المركز المصرى للدراسات الاقتصادية يجيب على التساؤلات الصعبة عن «تحرير السماوات المفتوحة»

أمريكا وأوروبا قيدتا النقل الجوى خوفا من الكيانات الكبيرة فى بعض دول الخليج وتركيا

المركز المصرى للدراسات الاقتصادية يجيب على التساؤلات الصعبة عن «تحرير السماوات المفتوحة»
أحمد عاشور

أحمد عاشور

10:58 ص, الثلاثاء, 2 أكتوبر 18

خلص المركز المصرى للدراسات الاقتصادية إلى العديد من التوصيات لخلق مزايا تنافسية فى قطاع الطيران، تتضمن البدء فى إعادة هيكلة شركة مصر للطيران وإعداد مجموعة خبراء لتحديد الأسلوب الأمثل للتعامل مع قضية «فتح السماوات المفتوحة».

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية أمس الأول بعنوان: «تحرير السموات المصرية فرصة ضائعة أم هدر للموارد؟»، حضرها مجموعة من خبراء الطيران والسياحة والاقتصاد، بهدف حسم الموضوع بصورة علمية محايدة؛ لا سيما مع إنشاء المجلس الأعلى للسياحة، الذى أوصى بدراسة الموضوع بصورة مفصلة.

حتى الآن لم يحسم بعد ما إذا كان فتح السموات المصرية يمثل فرصة ضائعة يجب استغلالها سريعا، لأن تأخيرها يضر بتنافسية مصر ويحرمها من إيرادات ضخمة، أو أنه إجراء لن يضيف، وتبنيه سوف يكبد الشركة الوطنية خسائر ضخمة، وبالتالى يشكل هدرًا للموارد؟ وهو ما سعت الندوة للإجابة عنه.

عبلة عبد اللطيف: تشكيل لجنة خبراء لدراسة أوضاع القطاع

أوضحت عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذى ومدير البحوث بـ”المركز المصرى للدراسات الاقتصادية” أن المركز يتبنى دراسة الموضوع بمنهجية جديدة، تعتمد على تحليل التكلفة والعائد لتقييم السياسات العامة، والبناء على نتائج الدراسات السابقة من خلال المنهجية الجديدة لتقييم الوضع الراهن وتأثير استمراره، ودراسة البدائل المتاحة وتقييم تأثيرها من منطلق علمى محايد بعيدا عن الأراء الشخصية، بغية الوصول إلى نتائج علمية محايدة، وتحديد الرابحين والخاسرين – إن وجدوا – لتعظيم الاستفادة وخفض التأثير السلبى لأقصى درجة ممكنة.

عرض محمد فكرى عبد الوهاب، عضو مجلس إدارة المركز المصرى للدراسات الاقتصادية وعضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، نتائج دراستين أجراهما جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية خلال فترتين: الأولى ما بين عامى 2002 – 2009، والثانية ما بين 2010 – 2013، التى انتهت إلى التوصية بإزالة العوائق التنظيمية بقطاع الطيران المدنى ووضع سياسات واضحة، تقوم على معايير غير تمييزية للشركات، وإعادة النظر فى المعاملة التفضيلية التى تتمتع بها شركة مصر للطيران، مشيرا إلى حدوث العديد من التغيرات خلال الأربع سنوات الأخيرة وهو ما يستدعى دراسة المستجدات.

قال سامح الحفنى، رئيس سلطة الطيران المدنى المصرى – ممثلا عن وزير الطيران – إن سلطة الطيران المدنى هى الجهة المنوط بها حفظ حقوق الدولة، ومن ضمن اختصاصاتها التفتيش والرقابة والتشريعات الخاصة بالطيران المدنى، كما تمثل الدولة فى الاتفاقيات المدنية.

الحفنى: مطارات مصر كلها محررة عدا «القاهرة»

أكد الحفنى أن مطارات مصر كلها محررة بالكامل ما عدا مطار القاهرة، ويتم السماح لأى تشغيل لطيران داخلى من مطار القاهرة عبر أى شركة، مبررا قوله بأنه لا يوجد مطار محورى فى العالم بدون شركة طيران أساسية، وهو ما ساعد على الدخول فى تحالف ستار.

