حذر ماريو دراجى، رئيس البنك المركزى الأوروبى، من تدخل الرئيس دونالد ترامب، فى سياسة مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، قائلاً إنه سيؤدى لفقدان استقلاليته وضعف مصداقيته.
وذكرت وكالة رويترز، أن مخاوف ماريو دراجى جاءت بسبب المطالبة المستمرة للرئيس الأمريكى بخفض أسعار الفائدة، والإعلان عن ترشيحه اسمين لمجلس الإدارة، رغم أنهما محل جدل شديد، وهو ما يزيد من تدخل الحكومة فى سياسة المجلس والتأثير على استقلاليته، والتعدى على إحدى أهم السمات التى تتميز بها البنوك المركزية العالمية.
وقال ماريو أثناء مؤتمر صحفى بمقر البنك المركزى الأوروبى فى فرانكفورت، إنه إذا فقد البنك المركزى استقلاليته فإن الناس ستعتقد أن قرارات السياسة النقدية يجرى اتخاذها وفقا لقرارات سياسية، وليس تبعا لتقديرات وتقييمات موضوعية للتوقعات الاقتصادية، والأسواق المالية.
ووضعت حكومات العديد من الدول ضغوطاً متزايدة خلال الفترة الأخيرة على بنوكها المركزية، ما أدى إلى إثارة الجدل حول قيمة استقلاليتها.
وأكد محللون أن السياسة غير التقليدية المستخدمة حالياً على نطاق واسع بين البنوك المركزية، تعيد توزيع الثروات، وهو ما جعل القرارات السياسية تتدخل فى السياسة النقدية، ولذلك يجب تقييم سياسات البنوك المركزية لمعرفة مدى تأثرها بقرارات حكوماتها.
وتتصرف البنوك المركزية بحرية كاملة تقريباً، لاختيار أفضل الأساليب لصياغة سياستها النقدية والمالية، وهذا إطار عملها منذ الثمانينات تقريباً، كما أكد ماريو دراجى، الذى لا يرى أى تهديد مماثل يواجه استقلالية البنك المركزى الأوروبى، فى ظل الإطار القانونى الذى يحميه، كما لا يعتقد أن حالات تدخل الحكومات فى بنوكها المركزية، قد يقلل من ثقة العالم فيها.
وأعلن دونالد ترامب، بداية الشهر الجارى، أنه ينبغى لمجلس الاحتياطى الفيدرالى أن يخفض أسعار الفائدة، وأن يتخذ إجراءات أخرى غير تقليدية لتخفيف الضغط على الاقتصاد الأمريكى الذى يعتريه التباطؤ بعد أن رفع مجلس الاحتياطى أسعار الفائدة 4 مرات العام الماضى.
وينتقد ترامب بشدة الزيادات فى أسعار الفائدة التى أجراها مجلس الاحتياطى تحت قيادة جيروم باول، الذى اختاره قبل عامين لرئاسة البنك المركزى الأمريكي، كما أيد آخرون بمجلس الاحتياطى زيادات الفائدة.
وقال الرئيس الأمريكى إنه يعتزم ترشيح حليفه السياسى هيرمان كين – رئيس تنفيذى سابق لإحدى شركات البيتزا، لشغل أحد مقعدين شاغرين بمجلس محافظى الاحتياطى الفيدرالى المؤلف من 7 أعضاء.
كما أعلن بنهاية مارس الماضى، إنه سيرشح المعلق الاقتصادى المحافظ ستيفن مور، لشغل المقعد الآخر، ويعرف عن مور أنه حليف لترامب منذ وقت طويل، وانضم إليه فى انتقاد زيادات الفائدة.
وقال ترامب للصحفيين: «أود أن أرى الاحتياطى الفيدرالى يتبنى معدل فائدة أدنى، أعتقد أنه مرتفع جداً، لدينا مشكلة مع الاحتياطى الفيدرالى أكبر من أى طرف آخر».
وخلافا لمعظم الرؤساء السابقين، الذين حرصوا على عدم انتقاد الاحتياطى الفيدرالى علناً، ضاعف ترامب انتقاداته مستخدماً شتائم فى بعض الأحيان، عندما أكد المجلس مواصلة سياسة «الرفع التدريجي» لمعدلات الفائدة هذا العام أيضاً.