«المال» حاورت شيرين شهدى: 9.2 مليار دولار حجم أصول مجموعة «CDC» الإجمالية حالياً.. ورؤية متفائلة للسوق المصرية خلال 2021

نظرة ايجابية للاقتصاد المحلى خلال 2020 على الرغم من تأثيرات أزمة الوباء

«المال» حاورت شيرين شهدى: 9.2 مليار دولار حجم أصول مجموعة «CDC» الإجمالية حالياً.. ورؤية متفائلة للسوق المصرية خلال 2021
أسماء السيد

أسماء السيد

7:18 ص, الثلاثاء, 3 أغسطس 21

يبلغ إجمالى أصول مجموعة «CDC» «مؤسسة المملكة المتحدة للاستثمار المؤثر والتمويل التنموي»، حاليًا حوالى 9.2 مليار دولار أمريكي، فيما قامت المجموعة خلال الثلاث سنوات الماضية بضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار فى السوق المصرية.

حاورت «المال» شيرين شهدى مديرة مجموعة «CDC» فى السوق المحلية، للحديث عن استراتيجية المجموعة بشكل عام وخطتها فى السوق المصرية، وحجم محفظتها الحالية محليًا أيضًا و رؤيتها للأوضاع خاصة عقب التأثيرات الكبيرة التى فرضتها أزمة الجائحة على الوضع الاقتصادى عالميًا.

1.5 مليار دولار حجم استثمارات المجموعة بأفريقيا وآسيا خلال 2020

بدايةً قالت شيرين شهدى إن حجم أصول مجموعة «CDC» الإجمالية يصل حاليًا إلى 9.2 مليار دولار، موضحةً أنه خلال العام الماضي، خصصت المجموعة ما يزيد عن 1.5 مليار دولار أمريكى للشركات فى أفريقيا وآسيا.

فيما كشفت أن المجموعة تُخطط لاستثمار حوالى 1.75 مليار دولار جديدة فى أفريقيا وآسيا أيضًا بما يمكن الشركات المحلية فى البلدان التى تستثمر فيها من إعادة البناء المستدام والخروج من أزمة جائحة كوفيد – 19.

وبشكل عام قالت شيرين شهدى إن مجموعة «CDC» لديها الآن استثمارات مباشرة وغير مباشرة فى ما يقرب من 1200 شركة متنامية فى جميع أنحاء أفريقيا وجنوب آسيا، ويصل عدد موظفيها إلى أكثر من 950 ألف شخص.

وعلى صعيد نظرتها للسوق المحلية قالت إن مجموعة «CDC» تتبنى رؤية متفائلة للسوق المصرية خلال الفترات الحالية بدعم من وجود العديد من المجالات المشجعة ذات الفرص الاستثمارية الجاذبة، وتراقب عن كثب التطورات والفرص فى البنية التحتية واقتصادات الدورة الكاملة فى مصر.

أضافت أن السوق المصرية تُعد وجهة جيدة للاستثمار بالنسبة للمجموعة، موضحةً أنهُ على سبيل المثال، يقوم قطاع الطاقة – التقليدية والمتجددة – بخطوات واسعة لزيادة قدرة البلاد على إنتاج الكهرباء والغاز الطبيعى وبيعهما محليًا وللبلاد المجاورة.

ولفتت إلى أن المجموعة لديها استراتيجية متعلقة بتغير المناخ، دفعتها لضخ أكثر من مليار دولار لتمويل أنشطة مكافحة تغير المناخ على مدى السنوات الأربع الماضية.

وأشارت إلى أن مصر تحتل أيضًا موقعًا استراتيجيًا بصفتها بوابة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، مما يحقق تكاملا اقتصاديا من خلال التجارة العالمية. مع مرور ما يقرب من %15 من حركة النقل البحرى العالمية عبر قناة السويس المصرية.

وأوضحت شهدى أن إيرادات الممر المائى ارتفعت إلى أعلى مستوياتها مؤخرًا، حيث بلغت 5.84 مليار دولار فى السنة المالية 2020-2021، موضحةً أن هذه تعد علامة على سياسات التسعير المرنة لهيئة قناة السويس التى تساعد فى الحفاظ على معدل ثابت لحركة المرور عبر القناة وترسيخ الثقة بين شركائنا الدوليين.

