قال أحمد كجوك نائب وزير المالية للسياسات المالية والتطوير المؤسسى، إننا ماضون فى التحول التدريجى إلى موازنة البرامج والأداء؛ باعتبارها ضمانة جديدة لتنفيذ رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة بمختلف أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وتُسهم فى ضبط الأداء المالى، ورفع كفاءة الإنفاق العام بالاستغلال الأمثل لموارد الدولة.
31 وزارة
ولفت كجوك إلى أن موازنة البرامج والأداء سيبدأ تطبيقها فى 31 وزارة وبعض الجهات الإدارية المستقلة جنبًا إلى جنب مع موازنة البنود خلال العام المالى 2020/2019، بما يضمن الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين والإسهام الفعَّال فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة إليهم.
أضاف أن مؤشرات المالية العامة تشهد تحسنًا كبيرًا، بما يشجعنا على استكمال مسيرة الإصلاح الهيكلى خارج الإطار التقليدى، واستطاعت مصر تحقيق فائض أولى بنسبة 2%، وتقليص عجز الموازنة.
جاء ذلك المؤتمر الذى نظمته وزارة المالية، بالتعاون مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى عن موازنة البرامج والأداء، فى إطار مشروع إصلاح واستقرار الاقتصاد الكلى الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
أحد أدوات الاصلاح
وقال إن الدكتور محمد معيط وزير المالية، كان قد وجَّه بتطبيق موازنة البرامج والأداء باعتبارها إحدى أدوات برنامج الإصلاح الاقتصادى،الذى بدأ منذ عام 2016.
وأوضح أنه كان يتم صرف الاعتمادات المالية بالموازنة العامة للدولة سنويًا على أساس البنود فقط دون أن تُخصص لبرامج معينة.
وتضع الجهات الحكومية، فى إطار موازنة البرامج، أهدافًا استراتيجية تتوافق مع أولويات الدولة على ضوء الموارد المالية المتاحة.
بحيث يتم إعداد الموازنة على أساس برامج رئيسية وفرعية لكل منها مؤشرات قياس أداء دقيقة وقابلة للتنفيذ بجدول زمنى محدد، تساعد فى اتخاذ القرار المناسب باستكمال أى برنامج أو وقفه.
وأشار إلى أن وزارة المالية بدأت منذ إعداد الموازنة العامة للدولة للعام المالى 2016/ 2017، بالتعاون مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، ولجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، الخطوات التنفيذية لتطبيق موازنة البرامج والأداء من خلال وضع البرامج الرئيسية والفرعية التى ترتبط برؤية مصر 2030.
وأكد أن أهداف برنامج الإصلاح الاقتصادى، تُلبى احتياجات المواطنين وتضمن رفع كفاءة الإنفاق الفعلى وفق الموارد المتاحة والأولويات المحددة التى يفرضها الواقع.
وأضاف أن هناك لجنة عليا برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء لمتابعة منظومة خطط وموازنات البرامج والأداء.
وقد تم إنشاء وحدتين إحداهما بوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى لتطبيق خطة موازنة البرامج والأداء، والأخرى بوزارة المالية لتطبيق ومتابعة تنفيذ موازنات البرامج والأداء.
ولفت إلى أن وزارة المالية تعمل بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، على عقد ورش عمل لتدريب عدد من العاملين ببعض الوزارات على إعداد مؤشرات قياس الأداء.
وكيفية توزيع النفقات غير المباشرة على البرامج، وكانت البداية بوزارتى التربية والتعليم والصحة خلال الأسبوع الماضى.
وأكد محمد السبكى، رئيس الإدارة المركزية للموازنة العامة بوزارة المالية، أن الوزارة انتهت من إعداد مشروع قانون جديد وموحد للموازنة العامة والمحاسبة الحكومية.
وتابع: بما يعكس فلسفة الأداء المالى فى الاقتصاد الوطنى، والتحول التدريجى إلى أساس الاستحقاق بدلاً من الأساس النقدى فى إدارة الموازنة العامة للدولة.
مع مراعاة نظم الميكنة الحديثة، بحيث يتم تطبيق موازنة «البرامج والأداء» التى تُسهم فى ترشيد الإنفاق العام وترسيخ مفاهيم المحاسبة والمساءلة.
وإعداد أطر موازنية لضمان التخطيط المالى الجيد ووضع رؤية مستقبلية للأداء المالى بالجهات الإدارية.
وأضاف أن تقرير لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب حول موازنة البرامج والأداء، أشاد بما تبذله وزارة المالية من جهود مثمرة نحو تنفيذ موازنة البرامج والأداء.
وأوصى بإنشاء وحدات بكل وزارة لقياس المؤشرات والتكاليف الفعلية، والتكاليف المعيارية للبرامج والمشروعات، وإعداد تكويد قومى لكل البرامج متضمنًا أكوادًا فرعية لعناصر التكاليف على مستوى البرامج.
رفع كفاءة الانفاق
وقالت رشا عبدالحكيم، مديرة برنامج «موازنة البرامج والأداء» بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، إن موازنة البرامج والأداء تُسهم فى رفع كفاءة الإنفاق العام، من خلال ربط صرف الاعتمادات المالية ببرامج محددة وفق مؤشرات أداء دقيقة فى إطار رؤية مصر 2030.
ومن المقرر إعداد دليل خاص بتطبيق موازنة البرامج والأداء؛ بما يُساعد فى التنفيذ الأمثل لها.
العمل الجماعى
وقال الدكتور جميل حلمى، مساعد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى، إن العمل الجماعي والتنسيق بين كل الجهات المعنية، أسهم فى إنجاز خطة موازنة البرامج والأداء، على ضوء رؤية مصر 2030.
وأكد أن هناك دولًا عديدة نجحت فى تنفيذ موازنة البرامج والأداء، ويمكن الاستفادة من هذه التجارب الدولية لضمان جودة ودقة التنفيذ فى مصر.
وأعربت سيلفيا نبيل، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، رئيس اللجنة الفرعية لمتابعة أهداف التنمية المستدامة، عن تقديرها للتعاون المثمر بين وزارتى المالية.
والتخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى والوزارات المختلفة خلال الثلاث سنوات الماضية، لتطبيق موازنة البرامج والأداء، الذى يجب البناء عليه بما يُسهم فى تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وأكد داريل فرويند، استشارى موازنات بمشروع إصلاح واستقرار الاقتصاد الكلى التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمصر، أن عملية التحول إلى موازنة البرامج والأداء بشكل عام يجب أن تكون تدريجية.
وأشار إلى مراعاة مراقبة التنفيذ وتحقيق المواءمة مع موازنة البنود، ومراجعة البيئة التشريعية لإدارة المالية العامة، والارتباط الوثيق مع وزارة التخطيط بحيث تُصبح السياسات العامة أكثر واقعية، ويكون هناك فرصة مناسبة لتجاوز أى تحديات؛ بما يضمن الجودة الشاملة.
وأوضح أنه ينبغى تعديل نظام المحاسبة ونظام معلومات الإدارة المالية المميكن لاستيعاب موازنة البرامج والأداء.
وأيضًا السعى لخلق حالة حوارية مع مختلف الوزارات حول الحد الأقصى للمخصصات المالية المقررة لكل منها، فى العام التالى بحيث يمكن تعديل برامجها ورفع مؤشرات الأداء لإنجاز الأهداف المنشودة.
وأضاف أن مصر جاهزة لبدء المرحلة الثانية من مشروع «موازنة البرامج والأداء»، فى ظل قدرة العاملين المختصين على إدارتها بالشكل الأمثل.