نفذت القرى والبلدات العربية في إسرائيل إضرابا عاما الخميس، كما شهدت بلدة مجد الكروم في الجليل تظاهرة حاشدة، احتجاجا على تنامي الجريمة وأعمال العنف داخل المجتمع العربي في إسرائيل.
وأفادت مراسلة فرانس برس في بلدة مجد الكروم أن الآلاف تظاهروا في شوارعها وأطلقوا هتافات تندد بتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن مواجهة آفة العنف في البلدات العربية.
وبين الهتافات “يا بوليس لم السلاح” و”يا بوليس أنت رأس الإرهاب”، و”ما بدنا نشوف سلاح لا بأفراح ولا بأتراح”.
وتقدم النواب العرب التظاهرة التي ضمت آلاف الأشخاص قدموا من مختلف البلدات العربية في إسرائيل، ورفعت لافتة كبيرة كتب عليها “كفى لسفك الدماء”.
وأفادت المراسة أيضا أن انتشارا كبيرا للشرطة سجل في البلدة تزامنا مع التظاهرة، وشوهدت صهاريج خاصة برشق المتظاهرين بالمياه، لكن لم يتم استخدامها.
وقالت ربة المنزل سميحة شعبان (72 عاما) التي كانت تشارك في التظاهرة “نريد ممارسة ضغوط على الحكومة لجمع السلاح غير المرخص”.
كما قال الطبيب شكري عوادة “تعبر هذه التظاهرة عن حالة غضب وغليان في الشارع العربي بسبب غض النظر المقصود من قبل اجهزة الأمن الإسرائيلية عن العنف لتفتيت المجتمع العربي”.
وجاءت الدعوة إلى التظاهر والإضراب تلبية لدعوة من لجنة المتابعة العليا للبلدات العربية في ختام اجتماع طارىء الأربعاء في بلدة مجد الكروم بعد مقتل شابين وإصابة ثالث بجروح خطرة من أبناء هذه البلدة الثلاثاء.
وقال محمد بركة رئيس لجنة المتابعة وعضو الكنيست السابق لفرانس برس إن “المفتاح الأساسي لردع العنف موجود مع الشرطة الإسرائيلية، وما لم يعاقب المجرم عندما يقوم بجريمته من أول مرة فسيقوم بارتكابها مرة ثانية وثالثة”.
وتابع “نحن كعرب لا نستطيع جمع الأسلحة التي تستخدم لارتكاب الجرائم”.
ولفت الى أن نسبة الجريمة بين العرب الإسرائيليين تبلغ 3 أضعاف ما هي عليه لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
العجز عن وقف العنف
ويقف قادة المجتمع العربي في إسرائيل في حيرة من أمرهم عاجزين عن التغلب على آفة العنف في البلدات العربية التي تفاقمت خلال السنوات الاخيرة، من قتل وإطلاق نار على المنازل والمحلات التجارية.
وقال مدير “المركز العربي لمجتمع آمن” المحامي رضا جابر لفرانس برس “سجلت 70 حالة قتل في صفوف المواطنين العرب منذ مطلع العام وحتى نهاية ايلول/سبتمبر” الماضي.
وأوضح أن الأسلحة مصدرها “تجار سلاح في إسرائيل يبيعونها للعرب إضافة إلى أسلحة بدائية مصنعة محليا في مناطق السلطة الفلسطينية”.
من جهته، قال اللفتنانت كولونيل في الشرطة ليئون هرش المسؤول في وحدة الكشف عن الجريمة المنظمة للإذاعة الإسرائيلية باللغة العربية “إن 99% من المجتمع العربي ليس لهم علاقة بالجريمة”، رغم أن نسبة الجريمة في أوساط العرب “أعلى منها في المجتمع الإسرائيلي” حسب قوله.
وأوضح أن الشرطة جمعت منذ بداية هذا العام حتى شهر آب/اغسطس “3661 قطعة سلاح 80% منها من المجتمع العربي”.
وأوضح أنه “توجد سبع منظمات اجرامية في المجتمع العربي تابعة لعائلات” رافضا تسميتها مع أن وسائل الاعلام الإسرائيلية ذكرتها بالاسم.
وقال رئيس القائمة المشتركة النائب في الكنيست أيمن عودة في شريط فيديو “منذ بداية ايلول/سبتمبر حتى الأول من تشرين الأول/اكتوبر الحالي قتل 14 عربيا تركوا وراءهم 31 يتيما، ومنذ سنة 2000 قتل 1385 عربيا تركوا وراءهم 3190 يتيما جراء الجريمة”.
وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مؤخرا أن 19.6% فقط من المواطنين اليهود يخشون التعرض للعنف في حياتهم اليومية، مقابل 59.3% بين المواطنين العرب.
وكشف هذا الاستطلاع أيضا أن 11% من العرب الاسرائيليين قالوا بأنهم قد تعرضوا لحالات عنف مختلفة هم أو أحد أفراد عائلاتهم أو أصدقائهم، مقابل 1،2 % بين السكان اليهود.