نسمة بيومى
استطلعت “المال” رؤية عدد من خبراء البترول المحليين والدوليين حول السيناريوهات والتأثيرات المرتقبة للأحداث السياسية والعسكرية الحالية فى اليمن على أسعار البترول العالمية.
وبدأت التداولات التجارية العالمية على البترول صباح اليوم الخميس بارتفاع مفاجئ فى أسعار خام “برنت” قرب مستوى 60 دولاراً للبرميل، فضلاً عن تجاوز الخام الأمريكى الخفيف ولأول مرة منذ أسابيع حاجز الـ50 دولاراً للبرميل.
واتفقت جميع الرؤى والآراء على أن أحداث “اليمن” والتوترات السياسية فيها سترفع أسعار خام برنت العالمية لتتجاوز 70 إلى 80 دولاراً للبرميل، بسبب القلق والمخاوف من تعطل إمدادات البترول أو ضرب شحنات النفط القادمة من دول الخليج العربى بشكل عام، ولكن اختلفت الرؤى حول اتجاه الأسعار عقب استقرار وهدوء الأوضاع فى اليمن.
أكد المهندس يسرى حسان، استشارى البترول الدولى، أن أسعار خام “برنت” العالمية ستستمر فى ارتفاعها لتتجاوز حاجز 70 دولاراً للبرميل فى غضون يومين إلى ثلاثة، ولكنها سرعان ما ستنخفض إلى قيمة متدنية للغاية قد تصل إلى 40 دولاراً، بسبب ضعف رد فعل الحوثيين على الهجمات العسكرية القادمة من دول الخليج العربى لدعم “اليمن”.
وقال لـ”المال” إن ضعف ردة فعل الحوثيين سيتبعه ظهور وفرة بالغة فى معروض الزيت الخام بشكل سيعمل على تراجع الأسعار دون حاجز 45 دولاراً للبرميل، مضيفاً أن الحكومتين المصرية والسعودية تكثفان من رقابتهما وسيطرتهما حاليا على البحر الأحمر لحماية ناقلات الخام والحفاظ على كافة النلاقات المارة فى المناطق القريبة من الأحداث الحالية.
ورغم اتفاق الدكتور رمضان أبوالعلا، استشارى البترول الدولى مع “حسان” على أن الارتباك السياسى والحرب فى اليمن سيتبعها ارتفاع أسعار البترول لتتراوح بين 70 و80 دولاراً، الا أنه استبعد هبوطها مرة أخرى دون الـ50 دولاراً للبرميل فى أى حال من الاحوال.
وأشار أبو العلا إلى أن دعم السعودية وموقف مصر يعطى رسالة واضحة وصفعة قوية لـ”إيران” لعدم التدخل فى مصالح دول الخليج العربى وأراضيه.
واتفق معهم فى الرأى الدكتور محمد رضا محرم، أستاذ اقتصاديات البترول بجامعة الأزهر، فيما يخص ارتفاع أسعار خام برنت مع استمرار أحداث اليمن، موضحاً أن أحداث اليمن عامل مفاجئ سرع من وتيرة رفع الأسعار، والتى كانت ستحدث عامة بشكل تلقائى خلال الأيام المقبلة.
وقال إن المنظومة السعرية للنفط العالمى بدأت تتغير منذ الهبوط المفاجئ والمتوالى من مستوى 120 دولاراً دون حاجز 50 دولاراً، مضيفا أن الأسعار ستأخذ فى الارتفاع التدريجى لمستوى يصل إلى 85 دولاراً.
واتفق محرم مع “أبو العلا” فيما يخص استمرار الاتجاه الصعودى للأسعار حتى فى حالة هدوء واستقرار الأوضاع فى اليمن، باعتبار أن ذلك الارتفاع يمثل التطور الطبيعى المفترض حدوثه في أسعار النفط العالمية بعد موجة الانخفاض الضخمة التى شهدتها خلال العام الماضى بخلاف أى توترات أو حروب حالية فى اليمن أو غيرها من الدول.
وكان لـ “محرم” تصور آخر فيما يخص تحليل موقف السعودية وهجماتها العسكرية لدعم “اليمن”، حيث أكد أنه رغم أن السعودية تظهر حالياً فى موقف الداعم الأكبر لـ”اليمن”، إلا أنها من الأطراف الرئيسية المتسببة فيما يحدث حالياً.
وأشار إلي أن “السعودية” لم توافق على تخفيض معدلات إنتاجها منذ بداية أزمة انحدار أسعار البترول حتى الآن بشكل أثار الدهشة، لما نتج عن قرارها من خسائر وتخفيض فى حجم عوائدها باعتبارها من كبري الدول المصدرة للنفط.
وأضاف أن السعودية تعمل حالياً على خلق حرب تشرك فيها مصر ودول أخرى مستغلة أكثر منطقة مؤثرة فى تجارة وصناعة البترول “اليمن”، مطالبا الحكومة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسى بعدم الانسياق وراء ما تقوم به السعودية حاليا وعدم التدخل فى أى حرب لا فائز فيها.