
أكد
عدد من المطورين العقاريين، أن هناك مسئولية اجتماعية واجبة، تقع على عاتق
الشركات تتمثل فى تطوير العشوائيات، وتوصيل المرافق على نفقتها.
وأضافوا
أن تكاتف المطورين مع بعضهم البعض، لتطوير العشوائيات وتوصيل المرافق من
صرف صحى ومياه وكهرباء، يرفع الكثير عن كاهل الدولة والحكومة فى الوقت
الراهن.
من جهته قال المهندس حسين صبور، رئيس مجلس إدارة شركة
الأهلى للاستثمار العقارى، إن مصر فى الوقت الحالى، تحتاج إلى ما يسمى
«المسئولية المجتمعية» من جانب شركات التطوير العقارى الكبرى، لتطوير
العشوائيات، وتوصيل المرافق من مياه شرب وصرف صحى وكهرباء للمناطق المحرومة
منها.
ولفت إلى أن جمعية رجال الأعمال، وقعت بروتوكول تعاون مع
وزارة التربية والتعليم، يقضى بقيام الجمعية ببناء 1000 مدرسة خلال الفترة
المقبلة، وذلك فى إطار مسئوليتها تجاه المجتمع والشعب المصرى.
ويؤكد
المهندس هانى العسال، رئيس مجلس إدارة شركة مصر إيطاليا للاستثمار
العقارى، أن هناك العديد من شركات الاستثمار والتطوير العقارى، تقوم
بدورها، فى إطار المسئولية المجتمعية.
وأضاف أن المسئولية التى تقوم
بها شركات التطوير العقارى تجاه المجتمع الذى تعمل وتستثمر فيه، من الممكن
أن تتمثل فى توصيل المرافق مثل الصرف الصحى والكهرباء والمياه إلى
العشوائيات أو المناطق المحرومة، أو تطوير العشوائيات وبناء مساكن إيواء.
وأشار
إلى أنه فى حال تكاتف شركات التطوير العقارى الكبرى مع بعضها فى إطار
المسئولية المجتمعية ستحل مشكلات كثيرة مثل العشوائيات، وهذا من شأنه رفع
عبء كبير عن كاهل الحكومة.
فى السياق نفسه، أعلنت شركة سوديك
للتطوير العقارى، عن استكمال المرحلة الأولى من مبادرتها المجتمعية لتطوير
«عزبة العسال» فى حى شبرا بالقاهرة، وقام بالإعلان عن تفاصيل المبادرة
الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، والدكتورة منى زكريا، خبيرة الهندسة
المعمارية واستشارى الترميمات وتجديد المبانى، وإسماعيل سعودى، مدير عام
شركة سوديك.
ووقعت سوديك بروتوكول تعاون مع محافظة القاهرة، فى مايو
2012، حيث رشحت المحافظة بمقتضاه «عزبة العسال» كى تخضع لعملية تطوير
شاملة، وتقع عزبة العسال بالقرب من شارع أحمد بدوى فى حى شبرا، على مساحة
أكثر من 40 فداناً، وتعد العزبة أقدم الأحياء العشوائية فى القاهرة، ويهدف
البرنامج إلى التخفيف من حدة الفقر بالمجتمع، من خلال تنفيذ خطة تنموية
متكاملة ومستدامة بدأت بشراكة مع الدكتورة منى زكريا، التى أشرفت على إعادة
تأهيل وتجديد منطقة الفسطاط بمصر القديمة، والمسئولة عن إدارة مشروع إعادة
تأهيل منطقة العسال.
وشهدت المرحلة الأولى للمشروع انتهاء معظم
الأعمال المدنية فى حارة «عبدالدايم»، والتى تتضمن أكثر من 15 مبنى، حيث تم
تجديدها بالكامل، وبعضها تم هدمه وإعادة بنائه مرة أخرى، بالإضافة إلى
إقامة مشروعات تنموية أخرى مع السيدات والأطفال من أهالى المنطقة، وهو ما
كان له أكبر الأثر فى تحسين الظروف المعيشية لأكثر من 1000 شخص من سكان
المنطقة.