استثمارات السوق المحلية

وأشارت إلى أن مجموعة «CDC» بدأت استثماراتها فى السوق المحلية منذ عام 2003، موضحةً أنهُ خلال الـ3 سنوات الماضية بلغ حجم استثمارات «CDC» فى السوق المصرية حوالى 300 مليون دولار

300 مليون دولار حجم استثمارات السوق المحلية بالثلاث سنوات الماضية

وتابعت أنهُ على سبيل المثال قامت المجموعة بضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار فى مجموعة ألفا الطبية مؤخرًا، موضحةً أن تلك القيمة سُتمكّن مجموعة «CDC» أحد أكبر مقدمى الرعاية الصحية فى البلاد من توسيع نطاق حصول الجمهور على الرعاية الطبية ووسائل التشخيص عالية الجودة لجميع مستويات الدخل، بالإضافة إلى إنشاء أكاديمية ألفا للتدريب التى ستوفر التدريب لمتخصصى الرعاية الصحية، سواء من موظفى مجموعة ألفا الطبية أو موظفى الرعاية الصحية التابعين لجهات خارجية، وكذلك تطوير المواهب الدائمة لرفع المستوى فى جميع أنحاء القطاع.

ولفتت إلى أن ثانى استثمارات المجموعة تمثلت فى صفقة قيمتها 100 مليون دولار مع البنك التجارى الدولي، بما يؤهل البنك لإعادة إقراض تلك المبالغ لقطاعات الاقتصاد المصدرة، موضحةً ان ذلك يتماشى مع خطة الحكومة لتوليد مصادر بديلة للعملة الصعبة بخلاف السياحة – القطاع الذى تأثر بشكل كبير بالجائحة.

تستثمر فى 9 مشاريع للطاقة الشمسية فى محطات بنبان بنحو 97 مليون دولار

وأشارت إلى أن ثالث استثمارات المجموعة تمثلت فى استثمارها البالغ 97 مليون دولار فى 9 من أصل 13 مشروعًا للطاقة الشمسية فى محطة بنبان للطاقة الشمسية.

وقالت شرين شهدى أن مجموعة سى دى سى CDC تفتخر بأن تكون شريكًا فى التنمية المستدامة فى مصر موضحةً أن المجموعة تدعم تطوير ونمو الأعمال التجارية ورواد الأعمال فى مختلف القطاعات.

وأضافت أن المجموعة توجه التزاماتها نحو الأماكن التى تسمح لها بتمكين التنمية الاقتصادية التى يقودها القطاع الخاص، والاستثمار والنمو الذى يخلق فرص عمل مستدامة وشاملة ومراعية للمناخ، موضحةً أن استثمارات المجموعة فى السوق المحلية تشمل قطاعات البنية التحتية والتصنيع والتجارة والتمويل متناهى الصغر والرعاية الصحية والأعمال التجارية والخدمات المالية، وذلك لتحفيز التنمية الاقتصادية وتنمية رأس المال البشري، فضلاً عن التحول الهيكلى إلى جانب استثمارها فى صناديق رأس المال الاستثماري.

وأشارت إلى أن استثمارات المجموعة الحالية فى مصر تضم مجموعة ألفا الطبية، البنك التجارى الدولى (CIB)، محطات بنبان للطاقة الشمسية، صندوق ازدهار للاستثمار المباشر، وسوارى فنتشرز.

وبشكل عام قالت إن تركيز مجموعة «CDC» فى استماراتها ينصبّ على التمويل المرن والخبرة التنفيذية والشراكة المؤثرة بهدف إحداث تأثير بيئى واجتماعى إيجابى بالإضافة إلى العوائد.

أضافت أن مجموعة «CDC» قامت بتحديد فرص جديدة واعدة على الأخص فى مجالات الرعاية الصحية والأدوية والتصنيع والمواد الاستهلاكية والبنية التحتية والطاقة المتجددة وتحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحى والمجمعات الصناعية وقطاعات الموانئ وخاصة فى ظل الدعم الحكومى لتلك القطاعات.

