تتبنى شركة «ماكرو جروب للمستحضرات الطبية – ماكرو كابيتال» خطة توسعية فى السوق المحلية خلال العام الجاري، تشمل طرح مجموعة من المنتجات الجديدة بالنشاط القائم، هذا إلى جانب اختراق مجال إنتاج المكملات الغذائية والاستحواذ على كيانات قائمة .
حاورت «المال» الدكتور أحمد النايب رئيس مجلس الإدارة والمؤسس بـ«ماكرو جروب» وشمل الحديث خطة الشركة بالسوق المحلية خلال 2021، إلى جانب معرفة آخر تطورات طرح جزء من أسهمها فى البورصة المصرية.
بدأ النايب حديثه حول مسار عمل «ماكرو جروب» فى السوق المحلية، وأوضح أن الشركة بدأت عملها فى مصر منذ عام 2002 بعمليات تصنيع بعض المنتجات لدى الغير.
وأشار إلى أنهُ بحلول عام 2010 أسست «ماكرو» المصنع الخاص بها بشكل فعلي، موضحا أن نشاط الشركة مختص فى مجال مستحضرات التجميل العلاجية فيما يبلغ عدد منتجات الشركة الحالية أكثر من 125 منتجًا متنوعًا.
تعمل بحوالى %40 من طاقتها الإنتاجية ولديها 125 منتجا متنوعا
وأوضح أن «ماكرو» تمتلك حاليًا مصنعا واحدًا للإنتاج ويضم مجموعة من خطوط الإنتاج المختلفة، من بينها واحد للسوائل وآخر للصلب وغيره للكريمات، وتعمل بحوالى %40 فقط من طاقتها الإنتاجية، والأخرى تُمثل طاقات غير مستغلة.
«استراتيجية 2021»
وفيما يتعلق بخطة الشركة خلال العام الجاري، كشف النايب أن «ماكرو» تدرس بالوقت الراهن الاستحواذ على شركات جديدة تعمل فى نفس مجالات الشركة سواء المستحضرات الطبية أو المكملات الغذائية.
وأشار إلى أن الشركة تدرس بالفترة الحالية عرضين جديدين من المتوقع أن يتم البت فى أحدهما بنهاية العام الجارى 2021.
15 إلى 20 منتجا جديدا سنوياً وأستهداف زيادة المبيعات بأكثر من %30 بنهاية العام
وقال إن «ماكرو» تتبنى بشكل عام خطة توسعية فى مصر خلال 2021 قائمة على عدة محاور من ضمنها طرح مجموعة من المنتجات الجديدة، موضحًا أن الشركة لديها مخططات لطرح 15 إلى 20 منتجا جديدا سنويًا.
وأضاف أن عدد المنتجات التى تطرحها «ماكرو» بشكل سنوي يُعد جيدًا وذلك بدعم من سهولة تسجيل المنتجات الطبية التجميلية فى وزارة الصحة مقارنة بالمجموعات الدوائية لدى الشركات الأخرى، موضحًا أن فترات التسجيل قد تصل إلى عدة شهور فقط.
وفيما يتعلق بتسعير المنتجات التى تطرحها الشركة، كشف أنهُ غير خاضع للتسعير الجبرى من وزارة الصحة، وإنما قائم على دراسات تُجريها الشركات المصنعة لمنتجات التجميل الطبية.
ولفت النايب إلى أن «ماكرو» تمتلك حاليًا حوالى 3 معامل بحثية من بينهما واحد تم تجهيزه العام الجاري، موضحًا أن الشركة تُولى العمليات البحثية للمنتجات التى تطرحها اهتمامًا خاصًا ومقارنتها بالمنتجات الخارجية.
تستهدف زيادة نشاطها بسوق المكملات الغذائية عقب طرح أول منتجاتها
وعلى صعيد آخر قال رئيس مجلس الإدارة بـ«ماكرو»، إن الشركة تعتزم خلال 2021 دخول مجال انتاج المكملات الغذائية مرة أخرى، موضحًا أن «ماكرو» كانت من أكبر الشركات المصنعة لتلك المنتجات ولكن توقفت منذ فترة.
وتابع أن الشركة قررت معاودة إنتاج المكملات الغذائية مرة أخرى وبالفعل قامت مؤخرًا بطرح أول منتج لها فى السوق.
