أكد المهندس خالد المديفر، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، أن قطاع التعدين بحاجة ماسة إلى استثمارات ضخمة للتحول إلى الطاقة المتجددة وتحقيق الحياد الكربوني، مشيرًا إلى أن هذه الاستثمارات غير متوفرة بشكل كافٍ في الوقت الحالي.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة نقاش بعنوان: “تمويل سلاسل القيمة المعدنية العالمية – الاستكشاف والمشاريع والتمويل التجاري”، عقدت ضمن فعاليات اليوم الأول للنسخة الثالثة من مؤتمر التعدين الدولي، الذي تجري أعماله في الرياض خلال الفترة من 9 إلى 11 يناير، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله. وقال المديفر: “إن هناك عدة عوامل تؤثر في جذب المستثمرين إلى قطاع التعدين، منها استقرار السياسات، والابتكار في التقنيات المستخدمة، وتعزيز إعادة تدوير المعادن.”
وأشار إلى أنه في ظل وجود تحديات جديدة نتيجة لزيادة الطلب على المعادن هناك في المقابل فرص يمكن تطويرها واغتنامها. ويكمن تطوير واغتنام هذه الفرص في الاستفادة من التقنيات، والابتكار في عمليات اكتشاف واستخراج المعادن. وتطرق، بهذا الصدد، إلى الدور الحيوي للحكومات في مواجهة مختلف التحديات؛ من خلال تبني السياسات التي تعزز إصدار التراخيص وتسهم في توفير وسائل تطوير القطاع.
وأوضح نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين، أن التعاون بين الدول في هذا المجال يكتسب أهمية قصوى لدعم سلاسل التوريد من خلال زيادة الاستثمارات وبناء القدرات، وهذان العنصران ضروريان لتلبية الطلب المتزايد على المعادن الاستراتيجية عالميًا، مؤكداً أن الإنتاج الحالي في العالم لا يكفي لتلبية الطلب المستقبلي.
وقال إن قطاع التعدين بحاجة ملحة لاستثمارات تبلغ 5 تريليونات دولار، لسد الفجوة وتعزيز دعم المعادن الحرجة، فضلاً عن تطوير البنية التحتية والخدمات وإنتاج الطاقة الكهربائية، موضحاً أهمية التمويل كعنصر فاعل في تسريع النجاحات وتحقيق أهداف الطاقة النظيفة.
وعن جهود المملكة لتطوير قطاع التعدين، استعرض معالي المهندس خالد المديفر عدداً من خطوات هذا التطوير الذي تم في ظل رؤية 2030 بما في ذلك تحديث نظام الاستثمار التعديني، الذي يشكل البنية التشريعية والنظامية للقطاع، ويوفر بيئة واضحة وشفافة وميسرة للمستثمرين في قطاع التعدين، وإتاحة البيانات الجيولوجية للمستثمرين، وتحسين البنية التحتية الأساسية للقطاع، وتقديم الحوافز لجذب المستثمرين.
يذكر أن فعاليات مؤتمر التعدين الدولي، في نسخته الثالثة، انطلقت صباح اليوم بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات، بمشاركة أكثر من 16000 مشارك من 145 دولة بالإضافة إلى 250 متحدث. ويشهد المؤتمر، على مدار يومين، مناقشة عدد من الموضوعات الملحة في قطاع التعدين، أبرزها إحراز التقدم في أجندة القطاع المستقبلية، والتعامل مع مستجدات القضايا التي تم التركيز عليها في مناقشات النسخة الثانية من المؤتمر، لا سيما القضايا المتعلقة بقطاع التعدين، في المنطقة الممتدة من أفريقيا إلى غرب ووسط آسيا، وجذب الاستثمارات للصناعات المعدنية في هذه المنطقة، ونشر التقنيات الرقمية الأكثر تقدماً في القطاع، وتطبيق أفضل معايير الاستدامة، إضافة إلى مناقشة متغيرات وتطورات الواقع العالمي اليوم، وآثاره على إمدادات المعادن والطاقة في المنطقة والعالم، ومساهمة المشاريع التعدينية في تنمية المجتمعات، واستعراض التطورات التي شهدتها الفترة الماضية، وبحث إمكانات وفرص القطاع في المملكة على وجه الخصوص، والمنطقة بشكل عام.