وقالت شيرين شهدى إن قرار الرئيس عبد الفتاح السيسى فى سبتمبر الماضى بمنح شركات التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية تراخيص مصرفية، ساهم فى احتفاظ مصر بمكانتها المتأصلة بصفتها أشد أسواق استثمار رأس المال جذبًا وأسرعها تطورًا فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأشارت إلى أن التقرير الأخير الصادر عن هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات الحكومية لفت إلى أنه تم استثمار 190 مليون دولار فى الشركات الناشئة فى مصر فى عام 2020، وهو مبلغ قياسى من إجمالى التمويل وزيادة بنسبة %13 فى الاستثمار فى الشركات الناشئة فى بلادنا من سنة لأخرى.

قواعد الانتشار

أكدت أن مجموعة «CDC» لا تضع التزامات مالية محدده للانتشار فى البلدان التى تستثمر فيها؛ ولكنها تركز على أى مكان وأى طريقة تُمكنها من خلق قوة محفزة للصالح العام وتحقيق مكاسب تنموية لأكبر عدد ممكن من الناس فى جميع أنحاء البلاد.

وكشفت شهدى أن مجموعة «CDC» تتعامل مع كم هائل من الأعمال قيد التنفيذ؛ بتحديد الفرص المناسبة وبناء شراكات تحويلية تزيد من تمكين الشركات المصرية التى تُحدث تغييرات جذرية وكذلك تسريع عملية الابتكار فى كل مراحل سلسلة القيمة المضافة.

واستكملت أنه فى أواخر العام الماضي، تضافرت جهود مجموعة «CDC» وشركاء التنمية الدوليينDPI والبنك الأوروبى لإعادة البناء والتنميةEBRD فى صفقة غير مسبوقة لخلق طرف رئيسى جديد فى سوق الأدوية فى عموم أفريقيا، موضحةً أن هذا التحالف قام بدمج شركة تصنيع الأدوية المصرية مع شركة أدوية هندية لإنشاء منصة جديدة لتقديم علاجات ميسورة التكلفة.

وقالت إن مجموعة «CDC» استثمرت أكثر من 3.7 مليار دولار أمريكى فى جميع أنحاء أفريقيا على مدار الثلاث سنوات الماضية.

فيما كشفت أن المجموعة تُخطط لاستثمار مليار دولار أمريكى فى الأعمال التجارية الأفريقية عبر القارة خلال العام الجارى – لخلق المزيد من فرص النمو والتوظيف والتصدير.

وقالت إن مصر كانت الدولة التى تلقت استثمارات من مجموعة سى دى سى CDC أكثر من أى دولة أخرى فى شمال أفريقيا حتى الآن.

وأوضحت أنهُ بخلاف الاستثمارات المباشرة التى ضختها المجموعة فى مصر، فإنها تستثمر أيضًا فى صناديق الاستثمار المباشر (PE)، ورأس المال الاستثمارى (VC)، مثل ازدهار وشركة سوارى فنتشرز.

وفسرت أنهُ من خلال هؤلاء الشركاء، فإن مجموعة «CDC» تساعد فى توفير رأس المال للشركات الصغيرة والمتوسطة والمشاريع العائلية، مما يتيح النمو طويل الأجل للشركات المبتكرة والقابلة للتطوير فى مصر وخارجها.

ولفتت إلى أن مجموعة «CDC» استثمرت حتى الآن فى 12 صندوق استثمار مباشر ورأس المال الاستثمارى المخاطر بالنسبة لمصر، مشيرة إلى أن المجموعة تعمل حاليًا على تحديد المزيد من فرص الاستثمار فى الشركات والمشاريع والصناديق المحلية.

سياسة المجموعة الاستثمارية

وفيما يتعلق بسياسة مجموعة «CDC» الاستثمارية قالت شهدي إنها تقوم على تقديم التمويل طويل الأجل والمرن بجميع أشكاله، مع الحصول على حصص أقلية ما يساهم فى توفر الدعم اللازم للشركات لتوسيع نطاقها، بالتعاون مع الإدارة والمساهمين لكن دون التحكم.

وتابعت أن المجموعة تقدم القروض المباشرة للمؤسسات المالية وتسهيلات تقاسم المخاطر مع البنوك الإقليمية لزيادة السيولة أو تقليل تكاليف رأس المال.

ولفتت إلى أن التوجه الاستثمارى للمجموعة لا ينصب فقط على الأعمال التجارية الكبيرة ولكن يتطرق للموضوعات الخاصة بالمناخ وإدراج المرأة، بما يساهم فى خلق مزيد من فرص العمل وتعزيز النمو المستدام وتحسين أوضاع الاقتصاد المحلى.