وأشار إلى أن الشركة تقدمت لهيئة سلامة الغذاء بتسجيل حوالى 15 منتجا جديدا فى المكملات الغذائية، موضحًا أن سوق المكملات الغذائية والأغذية الخاصة تعد أحد أهم الأسواق الواعدة محليًا، إذ يبلغ حجمها حوالى 10 مليارات جنيه ولديها الكثير من فرص النمو.
وأوضح أن الشركة تتبنى نظرة توسعية كبيرة بهذا المجال، إذ تستهدف أن تصل مبيعاتهُ لنفس مستويات مبيعات المستحضرات الطبية خلال الـ3 سنوات المقبلة بطرح مجموعة من المنتجات.
«تأثيرات كورونا على الشركات الطبية»
وفيما يتعلق بتأثيرات جائحة «كورونا» على أداء الشركات الطبية خلال 2020، قال النايب إن كافة الشركات العاملة فى المجال الطبي استفادت من الجائحة بنمو مبيعاتها، موضحًا أن المنتجات الطبية سواء أكانت علاجية تجميلية أو الدوائية تُعد من المنتجات التى يستمر استخدامها حتى فى ظل الأزمات.
وأشار إلى أن بعض الشركات العاملة بالمجال الطبى لجأت للبيع من خلال الأون لاين ما مكنها من زيادة مبيعاتها بنسب وصلت إلى أكثر من %200 خلال العام الماضى بدعم عمليات زيادة الطلب، وخاصة الشركات المنتجة لبعض الأدوية المدرجة ببروتوكولات الدواء.
وعلى صعيد «ماكرو»، قال إنها كانت تمكنت خلال 2020 من النمو بمبيعاتها بأكثر من %30 مقارنة بعام 2019 وحققت المبيعات حوالى 431 مليون جنيه.
ولفت إلى أن «ماكرو» اعتمدت منهجية مبتكرة لدعم وضع مبيعاتها فى ظل أزمة الجائحة، أولها اعتمادها على وجود مخزون من المواد الخام اللازمة للإنتاج لمدة تكفى عدة شهور، موضحًا أن الشركة تستورد جزءا قليلا من مستلزمات الإنتاج من الدول الخارجية.
وأوضح أن العامل الآخر تمثل فى الاحتفاظ أيضًا بمخزون من المنتجات المصنعة للتحوط ضد أى مفاجآت جديدة لمدة تكفى لشهرين، وخاصة فى ظل قرارات الحكومة التى فرضتها فى بداية أزمة الجائحة بمنع التكدس فى المصانع ولجوء الشركات للعمل بطاقات أقل.
وأضاف أن العامل الثالث تمثل فى اعتماد الشركة على الأون لاين وعقد اللقاءات مع الأطباء وفريق التسويق وغيره من خلال تطبيق «ZOOM»، موضحًا أن الشركة توسعت بخدمات الأون لاين خلال العام الماضى بشكل أفاد حركة المبيعات.
ولفت إلى أن الشركة تعتزم خلال العام الجارى مواصلة توسعها بالخدمات التكنولوجية بتفعيل مجال التجارة الإلكترونية والبيع من خلال «الأون لاين» للمستهلكين موضحًا أن الشركة تطرح ذلك البرنامج للمرة الأولى.
وأضاف أن مبيعات الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري، تجاوزت مستهدف الشركة المحدد بنسبة نمو %30 موضحًا أن الشركة تستهدف أيضًا معدل نمو مماثلا بنهاية العام الحالى مقارنة بعام 2020.
ولفت رئيس مجلس الإدارة بـ«ماكرو»، إلى أن مساعى الشركة تلك جاءت بغرض التحوط ضد أى من المستجدات الخاصة بأزمة الفيروس الراهنة.
«الوضع التصديري»
وفيما يتعلق بالوضع التصديرى للشركة، قال إنها تُصدر انتاجها لحوالى 9 دول خارجية من بينها السودان والعراق واليمن، وتتبنى مخططا خلال العام الجاري بزيادة معدل الصادرات، موضحًا أن الشركة كانت سابقًا تصدر حوالى 4 إلى %5 من إنتاجها للأسواق الخارجية.
تُخطط لزيادة معدل التصدير ومباحثات حالية لدخول أسواق جديدة
ولفت أحمد النايب إلى أن تلك النسبة تعرضت للانخفاض خلال الفترات الماضية بسبب الأوضاع الصعبة التى مرت بها بعض الأسواق محل التصدير كالعراق واليمن وغيرها إلى أن وصلت النسبة لنحو %2 فقط من إجمالى منتجات الشركة.