وعن تجربتها فى تطوير عزبة العسال، قالت الدكتورة منى
زكريا: «لا ترتبط فكرة الإصلاح والتجديد بالمبانى فقط، لكنها أكبر من ذلك،
وتهدف رؤيتنا المتكاملة لتغيير سلوك المواطنين، وإعادة تأهيلهم من خلال هذه
المبادرة، وبالأخص الأطفال المستقبل الحقيقى لهذا البلد، ويركز عملنا على
تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وهى من الأمور الشاقة، لكن مردودها
رائع».
ويعد مشروع تطوير عزبة العسال واحداً من 6 مشروعات، ضمن
المسئولية المجتمعية لشركة سوديك من ضمنها 4 مشروعات بالتعاون مع مؤسسة
«الفنار»، وهى أولى مؤسسات الاستثمار الاجتماعى فى المنطقة العربية، التى
تهدف لتحسين مستوى المعيشة فى المجتمعات الفقيرة والمهمشة، وتتضمن تلك
المشروعات تحسين الخدمات المقدمة للأطفال بالمناطق العشوائية، تحت إشراف
مؤسسة «أضواء المستقبل للتنمية»، والتى تساعد أكثر من 1500 طفل فى أكثر من
12 حضانة فى مختلف أنحاء القاهرة، بالإضافة إلى مشروع دعم وحدة الإنتاج
وعيادات «بشاير» التخصيصية التى تديرها مؤسسة «حلوان» لتنمية المجتمع،
والتى انشأت مشغلاً للخياطة فى منطقة حلوان، بالإضافة لتقديم خدمات صحية فى
6 مناطق، يستفيد منها أكثر من 900 شخص، فضلاً عن مشروع مدرسة «فنون» الدرب
الأحمر تحت إدارة وإشراف مؤسسة «المورد» الثقافى، وأخيراً مشروع مناهضة
العنف الأسرى بالتعاون مع جمعية «شموع» للتنمية المستدامة بالمنيا والذى
يستفيد منه أكثر من 1800 شخص سنويا.
أما آخر مبادرات التنمية
الاجتماعية لشركة «سوديك» فكانت مساهمتها فى إنشاء مدرسة جديدة فى «عزبة
خير الله» تابعة لمدرسة «إسطبل عنتر» الابتدائية للمتسربين من التعليم،
وتتولى «تواصل» وهى مؤسسة غير حكومية تأسست عام 2007 إدارة هذه المدرسة
المسجلة بوزارة التربية والتعليم، ويدرس بها اليوم أكثر من 140 طالباً
وطالبة، وستتيح هذه المبادرة الفرصة لضم عدد أكبر من طلاب المرحلتين
الإعدادية والثانوية.
يقول إسماعيل سعودى، مدير عام شركة «سوديك»،
إن التزامنا بمشروعات التنمية المجتمعية ينبع من إيماننا القوى بأن جزءاً
من النجاح الحقيقى للشركة هو نجاحنا فى أن نلعب دوراً مهما ومؤثرا فى تطوير
المجتمع باعتبارنا واحدة من كبرى شركات التطوير العقارى فى السوق المصرية،
وهو ما يلزمنا بالقيام بدور فعال فى تنمية المجتمعات المهمشة فى مصر.
وأضاف
أن الشركة أعلنت أيضاً عن خططها الحالية لترميم وتجديد السوق الرئيسية
لعزبة العسال بشكل عام على مساحة 300 متر مربع، مما يوفر أماكن للبائعين فى
شوارع المنطقة، كما ستكون هذا السوق بمثابة مركز اجتماعى، حيث ستتم إقامة
فصول لمحو الأمية بالطابق الثانى، بالإضافة لوجود فرص للتدريب المهنى
ومشروعات لخدمة المجتمع وتوظيف الشباب كجزء من منهج التنمية المتكاملة.
وأوضح
أن شركة «سوديك» ستسهم باستثمارات تصل إلى 5 ملايين جنيه بانتهاء المرحلة
الثانية للمبادرة، وهى استثمارات قابلة للزيادة مع «بداية» وتقدم تلك
المرحلة من المشروع، كما تعتزم «سوديك» دعم هذا المشروع على مستوى أكبر عن
طريق الاشتراك فى مبادرات لجمع التبرعات وتشجيع العمل التطوعى بهدف تحسين
الظروف المعيشية لنحو 10 آلاف مواطن من أهالى منطقة «العسال».