وفيما يتعلق بنظرتها للوضع الاقتصادى المحلى وحجم تأثيرات الجائحة، قالت شهدى إنه على الرغم من الانتكاسات الاقتصادية التى أحدثها فيروس كورونا، كان الاقتصاد المصرى من بين القلائل فى جميع أنحاء العالم الذى سجل نموًا اقتصاديًا إيجابيًا فى عام 2020.

وفسرت أن ذلك جاء نتيجة السياسات الاقتصادية الاستباقية والإصلاحات التى نُفذت فى السنوات السابقة، مما أدى إلى خلق مصدات هائلة لحماية الاقتصاد من الأزمة، موضحةً أنهُ وفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ينتعش نمو الاقتصاد المحلى على نحو إيجابى ليصل إلى %5.2 فى السنة المالية 2021-2022.

أشارت مديرة مجموعة «CDC» فى مصر إلى أن أزمة الوباء سلطت الضوء على ضرورة الاستثمار فى العديد من القطاعات على رأسها مجالات الرعاية الصحية عالية الجودة والحماية الاجتماعية وشبكات الأمان فى كل بلد فى جميع أنحاء العالم.

ولفتت إلى أن مجموعة «CDC» فخورة بقدرتها على دعم مجموعة ألفا الطبية وشركات التشخيص الرائدة ألفا سكان ومختبرات ألفا، موضحةً أنهُ بموجب الصفقة قامت المجموعة بإنشاء مستشفتيين إضافيين وكذلك أكاديمية ألفا للتدريب – هى قيد الإنشاء حاليًا – بما سيوفر تدريبًا قيمًا للجيل القادم من المهنيين الطبيين فى المجال والرعاية الصحية لجميع مستويات الدخل.

وقالت شهدى إن مجموعة «CDC» ترى أن استثمار «ألفا» لن يعد كافيًا، إذ لا تزال هناك فرص لمزيد من النمو، وخاصة فى ظل التعداد السكانى الكبير فى مصر الذى يصل إلى 100 مليون نسمة، ما يدفع للحاجة إلى بنية تحتية أشد صلابة للرعاية الصحية، معتقدة أن القطاع الخاص يمكنه تقديم المزيد من الدعم للحكومة وتقديم المزيد من الابتكار وخدمات التشخيص والاخصائيين الطبيين وأسرّة المستشفيات للأفراد.

أوضحت أنه فى إطار اهتمام مجموعة «CDC» للاستثمار فى مجال الرعاية الصحية، فإنها دخلت فى شراكة مع البنك الأوروبى لإعادة البناء والتنمية (EBRD) وشركة الأسهم الخاصة الرائدة، شركاء التنمية الدوليين (DPI) لإنشاء منصة جديدة للأدوية الحيوية لزيادة الوصول إلى الأدوية الجنيسة المتخصصة الضرورية فى جميع أنحاء أفريقيا مع وضع مصر كأولوية قصوى.

وكشفت أن المستثمرين المؤسسين للمنصة هم CDC وDPI وEBRD التزموا بتقديم 250 مليون دولار، موّلت الاستحواذ على شركتين رائدتين ودمجهما وهما الشركة المصرية لتصنيع الأدوية «الجنيسة»، وشركة أدوية فارما، وعلى مختبرات سيلون الخاصة (Celon Laboratories Pvt)، وهى شركة هندية متخصصة فى علم الأورام والعناية المركزة.

وأضافت أن الشراكة أنشأت بين المستثمرين الثلاثة المؤثرين أول منصة دوائية من نوعها لعموم أفريقيا، التى ستحقق وفورات كبيرة فى التكاليف لمقدمى الرعاية الصحية فى جميع أنحاء القارة، مع توسيع مجموعة العلاجات المتاحة فى الأسواق التى لا تتلقى خدمة كافية، وتعزيز عمليات التصنيع المحلية.

وكشفت أن المنصة تهدف إلى جمع 500 مليون دولار أمريكى أخرى لتحقيق استراتيجيتنا ودعمها، وتمويل عمليات الاستحواذ الإضافية، وتطوير أدوية جديدة، وإنشاء قدرات توزيع جديدة.