تدرس وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، الاحتفاظ بحصة أقلية فى شركة كهرباء بنى سويف التى يستهدف الصندوق السيادى المصرى ضم أصولها، تمهيدا لطرحها على المستثمرين الفترة المقبلة.
علمت «المـال» من مصادر رفيعة المستوى بوزارة الكهرباء، أنه جارٍ تحديد تلك الحصص المستهدف الاحتفاظ بها مع الصندوق السيادى، والأخرى المخطط طرحها للاستثمار.
كانت تقارير قد أشارت إلى أن صندوق مصر السيادى اختار محطة كهرباء «بنى سويف» فى صعيد مصر، لتكون أولى المحطات التى يعتزم ضمها إليه وطرح حصص منها على مستثمرين إستراتيجيين فى وقت لاحق.
وقالت المصادر التى فضلت عدم ذكر أسمها لـ«المال»، إنه من المرتقب بدء مفاوضات الصندوق السيادى لإجراءات الطرح على المستثمرين أواخر الربع الأول من العام المقبل.
وأضافت أنه تم تأسيس شركة تحت اسم «بنى سويف» تدير محطة كهرباء بنى سويف، ومازالت تتبع «القابضة لكهرباء مصر».
وتابعت: أن إجراءات ضم الصندوق السيادى للشركة سيتم بالتعاون مع «القابضة للكهرباء»، متوقعا انتهائها يناير المقبل، موضحة أن الصندوق السيادى سيحتفظ أيضا بحصة فى الشركة المرتقب طرحها.
وقالت إن وزارة الكهرباء -ممثلة فى الشركة القابضة- لا تزال تسدد القروض الأجنبية التى تم تدشين المحطة من خلالها حتى الآن.
وكانت مصر قد تلقّت عروضًا فى عام 2019 من شركة «زارو» التابعة لمجموعة بلاكستون العالمية، و«إدرا باور» الماليزية، للاستحواذ على 3 محطات لتوليد الكهرباء نفذتها «سيمنس» الألمانية، وفقا للدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء.
وأشارت المصادر إلى أن طرح تلك المحطة تأجل لسنوات، نتيجة عدة أسباب أبرزها كيفية حساب سعر شراء الطاقة المنتجة منها، وتكلفة توفير الوقود لها، بالتزامن مع استمرار سياسة دعم الطاقة، وارتفاع سعر الدولار، مما صعب طرحها مسبقاً، رغم تلقى عروضا للاستحواذ على حصص فيها.
وكان أيمن سليمان، الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادي، قد أوضح فى تصريحات سابقة أن الصندوق السعودى قد يستحوذ على حصص فى محطات الكهرباء الثلاث التى دشنتها شركة «سيمنس»، كجزء من خطة أوسع لاستثمار ما يصل إلى 10 مليارات دولار فى مصر.
وتتكون محطة «بنى سويف» المرتقب طرحها من 12 توربينة، وتبلغ قدرة الواحدة منها 400 ميجاوات، بإجمالى 4800 ميجاوات للمحطة، التى تعمل بنظام الدورة المركبة، وأيضاً نظام التبريد المغلق داخل أبراج تبريد، وهو اتجاه جديد فى مصر يعمل من خلال تبريد البخار المتكاثف من التوربينات البخارية لدرجة حرارة المياه العادية وإعادة دورته مرة أخرى للغلاية، وبالتالى يكتفى ذاتياً.
وأضافت المصادر أن طرح الشركات على المستثمرين سيساعد الحكومة فى تقليل أعباء الدين، لاسيما أن المشروع تم تمويله عبر قروض من بنوك ألمانية، ووصلت استثماراته لنحو 2 مليار يورو.
وتمتلك مصر أكبر 3 محطات فى العالم لإنتاج الكهرباء نفذتها شركة سيمنس الألمانية وتم افتتاحها منتصف 2018، وبلغت تكلفتها 6 مليارات يورو، بإجمالى قدرات 14.4 ألف ميجاوات وتعادل نحو %25 من إنتاج مصر من الكهرباء.