وقعت الشركة المصرية لنقل الكهرباء عقدًا مع شركة سيمنس الألمانية لإجراء سلسلة من الدراسات على مدار 5 سنوات لتحليل واختبار شبكة نقل الطاقة القائمة، بما يساعد الشركة في الوقوف على جدوى تفعيل واستخدام الحلول التكنولوجية المختلفة والمتطورة في قطاع الطاقة.
وأعلنت وزارة الكهرباء في بيان لها أن الدراسات التي ستجريها سيمنس ستعمل على استبيان الدور الممكن للتكنولوجيا الذكية في تطوير الشبكة، حيث تعمل الحلول التكنولوجية المتطورة على تطوير طرق توليد وتوزيع وإدارة وتخزين الطاقة بصورة جذرية، ولضمان نقل الخبرات وبناء وصقل القدرات وتنمية المهارات المحلية.
وستتضمن تلك الدراسات برنامجاً تدريبياً متكاملاً لدعم مهندسي قطاع دراسات الشبكات بالشركة المصرية لنقل الكهرباء، وهو الفريق المشارك لسيمنس في إجراء هذه الدراسة الشاملة، كما سيتم أيضاً توفير أدوات ونماذج جديدة للبرمجيات ضمن منتجات شركة سيمنس PSS® Product Suite بهدف تعزيز قدرات فريق الدراسات والتخطيط بالشركة المصرية لنقل الكهرباء فضلاً عن تقديم الدعم الفني للبرامج المُستخدمة لمدة ستة أعوام.
وقالت المهندسة صباح مشالي، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، إنه في إطار الخطط الحكومية الطموحة لتوفير طاقة كهربائية تتسم بالكفاءة والاعتمادية، فإنه يجري العمل على ضمان أن تكون الشبكة القومية المصرية على درجة عالية من مستوى الاعتمادية، ويأتي هذا في الوقت الذي نواجه فيه عدداً من التحديات التي نعمل عليها؛ والتي من أهمها التوسع في الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة لإنتاج الكهرباء، ما يستدعي وجود شبكات قوية تتعامل مع طبيعة التغيرات السريعة لهذا النوع من الطاقات.
وقال إيهاب فوزي، النائب الأول للرئيس لشبكات سيمنس الرقمية في مصر: “ستلعب الشبكات الرقمية دوراً رئيسياً في خلق منظومة مستدامة للطاقة في مصر من خلال تيسير دمج مصادر الطاقة الجديدة والمتنوعة في الشبكة، بما سيتيح زيادة في حجم الطاقة المولّدة والموزعة، مع امكانية دمجها ضمن شبكة الكهرباء الرئيسية، وبما يمنح مرونة ورؤية كاملة لكافة أجزاء ومكونات الشبكة.
يذكر أن التوسع الكبير في مشروعات البنية التحتية والمشروعات الصناعية ساهم في حدوث زيادة كبيرة في الطلب على الكهرباء في مصر. فإلى جانب اقامة محطات لتوليد الطاقة التي كان من بينها أكبر محطات لتوليد الطاقة بنظام الدورة المركبة في العالم، فقد تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة أيضاً على المستوى القومي.
وتتضمن توجهات سوق الطاقة المصري حالياً إقامة عدد كبير من مجمعات توليد الطاقة الشمسية العملاقة التي تم استكمال بعضها فعلياً بينما ما يزال عدد من المشروعات الأخرى تحت الانشاء. ومع وجود فائض من الطاقة المولدة في البلاد، تستهدف مصر أن تكون مركزاً اقليمياً لتصدير ونقل وتبادل الطاقة مع الدول العربية والأفريقية والأوروبية.
وستسعى الدراسة التي ستجريها سيمنس لاستكشاف الفرص والوقوف على التحديات التي تواجه الشبكة القومية للكهرباء، خاصة مع التوسع في تنفيذ المشروعات القومية وأنظمة النقل الذكية التي تعتمد على الطاقة الكهربائية ومن ضمن هذه المشروعات مشروع القطار الكهربائي السريع ومشروعات محطات شحن السيارات الكهربائية. كما ستركز الدراسة أيضا على دراسة المشروعات الحيوية في قطاع الطاقة ومن بينها:
مجمع بنبان للطاقة الشمسية
تصل اجمالي قدرات التوليد لمجمع بنبان للطاقة الشمسية 1800 ميجاوات، وهو ما يجعله واحداً من أكبر مشروعات توليد الطاقة الشمسية وأكثرها طموحاً في العالم. يقع المجمع في جنوب البلاد وسيقوم بتوليد طاقة كهربائية تكفي مليون منزل. وستقوم سيمنس بتحليل شبكة الربط الخاصة بالمشروع وتأثيرها على العمليات التشغيلية للشبكة القومية من خلال الدراسة التفصيلية التي ستقوم بها.
مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان
يهدف هذا المشروع الاستراتيجي للربط بين شبكتي الكهرباء في كلا البلدين، انطلاقاً من مدينة توشكى المصرية ووصولاً لمدينة دنقلة في السودان، من خلال خط للنقل الكهربائي بطول 800 كم وجهد 220 كيلو فولت. ومع اختلاف ساعات الذروة على مدار اليوم في البلدين، سيساعد مشروع الربط الكهربائي على دعم التبادل الكهربائي بين القطرين الشقيقين وهو ما سيعمل على زيادة امدادات الطاقة والاسراع بالنمو الاقتصادي في مصر والسودان. وتهدف الدراسة بشكل أساسي لضمان أعلى مستويات الثبات في منظومة نقل الطاقة بما يعمل على تقليل حدوث أية أخطاء أو اضطرابات في الشبكة.
مشروع تطوير شرق العوينات
يُعد مشروع شرق العوينات من أكبر وأهم المشروعات الزراعية التي تقوم الدولة بتطويرها، ولكن مع بُعد هذه المنطقة النائية، يحتاج المشروع لطاقة كهربائية مستدامة لتلبية احتياجات خطط التشغيل والإنتاج دون حدوث أي توقف بها، ولهذا ستحدد الدراسة التحديات المرتبطة بتوفير الطاقة للمواقع النائية بهذا المشروع القومي الكبير.