لا ينكر مصرى واحد أن «ذيل » جماعة الإخوان «النجس » هو «رجس من عمل الشيطان » علينا جميعًا اجتنابه، غير أن قطع ذلك الذيل هو الأكثر أمنًا من شروره السابقة، وشروره القادمة، بسبب عدم قطع ذلك «الذيل » من قبل، ويستحسن أن يتم ذلك الآن .. وفورًا قبل أن يلعب علينا من جديد، ولعله من الأفضل – وأظن أن ذلك طلب المصريين الآن – هو التخلص من «الحمار .. وذيله » فذلك أكثر أمنًا، وإن كان لدى إحساس عميق بأن الإعدام جار تنفيذه – مصريًا – الآن رغم صراخ المهابيل الذين يعدون أنصارًا لهم، والذين لا يمثلون أكثر من الرغاوى التى تنطبق عليها أية قرآنية تقول : «وأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض، ذلك أن الله لا يريد لعباده الصالحين إلا «كل الخير »!
ولأن الإخوان يعلمون تمامًا أن المواجهة الجارية الآن بينهم وبين الشعب المصرى هى «المواجهة الأخيرة » التى أعد لها الشعب عدته من سجون ومشانق هى «الأكثر لياقة » والأكثر عدلاً فى مواجهة الجرائم الكثيرة التى ارتكبوها طوال تاريخ دموى بدأ بـ «حسن البنا » وانتهى بـ «مرسى العياط » الذى أرجو له محاكمة علنية تطرح خلالها – على الشعب المصرى – كل جرائمه بداية بوادى النطرون وختامًا بكرسى العرش الذى طرده منه شعب مصر بعد أن منحه شهورًا للاختبار سقط خلالها سقوطًا مدويًا، رغم السمع والطاعة لـ «مرشد المقطم » الذى يعيش فى أوهام لم يعد لها وجود، ذلك أن الكراهية المصرية المطلقة لتلك الجماعة الفاسدة، هى كراهية غير مسبوقة من المصريين لفصيل منهم انحرف إلى صفوف الأعداء الذين اجتمعوا فى «اسطنبول » التى كنا نتصور أن قائدها أردوغان «موسى » إلى أن اكتشفنا فجأة باجتماع «الإخوان الدولى » ضيوفًا عليه أنه «فرعون » ، بل أكثر الفراعين إخوانية وقسوة على من لا يؤمن بالإخوانية الفجة التى يدينون بها بديلاً للإسلام الذى يدعونه فى «تدليس دينى » مستساغًا .. ولا مقبولاً بعد أن كشفه كل من يقول : لا إله إلا الله .. محمد رسول الله، وهم أنفسهم – هؤلاء المؤمنين – الذين اكتشفوا تعديلاً عمليًا على آية قرآنية تتحدث عن المؤمنين بأنهم «أشداء على الكفار رحماء بينهم » إلى أنهم رحماء بالكفار .. أشداء بينهم، وهو قلب لا يجوز لحقائق إسلامية يحملها قرآن لا يأتيه الباطل من أى اتجاه !
ولأن القاهرة هى الموقع الذى يمنح «الاعتراف » لكل من يلوذ به، فإنه الموقع نفسه الذى «يسحب الاعتراف » ممن لا يسير على طريق الخير الذى تقوده القاهرة، وهو السحب الذى يسقط الشرعية عمن يغير من قواعد السير التى وضعتها المحروسة لكل طريق، فإن كل «الإخوانيات » التى اجتمعن بالمدينة التركية برعاية «أردوغان » لمناقشة ما سموه «الأزمة المصرية » لن يستطعن أن يفعلن شيئًا فى أزمة الإخوان وليس فى «الأزمة المصرية » كما يطلقون، ذلك أن ما يطلقون عليه تلك التسمية هو أمر مصرى بحت تقرره القاهرة وحدها وليس أى من عواصم العالم الأخرى، حتى لو كانت واشنطن التى عدل رئيسها «أوباما » من أقواله على ما يجرى فى مصر عندما اكتشف أن المصريين الذين قرروا مقاومة التدليس لن يأبهوا كثيرًا لغضب واشنطن أو رضاها، حتى لو هددت بحجب المعونة، وأنا – نيابة عن كل المصريين – أقول للرئيس أوباما «طظ » فلقد آن الأوان أن نبحث فى الأرض المصرية عن كنوز فيها لابد أن تغنينا عن «سؤال اللئيم » ، ذلك أننا لا نؤمن بأى «عهر سياسى » بغير قاعدة مصرية قديمة وعريقة تتحدث عن أن «الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها » ، ذلك أننا «جوعانين » فى كل الأحوال، وإننا معتادون على صيام رمضان، ولا يهمنا كثيرًا إن كان رمضان المعظم هو مجرد شهر واحد، أو أصبح – طبقًا للظروف » – عامًا كاملاً أو حتى عدة أعوام، ذلك أننا نؤمن – ولو كارهين – بكل فوائد الصيام الذى هو – كما يقولون – «صحة للأبدان » وإن كان فى الوقت نفسه «صحة للنفوس » ، وذلك هو الأهم، خاصة أننا قد صمنا كثيرًا، وما زلنا حتى اليوم أحياء نسبح بحمد الله .. صاحب الأمر كله !