أشار الحفنى إلى أن وجود العديد من التسهيلات التى وضعتها سلطة الطيران المدنى فى إنشاء شركة طيران، مضيفا أنه لم يكن يُشترط تملك طائرة حتى قبل 6 سنوات فقط لضمان شرط السلامة، وقال إن الحديث عن السموات المفتوحة يدور بين العالم كله، ولكن دول كبرى مثل أمريكا وأوروبا قيدت النقل الجوى فى السموات المفتوحة خوفا من الكيانات الكبيرة فى بعض دول الخليج وتركيا، والتى تحصل على دعم قوى من دولها.

أكد الحفنى أن عدم فتح مطار القاهرة فى صالحنا، لأننا نحتاج وجود مطار محورى يعمل عليه شركة أو شركتين كبيرتين، ومع ذلك يتم السماح لأى شركة ترغب فى التشغيل المنتظم من القاهرة لأى مطار داخلى منذ حوالى 10 أعوام، وطالب بأن تشمل الدراسة الإجابة على سؤال «ما حجم السياحة التى يأتى بها الطيران المدنى المنتظم؟» حتى يمكن الجزم باتخاذ القرار المناسب.

أعلن الحفنى عن وجود برنامج لإعادة هيكلة شركة مصر للطيران فى الوقت الحالى، حيث يُجرى التعاقد مع مكتب استشارى كبير فى هذا المجال، وذلك ردا على المطالب بضرورة إعادة هيكلة الشركة.

أشادت سحر طلعت مصطفى، رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، بـ”المركز المصرى للدراسات الاقتصادية” مؤكدة حرص النواب على حضور ندواته ومتابعة دراساته للاستفادة منها فى عمل المجلس، ومطالبة بدراسة دقيقة عن السموات المفتوحة ومدى استفادة الاقتصاد منها من عدمه، وأضافت أن دراسة البنية التحتية والمشكلات التى يعانى منها قطاع السياحة يعد جزءا مهما من الدراسة.

أعلنت عن توقيع اتفاقيتين مع أيرلندا وقبرص لاستئناف حركة الطيران إلى مصر، على أن يتم دراسة الاتفاقيات خلال الدورة التشريعية المقبلة لمجلس النواب.

هانى توفيق: تذاكر مصر للطيران باهظة

قال هانى توفيق، الخبير الاقتصادى والرئيس السابق للجمعيتين المصرية والعربية للاستثمار المباشر، إنه ضد مبدأ حماية الشركة الوطنية، لافتا إلى أن أسعار تذاكر شركة مصر للطيران شديدة الارتفاع، وأشار إلى أن تحقيق الشركة لعجز بالميزانية يقدر بحوالى 20 مليار جنيه هو أمر يدعو لإعادة النظر، سواء حررنا السموات أم لا، ومن المهم دراسة العائد الاقتصادى للمجتمع ككل والذى من المتوقع أن يصل إلى تريليونات الجنيهات، وليس العائد المالى للشركة فقط.

عرض ماجد المصرى، الرئيس التنفيذى لشركة إى سى بى للطيران، أهم نتائج الدراسات والتجارب الدولية لتحرير السموات، أهمها تجارب كل من تركيا، ومجموعة آسيا، والبرازيل، والتى انتهت إلى أن تحرير النقل الجوى له تأثير إيجابى على السياحة والطيران والاقتصاد ككل.

رغم تحرير المطارات المصرية – باستثناء القاهرة الجوى – منذ حوالى 13 عاما، ترى عادلة رجب، نائب وزير السياحة سابقا، أن الوضع لم يتغير منذ عام 2005، واتفقت مع المطالب بأن يظل المطار المحورى غير محرر، مشيرة إلى تجارب قريبة من الحالة المصرية يجب دراستها خاصة الأردن وتونس.

عادلة رجب: الأعلى للسياحة كلف بدراسة مدى استفادة فتح السماوات على جميع القطاعات

أشارت نائب وزير السياحة الأسبق إلى أن هناك تكليف من المجلس الأعلى للسياحة عام 2017 بدراسة مدى استفادة مصر من السموات المفتوحة سواء على جانب قطاع السياحة، أو القطاعات الأخرى مثل التصدير خاصة السلع سريعة التلف مثل الزهور والحاصلات الزراعية، لأنه إذا كانت الاستفادة أكبر، فيمكن تعويض الخاسرين إن وجدت خسارة.

عرض عبد الفتاح كاطو، رئيس مجلس الإدارة السابق للشركة القابضة لمصر للطيران، أهم خطوات التطوير التشريعى والإدارى وفى مجال البنية الأساسية والذى مر به قطاع الطيران المدنى فى مصر للتأهل لتحرير النقل الجوى، والذى اعتمد على فلسفة استقلالية المنظم وفصله عن مقدمى الخدمات، وإعادة هيكلة مقدمى الخدمات لتكون شركات على أسس اقتصادية وقادرة على المنافسة، وتطبيق آليات التوجه إلى السوق والعميل.

