واصلت العملة اللبنانية ارتفاعها مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الأربعاء ليصل سعرها إلى 24 ألف ليرة مقابل الدولار بالمقارنة مع 34 ألف ليرة الأسبوع الماضي، بفضل تدخل مصرف لبنان المركزي الذي قال خبراء اقتصاديون إنه غير مستدام ما لم تنفذ الحكومة الإصلاحات المؤجلة، حسبما ذكرت وكالة رويترز.
ورغم هذا التحسن فلا تزال الليرة أقل بأكثر من 90% من مستواها في 2019 قبل انزلاق لبنان إلى أزمة مالية دفعت بأغلبية اللبنانيين إلى صفوف الفقراء.
وأعلن البنك المركزي الأسبوع الماضي، أنه بإمكان البنوك شراء الدولارات منه دون حد أقصى بالسعر الذي تحدده منصة صرافة التابعة له والتي دأبت على تحديد أسعار أفضل لليرة من أسعار السوق الموازية.
وكان النظام المالي اللبناني انهار في 2019 تحت وطأة الدين العام اللبناني الضخم وتمويله بالاقتراض من البنوك التجارية.
وقال مايك عازار الخبير في الأزمة ومدرس الاقتصاد الدولي السابق في كلية الدراسات المتقدمة بجامعة جون هوبكينز “هو قرار سياسي فعلا … لكنه ليس مستداما”.
وأضاف: “هو يأتي بثمن كبير للغاية إذ يحرق ما لديك من احتياطيات والتي هي بالطبع مقترضة من المودعين”.
ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية في مايو المقبل.
وتقول الحكومة اللبنانية التي تولت السلطة في سبتمبر الماضي، إنها تهدف إلى الوصول لاتفاق مع صندوق النقد الدولي بما يفتح الباب أمام دعم المانحين. لكنها لم تنفذ حتى الآن الإصلاحات التي طلبها المانحون لمعالجة أسباب الانهيار مثل الهدر والفساد.
وقال نسيب جبريل كبير الخبراء الاقتصاديين في بنك بيبلوس “إذا واصلت الحكومة الجديدة هذا (التدخل) دون أي إجراءات على جبهتي الإصلاح الهيكلي والمالي فسينتهي بنا الحال إلى استنفاد الاحتياطيات”.
وتابع: “لابد من أن تصاحبه إجراءات هيكلية وتقدم مع صندوق النقد الدولي”.