وأوضح أن الشركة تستهدف خلال العام الجاري إعادة النسبة الحالية للنسبة السابقة بحيث تبلغ الصادرات 5 إلى %6 مجددًا من إجمالى مبيعات الشركة، لافتًا إلى أن هناك دراسة حالية من القائمين على الملف التصديرى بالشركة لبحث فتح أسواق جديدة بالقارة الأفريقية.
وكشف ان الشركة بدأت مفاوضات فعلية مع أحد الوكلاء بالسعودية بهدف بدء تصدير منتجات «ماكرو» للسوق هناك، هذا إلى جانب مفاوضات تُجرى أيضًا مع أحد الوكلاء فى ليبيا.
وبشكل عام قال إن السوق المحلية تعد السوق الرئيسية للشركة وتوليها اهتمامًا خاصًا، موضحًا أنها أهم الأسواق الجابة بالنسبة لمبيعات الشركة.
«خطة الطرح»
وفيما يتعلق بخطة طرح جزء من أسهم الشركة فى السوق المحلية، قال إن الشركة مهتمة بشكل عام بالتواجد فى السوق المحلية رغبة منها فى توسيع حجم أعمالها وبحث فرص جديدة للاستحواذ، وعلى الرغم من ذلك أشار إلى أن الشركة غير مضطرة لطرح أسهمها فى وضع غير مجدِ للبورصة المصرية.
طرح أسهم للإكتتاب مرتبط بتحسن أوضاع السوق
وأضاف النايب أن الشركة عينت المجموعة المالية «هيرميس» و«رينيسانس كابيتال» لإدارة طرح جزء من أسهمها فى البورصة المصرية.
وأكد أنه لم يتم حتى الوقت الراهن تحديد موعد نهائى للطرح، موضحًا أن إتمام عملية الطرح مرتبط بمدى تحسن أوضاع سوق الأسهم المحلية واستقرارها.
وكشف «النايب» أن عملية الطرح ستتضمن تخارج مجموعة «ألتا سمبر كابيتال»، وجزء آخر صغير من حصة «كينجز واى كابيتال» أحد المساهمين الرئيسيين.
ووفقًا لنشرة الطرح المعلنة فإن هيكل ملكية «ماكرو جروب» ينقسم بين ثلاثة مساهمين رئيسين بواقع %46.32 لشركة «سى إتش آى كونسيومر» المملوكة لصندوق الاستثمار «كينجز واى»، وبنسبة %33 لمجموعة «ألتا سمبر كابيتال» وبنحو %20.52 للدكتور أحمد النايب وعائلته.
وتبلغ نسبة الطرح المقررة فى البورصة المصرية حوالي %45.8 من أسهم الشركة، فيما بلغ سعر السهم فى نشرة الطرح آنذاك 6.15 جنيه كحد أقصى.
ويبلغ عدد الأسهم المطروحة 264.5 مليون، مقسمة بنحو 251.2 مليون سهم للطرح الخاص للهيئات والمستثمرين الأفراد من ذوى الملاءة المالية، وكذلك أصحاب الخبرة فى مجال الأوراق المالية، فيما تبلغ الشريحة المخصصة للطرح العام حوالى 13.2 مليون سهم تقريبا، تتاح الجمهور من الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين.
«القطاع الطبى المحلي»
وفيما يتعلق بصناعة الدواء والمستحضرات الطبية فى السوق المحلية خلال العام الجاري، قال أحمد النايب إن صناعة الدواء والمجال الطبى بشكل عام، تُعد من أكثر القطاعات الجاذبة بالسوق المحلية، وتتميز الشركات العاملة بها بهوامش ربح مرتفعة مقارنة بغيرها وأيضًا تتميز بالنمو السريع وبالتالى فهى جاذبة لأى مستثمر استراتيجى.
وتوقع أن يكون العام الجارى أفضل من نظيرهُ السابق 2020، بدعم من عدة عوامل تتمثل فى هدوء وتيرة أزمة «كورونا» ووجود لقاح مضاد وبدء تأقلم الناس معه، هذا إلى جانب استبعاد أن يكون هناك أى من قرارات الإغلاق أو الحظر مرة أخرى.
ويبلغ رأس مال «ماكرو جروب» المصدر والمدفوع حالياً 115.4 مليون جنيه موزعاً على 577.4 مليون سهم بقيمة أسمية 20 قرشاً للسهم الواحد.