة”.

تقدم شركة “نستله نيجيريا” ، المصنعة لحبوب”غولدن مورن”، المزيد من المحاصيل المنتجة محلياً في تشكيلة منتجاتها، بحسب التقرير السنوي للشركة لعام 2021. وتتضمن تلك المنتجات الذرة الرفيعة وفول الصويا.

دقيق الكسافا

وفي الكونغو، اعتمدت الحكومة برنامجاً لدعم إنتاج دقيق الكسافا لتصنيع الخبز والمعجنات. يُصنع هذا الدقيق من شجرة الكسافا، وهي عبارة عن جذر نشوي.

قال وزير الصناعة جوليان بالوكو على موقع “تويتر” إن ذلك ربما قد يساعد الكونغو على الحد من اعتمادها على القمح المستورد، والذي يكلف البلاد نحو 87 مليون دولار سنوياً.

من جانبه، قال أندريه وامسو، نائب رئيس ديوان الرئيس للشؤون الاقتصادية: “إذا تم تصنيع معظم هذه المنتجات محلياً، فسنكون أقل تأثراً بالأزمة الأوكرانية”.

تستورد الكاميرون نحو مليون طن من القمح سنوياً، لتدخل ضمن أكبر 10 مشترين في دول منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، بحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية. أدى تراجع الإنتاج المحلي إلى تعليق صادرات دقيق القمح والأرز والحبوب إلى البلدان المجاورة.

جاء هذا الإجراء عقب رفع الحكومة أسعار الخبز بنسبة بلغت 20% في شهر مارس المنصرم. استجابة لذلك، تضع بعض شركات الأغذية تركيزها على البطاطس.

قال سيلفانوس نسايشيا كيونغ، مزارع في بلدة سانتا الشمالية الغربية: “ارتفع طلب منتجي الخبز على البطاطس الأيرلندية بطريقة هائلة “.

 وتابع: “اعتزم شراء أراض زراعية أكثر وزراعة بطاطس لمواكبة الطلب. تم الانتهاء من كافة الأطنان السبعة من البطاطس التي أنتجتها خلال السنة الحالية”.