مع مرور السنوات تغير مجال النقد الفني، وأصبح يعتمد كل ناقد على أسلوب معين يتميز به عن غيره من النقاد الفنيين والسينمائيين، فهناك جيل قديم من النقاد معروفين في الساحة الفنية بمصر منذ سنوات طويلة مثل كمال رمزي وماجدة موريس وماجدة خير الله وسمير الجمل ومحمود قاسم ونادر عدلي، ثم جيل الوسط للنقاد مثل طارق الشناوي ومجدي الطيب وعصام زكريا وحنان شومان ورامي عبد الرازق ومها متبولي ومحمود عبد الشكور ومحمد قناوي وقدري الحجار وغيرهم، أيضا ظهر جيل جديد من النقاد على الساحة خلال السنين الأخيرة مثل أندرو محسن وفايزة هنداوي ورامي المتولي ودعاء حلمي وأمل الجمل وأحمد سعد الدين ومصطفى الكيلاني وغيرهم.
وتكرم بعض المهرجانات السينمائية أحيانا بعض النقاد من الجيل الحديث وجيل الوسط ويتجاهلون الجيل القديم، ما يثير حفيظة بعضهم من هذا التجاهل لمشوارهم وخبرتهم في مجال النقد الفني.
في السطور القادمة يتحدث نقاد الجيل القديم عن أساليب النقد التي تطورت مع الزمن وتميز كل جيل منهم، والفرق بين النقد في كل جيل، وعن الاختلاف بين الجيل القديم والحديث في النقد، وهل يوجد صراع بين هذه الأجيال على التكريمات؟، إضافة لظهور الناقد التليفزيوني منذ سنوات.
نادر عدلي: الوسائل المعلوماتية للجيل القديم كانت أكثر صعوبة من النقاد الجدد
قال الناقد الفني نادر عدلي إن النقاد في الجيل الحديث تتوافر لهم وسائل للحصول على المعلومات بصورة أبسط من جيلنا القديم، حيث أصبحت هذه المعلومات متاحة بدرجة كبيرة بوجود الإنترنت والسوشيال ميديا وغيرها من الوسائل المتاحة.
وأضاف أن الناقد في الجيل الحديث ياخذ الأمر ببساطة بصورة معينة ليقوم بتحليل نقدي عكس الجيل القديم الذي كان يبحث ويكون لديه خلفية معلوماتية عن العمل الفني الذي يقوم بنقده، حتى يقدم للقارئ أسلوبا نقديا جذابا.
وأضاف أنه بالنسبة لتكريمات النقاد في الجيل الحديثف تكريم الناقد الفني مفترض كما كنا نعلم سابقا يجب أن يتحقق حينما يتجاوز عمر 45 عاما وقبل ذلك يجب التحقق منه، لافتا إلى أنه قام بتأليف حوالي 20 كتابا في مسيرته وبرغم ذلك لم يتم تكريمه في المهرجانات السينمائية المختلفة، متسائلا هل معنى ذلك أنه لا يتعد به ناقدا فنيا في هذه المهرجانات؟.
وأكد عدلي أن نقاد الجيل الحديث يستسهلون الأمر نوعا ما، مقارنة بالجيل القديم، فلا يقومون بالبحث في المعلومات عن العمل المطلوب نقده سواء كان سينمائيا أو تليفزيونيا، مشيرا إلى أنه يجب أن يدرك أي ناقد أنه يجب أن تتوافر لديه خلفية عن أي شيء يقوم بنقده.
وأوضح أن الناقد في الجيل القديم حينما يريد أن ينقد عملا سينمائيا تم تصويره مثلا في الخارج ولم يكن توجد المعلومات عن ذلك كان عليه أن يكون سافر لهذا البلد حتى يكون لديه خلفية معلوماتية عنه، وذلك كان صعبا بالنسبة لجيل النقاد القديم.
مها متبولي: لا توجد صراعات في النقد مثل الفن.. والكتابة على فيس بوك أصبحت متاحة للجميع
وترى الناقدة الفنية مها متبولي أنه لايوجد اختلاف بين النقاد فكل عصر فيه ناقد مميز وآخرين أقل مستوى ، وهناك أيضا نقاد يهتمون بدرجة كبيرة بمفردات العمل السينمائي مثل الناقدين محمود عبد الشكور ومجدي الطيب وعصام زكريا، ونقاد آخرين يهتمون أكثر بتقديم المعلومة بصورة مبسطة يفهمها جميع الناس.
وأشارت إلى أن محمود عبد الشكور والطيب وغيرهم يهتمون بالشكل الأكاديمي في النقد مثل حركة الكاميرا في الفيلم الفلاني يكتبون بأسلوب النقد الذي يدرس في معاهد السينما، وهناك نقاد من نوع ثالث يكتبون النقد بشكل مبني على الانطباع الأول بدرجة أكبر من النقد.
ونفت متبولي أن تكون هناك صراعات بين أجيال النقاد القديم والحديث، لأنه لايوجد أموال في مهنة النقد مقارنة بالفنانين والصراعات بينهم بسبب التوزيع الداخلي والخارجي وأجور الفنانين والصراع بين البطل والنجم، لافتة إلى أن مهنة النقد ليست فيها أموال.
وتضيف متبولي أن الكتابة على فيس بوك حاليا أصبحت للجميع، لدرجة أنها حينما تكتب شيئا على صفحتها تحقق قراءات بدرجة أكبر من توزيع جرائد كثيرة في السوق، فالكتابة على صفحات الفيس بوك أصبحت متاحة للجميع فلا يوجد أي صراعات بيننا، خاصة أن الكتابة على فيس بوك معدلها أكبر من توزيع الجرائد.
وشددت على أن مهنة النقد لاتساهم في الوصول لشيئ لصاحبها سوى أنه يفعل ذلك حبا في هذه المهنة فقط، ولا تقارن أبدا بصراعات الفنانين الكثيرة على أمور مختلفة سواء التسابق على أسماء تترات المسلسلات والأفلام والظهور على الأفيشات وغير ذلك.