انتهت النتائج الإيجابية لعملية تطوير الطيران المدنى فى مصر إلى زيادة دخل الشركة القابضة للمطارات من 500 مليون جنيه عام 1997 إلى 3.5 مليار جنيه عام 2010، وزيادة دخل شركة مصر للطيران من 5 مليارات جنيه عام 2003 إلى 13.5 مليار جنيه عام 2010، مشيرا إلى أنه لا يجب القياس على سنوات ما بعد 2010 لأن المؤشرات انخفضت بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التى مرت بها مصر بعد ثورة 25 يناير.

إلهامى الزيات: مطار القاهرة مهم للسياحة مرتفعة الثمن.. ويجب إعادة هيكلة مصر للطيران

قال إلهامى الزيات، رئيس مجلس إدارة شركة إمكو ترافل للسياحة، إن مطار القاهرة هام جدا بالنسبة لقطاع السياحة حيث يأتى من خلاله السياحة مرتفعة الثمن، والتى لا تأتى من خلال الطيران منخفض التكلفة، والذى يصل إلى حوالى مليون كرسى سنويا، وهذا يحتاج إلى الرحلات المنتظمة أو المدعومة من الدولة، وأكد أنه عند الحديث عن إعادة هيكلة مصر للطيران لابد من الحديث عن الرواتب والتى أصبحت متدنية.

قال هيثم نصار، مدير عام فندق هيلتون بيراميدز جولف، إن استفادة القطاع السياحى وأيضا الاقتصاد ككل من تحرير السموات فى التجارب الدولية الأخرى عظيمة، ويجب الاستفادة منها، مطالبا بضم نتائج دراسة خارطة الطريق لقطاع السياحة، والتى أعدها المركز المصرى للدراسات الاقتصادية، مع توصيات ندوة اليوم وتبنيهما من مجلس النواب، لتعظيم العائد الاقتصادى للدولة.

فى نهاية المناقشات أعلنت عبلة عبد اللطيف أننا فى حاجة لإصلاح منظومة المطارات ومصر للطيران بالكامل، مؤيدة فكرة حماية الشركة الوطنية ومساندتها، وهذا لا ينفى ضرورة التأكد من تحقق الكفاءة الاقتصادية.

أكدت أن الهدف من الندوة ليس الدعوة إلى فتح السموات أوغلقها ولكن فتح الموضوع بصورة علمية ودراسته وصولا إلى نتيجة تجيب عن السؤال: هل فتح مطار القاهرة يضيف الكثير أم لا؟

وهنا يجب حساب القيمة المضافة لتحرير مطار القاهرة مقارنة بالخسائر التى يمكن أن تتكبدها شركة مصر للطيران.

ودعت عبلة إلى المساهمة فى دراسة إعادة هيكلة شركة مصر للطيران، حتى لا يتم ذلك من خلال شركة أجنبية بدون مساعدة شركة وطنية مما لا يصل إلى أفضل نتيجة، مطالبة بدراسة الشركات الوطنية فى الدول الأخرى كيف حمت أنفسها وما يمكن فعله فى الحالة المصرية، وهو ما يتطلب إصلاحا مؤسسيا فى الربط بين الجهات المختلفة.

تشكيل لجنة من الخبراء فى المجالات ذات الصلة لدراسة القضية بمنهج التكلفة والعائد

كما أعلنت عن تشكيل لجنة من الخبراء فى المجالات ذات الصلة من سياحة وطيران واقتصاد لدراسة القضية بمنهج التكلفة والعائد لتصل إلى تقييم كمى للمنافع والأضرار لحسم أى من البدائل أفضل، مع ضرورة وجود بيانات ومعلومات من الجهات المختلفة سواء وزارات السياحة او الطيران، للوصول إلى نتيجة علمية تساعد متخذ القرار، على أن يتم البناء على نتائج الدراسات السابقة، لافتة إلى أن البدائل المطروحة تتضمن استمرار الوضع الحالى أى تحرير جزئى للمطارات بعيدا عن العاصمة، أو تبنى سياسة تحرير فورية على أهم الأسواق، أو تبنى سياسة تحرير فورية على سوق واحد رئيسى، أو تبنى سياسة تحرير تدريجية على مدى فترة محددة.