أكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، أمله في أن تسود الروح الإيجابية خلال الاجتماعات المقبلة بين مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى توافق حول النقاط العالقة بشأن سد النهضة، كاشفا عن استمرار تلك الاجتماعات بصورة يومية ما عدا الجمعة والأحد.
وأشار عباس، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الثلاثي الذي ضم كلا من وزراء الري فى مصر والسودان وإثيوبيا: “تمت الدعوة لهذا الاجتماع بواسطة السودان وذلك بناء على مبادرة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وكانت هناك اجتماعات ثنائية بين وزراء الدول الثلاث”، مؤكدا أن “الاجتماع ناقش شقين أساسيين، أولهما ما هي الإجراءات المطلوبة لمواصلة التفاوض بأسرع ما يمكن، والجانب الثاني ما هي المسائل الأساسية العالقة بالنسبة للدول الثلاث”.
وكشف الوزير السوداني، عن اجتماعات غدا لتحديد دور عمل المراقبين من دول جنوب أفريقيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن النقاط المتبقية للوصول إلى اتفاق محدودة من وجهة نظر السودان.
وذكر أن مصر اقترحت نسخة 21 فبراير من اجتماعات واشنطن كمرجعية للتفاوض، وأن إثيوبيا لديها عدة نقاط عالقة لم تحسم بعد، واصفا اجتماع اليوم بالمثمر والإيجابي.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية “سونا” أن المفاوضات جاءت بعد اتصالات بين رئيس الوزراء السوداني، ونظرائه في مصر وإثيوبيا، حثهما خلالها على ضرورة استئناف مفاوضات سد النهضة في أقرب فرصة ممكنة، مشيرة إلى مشاركة عدد من أعضاء لجان المفاوضات في الجلسة الافتتاحية للمحادثات بجانب وزراء المياه.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد ترأس اليوم الثلاثاء اجتماع مجلس الأمن القومي، لبحث أزمة ملف “سد النهضة”.
وأصدرت الرئاسة المصرية بيانًا عن ما تم استعراضه ومناقشته خلال الاجتماع، نص على: “تلقت جمهورية مصر العربية الدعوة الصادرة من وزير الري السوداني باستئناف مفاوضات سد النهضة، اليوم 9 يونيو 2020، وإذ تؤكد مصر على موقفها المبدئي بالاستعداد الدائم للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، فإنها ترى أن هذه الدعوة قد جاءت متأخرة بعد 3 أسابيع منذ إطلاقها”.
وأضاف “وهو الأمر الذي يحتم تحديد إطار زمني محكم لإجراء المفاوضات والانتهاء منها، وذلك منعاً لأن تصبح أداة جديدة للمماطلة والتنصل من الالتزامات الواردة بإعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث سنة 2015”.
مجلس الأمن القومي يجتمع برئاسة السيسى يستعرض ملف سد النهضة
من ناحية أخرى، اجتمع مجلس الأمن القومى، اليوم الثلاثاء، برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى؛ حيث تم استعراض تطورات الوضع فى ليبيا وملف سد النهضة، وقد صدر عن الاجتماع البيان التالى بشأن سد النهضة.
وقال بسام يوسف المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية: تلقت جمهورية مصر العربية الدعوة الصادرة من وزير الرى السودانى باستئناف مفاوضات سد النهضة اليوم 9 يونيو 2020، وإذ تؤكد مصر على موقفها المبدئى بالاستعداد الدائم للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن يحقق مصالح مصر وإثيوبيا والسودان، فإنها ترى أن هذه الدعوة قد جاءت متأخرة بعد 3 أسابيع منذ إطلاقها، وهو الأمر الذى يحتم تحديد إطار زمنى محكم لإجراء المفاوضات والانتهاء منها، وذلك منعا لأن تصبح أداة جديدة للمماطلة والتنصل من الالتزامات الواردة بإعلان المبادئ الذى وقعته الدول الثلاث سنة 2015.
من جهةٍ أخرى؛ فمن الأهمية التنويه إلى أن هذه الدعوة قد صدرت فى ذات اليوم الذى أعادت فيه السلطات الإثيوبية التأكيد على اعتزامها السير قدماً فى ملء خزان سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق، وهو الأمر الذى يتنافى مع التزامات إثيوبيا القانونية الواردة بإعلان المبادئ، ويلقى بالضرورة بظلاله على المسار التفاوضى وكذلك النتائج التى قد يتم التوصل إليها، ورغم ما تقدم؛ فإن مصر سوف تشارك فى هذا الاجتماع من أجل استكشاف مدى توفر الإرادة السياسية للتوصل إلى اتفاق، وتأكيداً لحسن النوايا المصرية المستمرة فى هذا الصدد، وطبقاً لما ورد بالدعوة الواردة من وزير الرى السودانى.