الكشف عن بقايا معبد زيوس كاسيوس بتل الفرما في منطقة آثار شمال سيناء

المعبد المكتشَف يقع على بُعد حوالي 200 متر إلى الغرب من قلعة بيلوزيوم، و100 متر إلى الجنوب من الكنيسة التذكارية الموجودة بالموقع.

الكشف عن بقايا معبد زيوس كاسيوس بتل الفرما في منطقة آثار شمال سيناء
دعاء محمود

دعاء محمود

4:13 م, الأثنين, 25 أبريل 22

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بموقع تل الفرما (بيلوزيوم) في منطقة آثار شمال سيناء، في الكشف عن بقايا معبد للإله زيوس كاسيوس، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تُجريها البعثة بالموقع ضمن مشروع تنمية سيناء للعام 2021- 2022.

صرح بذلك الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، موضحًا أن المعبد المكتشَف يقع على بُعد حوالي 200 متر إلى الغرب من قلعة بيلوزيوم، و100 متر إلى الجنوب من الكنيسة التذكارية الموجودة بالموقع.

وأضاف د. مصطفى وزيري أنه تم تحديد مكان المعبد المكتشف بناءً على وجود بقايا بوابة ضخمة على سطح الأرض انهارت قديمًا بسبب زلزال قوي ضرَب المدينة،

وكانت البوابة عبارة عن عمودين من الجرانيت الوردي يبلغ طول الواحد حوالي 8 أمتار تقريبًا، وسُمكه متر، بالإضافة إلى وجود عتب علوي من الجرانيت كان مثبتًا أعلى البوابة.

من جانبه قال د. أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة الأثرية نجحت في الكشف لأول مرة عن بقايا المعبد؛ وهو مشيد من الطوب اللبِن على منصة مرتفعة من الرديم وكسر الحجارة، ويحمل سقفه أعمدة من الجرانيت الوردي،

ويقع مدخل المعبد تجاه الشرق، وكان الصعود إليه يتم عن طريق سلم صاعد مكسو بالرخام، مشيرًا إلى أن عالم الآثار الفرنسي جان كليدا كان قد تمكن في عام 1910 من الكشف عن نقوش يونانية متأخرة منفذة على العتب تشير إلى وجود معبد زيوس كاسيوس بهذا المكان، ولكنه لم يعثر عليه.

وقالت د. نادية خضر، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، إنه تم الكشف عن العديد من الكُتل الحجرية الضخمة من الجرانيت الوردي ملقاة في الشوارع المحيطة بموقع المعبد،

الأمر الذي يرجح أن الموقع تم استغلاله فيما بعد كمحجر ونُقلت بعض أجزائه لإعادة استخدامها في بناء الكنائس بتل الفرما، ومنها التيجان الكورنثية لمعبد زيوس كاسيوس، والتي أعيد استخدامها بالكنيسة التذكارية الواقعة شمال المعبد.

فيما أكد د. هشام حسين، مدير عام آثار سيناء، أنه جارٍ الآن دراسة تلك الكتل المكتشفة وتوثيقها وتصويرها بتقنية الفوتوجرامتري لإعادة تركيبها باستخدام البرامج والتقنيات الحديثة، الأمر الذي يسهم في الوصول إلى التصميم المعماري الأقرب لمعبد زيوس كاسيوس.

وأضاف أن أعمال المسح الأثري وأعمال الحفائر المحدودة التي تمت بالموقع خلال عام 1910 من قِبل الأثري الفرنسي جان كليدا ضمن مشروع المسح الأثري والحفائر لشركة قناة السويس العالمية، لم توفق في الكشف عن بقايا المعبد،

ولكن كشفت بالمكان عن كتلة حجرية من الجرانيت الوردي، عليها نقش غير مكتمل باليونانية القديمة تمّت إعادة اكتشافها مرة أخرى خلال هذا الموسم 2022،

بالإضافة إلى كتلة حجرية أخرى من الجرانيت الوردي؛ عليها نقش غائر باليونانية تكتشف لأول مرة، هذا الموسم.

وبدراسة الكتلتين تبيَّن أن النصوص يكمّل بعضها البعض، حيث تشير النقوش إلى أن الإمبراطور هادريان أمر بإضافات جديدة لمعبد زيوس كاسيوس ببيلوزيوم وأن حاكم مصر “تيتوس فلافيوس تيتانوس” هو من قام بعمل هذه الإضافات.