تراجعت الأسهم الأمريكية في تعاملات اليوم الثلاثاء بفعل ضربة مزدوجة أصابت البنوك في إيطاليا والولايات المتحدة، مما فاقم المخاوف بشأن النظام المصرفي والاقتصاد العالمي، وقاد إلى سيادة الحذر في الأسواق المالية في جميع أنحاء العالم، بحسب تقرير لـ”أسوشيتد برس”.
انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 1% في التعاملات الصباحية، واتجه صوب خسارة خامسة له في الأيام الستة الماضية.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 431 نقطة، أو 1.2%، عند35.041 نقطة، اعتبارًا من الساعة 10:30 صباحًا بالتوقيت الشرقي، وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.2%.
أداء البنوك في إيطاليا والولايات المتحدة
في الولايات المتحدة تولت أسهم البنوك قيادة السوق نحو الانخفاض، بعد أن خفضت وكالة موديز التصنيفات الائتمانية لعشر شركات أصغر ومتوسطة الحجم.
وقالت إنها اتخذت هذه الخطوة استنادًا إلى قائمة من المخاوف بشأن قوتها المالية، من آثار ارتفاع أسعار الفائدة، إلى اتجاه العمل من المنزل الذي يترك مباني المكاتب شاغرة.
وفي أوروبا، تراجعت أسهم البنوك في إيطاليا بعد أن وافق مجلس الوزراء على اقتراح بفرض ضرائب على جزء من أرباحها، هذا العام.
تكرست المخاوف مع صدور مجموعة مختلطة من تقارير الأرباح من الشركات الأمريكية الكبرى.
وانخفضت أسهم شركة يو بي إس بنسبة 1% بعد أن خفضت توقعاتها للإيرادات، هذا العام. وأعلنت الشركة تسجيل أرباح أقوى للربيع، ولكن إيرادات أضعف، وكانت قد توصلت للتوّ إلى اتفاق عمل مع 340000 من عمالها النقابيين.
ومن بين الرابحين القلائل نسبيًّا في وول ستريت، كانت شركة إيلي ليلي، المختصة بتطوير الأدوية، إذ صعد سهمها بنسبة 17.2%. بعد أن أعلنت تحقيقها أرباحًا وعائدات تجاوزت توقعات المحللين.
رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من عقدين؛ على أمل خفض التضخم.
وتعمل المعدلات المرتفعة عن طريق إبطاء الاقتصاد بأكمله، الأمر الذي زاد من خطر حدوث ركود، لكنه ساعد أيضًا على اعتدال التضخم منذ ذروته الصيف الماضي.
لقد أثّرت أسعار الفائدة الأعلى بكثير على البنوك بشكل خاص.
خفض التصنيف الائتماني لبنوك أمريكية
وبينما أقبلت وكالة موديز على خفض التصنيف الائتماني لعشرة بنوك، ووضع ستة بنوك أخرى قيد المراجعة، قالت إن الارتفاع السريع في أسعار الفائدة أدى إلى ظروف تضرُّ أرباح الصناعة بشكل عام.
كما تؤدي المعدلات المرتفعة إلى خفض قيمة الاستثمارات التي تمت عندما كانت المعدلات منخفضة للغاية. ساعد مثل هذه الظروف في التسبب في ثلاثة إخفاقات كبيرة لثلاثة بنوك أمريكية، في وقت سابق من الربيع، مما زعزع الثقة في النظام.
وقالت وكالة موديز أيضًا إن المشكلات قد تصيب البنوك التي لديها الكثير من القروض العقارية التجارية، والتي أصبحت مهددة لأن اتجاهات العمل من المنزل تجعل الناس خارج المكاتب.
وكتب جيل سيتينا وآنا أرسوف، من وكالة موديز، في تقرير: “يأتي هذا في الوقت الذي يلوح فيه ركود معتدل بالولايات المتحدة في الأفق، في أوائل عام 2024، ويبدو أن جودة الأصول تنخفض من مستويات قوية، ولكن غير مستدامة”.