بدأت شركات التأمين المصرية التوجه نحو التوسع فى نشاط التجزئة عبر إصدار المنتجات الفردية واستهداف العملاء الفرديين، وتسعى الشركة إلى التغلب على تأثيرات فيروس كورونا عبر وسائل لجذب شرائح جديدة من العملاء وتنشيط الطلب على التأمين.
وكشف سامح الشوربجى، رئيس قطاع الشئون الفنية وإعادة التأمين فى «ثروة للتأمين»، أنها تراهن على نشاط التجزئة واستهداف العملاء الأفراد خاصة فى التأمين متناهى الصغر بهدف زيادة معدلات النمو فى محفظة الأقساط خلال الفترة المقبلة.
الشوربجى: تساهم فى زيادة الوعى فى المجتمع
وأضاف أن القطاع المصرفى كان سباقا فى استهداف عملاء التجزئة وتمويل الأفراد سواء بالقروض الشخصية أو قروض السيارات والقروض العقارية، بجانب قروض المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
وأوضح أن قطاع التأمين قادر على توفير العديد من التغطيات لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة مثل التأمين على أصول المشروع، وكذلك العاملين به، ضد مخاطر الحريق والسطو، والحوادث الشخصية ووثيقة حماية الأسرة والمسكن بجانب التأمين التكميلى على السيارات.
وأكد أن أبرز التحديات التى تواجه التأمين على المشروعات الصغيرة والمتوسطة هى التسويق والتحصيل نظرا لانخفاض قيمة القسط التأمينى مثل التأمين على الصيدليات والمحلات التجارية وغيرها، لافتا إلى أن شركات التأمين تلجأ إلى تسويق منتجات التأمين على المشروعات الصغيرة والمتوسطة عبر استهداف مناطق التجمع والمؤسسات التى تجمع تلك الأنشطة التجارية والعاملين فيها، بهدف التأمين الجماعى على عدد كبير من المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن التأمين على هذه الشريحة الكبيرة من العملاء يساهم فى زيادة الوعى التأمينى بالمجتمع وتوسيع قاعدة العملاء، وحماية تلك المشروعات من الأخطار التى تتعرض لها ومساعدتها فى الاستمرار فى النشاط والنمو عبر مظلة الحماية التأمينية من خلال سداد تعويضات لهؤلاء العملاء فى حالة وقوع الأخطار المؤمن عليها.
الفيشاوى : تحتاج إلى دراسة جيدة للتسعير والاكتتاب
من جهته، كشف مصطفى الفيشاوى نائب العضو المنتدب للشئون الفنية فى شركة «المصرية للتأمين التكافلى» – ممتلكات ومسئوليات- أن التعامل مع العملاء الفرديين يحتاج إلى حنكة بهدف الوصول إلى أعداد كبيرة من العملاء وتقليل معدل الخسائر الفنية.
وأضاف أن تكلفة التحصيل والتسويق للتأمين متناهى الصغر كبيرة وكذلك الأمر بالنسبة للوثائق الفردية بسبب انخفاض حجم قسط الفرد، مقارنة مع أقساط العملاء «الشركات» عند المقارنة بين تأمين سيارة عميل فردى وبين أسطول سيارات تابع لعميل شركة.
وأوضح أن الأمر نفسه ينطبق على باقى الوثائق الشخصية أو الفردية مثل تأمينات الحوادث الشخصية والتأمين متناهى الصغر، حيث تحتاج تلك النوعية من الوثائق إلى التعامل الجماعى مع العملاء عبر النقابات والأندية ومراكز التجمع الخاصة بهم.
ولفت إلى أن التمويل متناهى الصغر يلقى دعما كبيرا من الدولة بكل مكوناتها لتوفير الدعم لأصحاب المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وهى تحتاج إلى تغطيات تأمينية عبر التعاقد مع البنوك لتغطية مخاطر عدم السداد الناتجة عن التعثر فى تأمينات الممتلكات والمسئوليات، أو مخاطر عدم السداد الناتجة عن الوفاة بالنسبة لشركات تأمينات الحياة.
وشدد على ضرورة أن تتعامل شركات التأمين بحذر مع الأعداد الكبيرة من العملاء عبر الاكتتاب الجيد والتسعير السليم والتأكد من توافر وسائل الحماية والأمان بتلك المشروعات، ودراستها جيدا وتحليل الأخطار وانتقائها، وتحديد السعر المناسب بجانب طريقة معينة فى التسويق والتحصيل لتقليل تكلفة الإنتاج والتسويق والتحصيل بما يسمح بتقديم قسط تنافسى.
شحاته : البنوك سبقت فى استهداف الأفراد
بدوره، أكد جمال شحاته رئيس قطاع الإنتاج والفروع فى شركة «بيت التأمين المصرى السعودى» أن قطاع التأمين يحاول جاهدا تقديم كل ما يعد مواكبا للتغيرات، لاسيما بعد جائحة كورونا، وقد سبقه تجارب قطاع التأمين التى نجح فيها إبان مواجهته مخاطر الشغب والاضطرابات المدنية والاضرابات العمالية ووثائق التأمين ضد مخاطر الإرهاب، وأصبح القطاع حاليا يعيد ترتيب أوراقه لتقديم المزيد من خدماته وتقديم كل ما يتسق ومتطلبات المرحلة الحالية لاسيما بعد الاقتراب من تطبيق منظومات الشمول المالى وما سيتبعه من بزوغ منتجات ستكون ظهيرا له وتعد أدوات له.
وأضاف أن فكر قطاع التأمين يتجه نحوعدم قصر تقديم الخدمات على المؤسسات فقط بل يمتد لعملاء التجزئة ، مستفيدا فى ذلك من تجارب البنوك التى سبقت قطاع التأمين فى استخدام عملاء التجزئة، ولذا اتجهت شركات التأمين لاعتماد وثائق ومنتجات (تجزئة) ستعد بمثابة «كلمة السر» فى تعظيم الأرقام بمحافظها خلال المرحلة المقبلة ، وعلى سبيل المثال منها وثائق التأمين ضد السطو للمحلات التجارية ، ووثيقة ضمان لسداد القروض الشخصية بجانب وثيقة ضمان سداد قروض السيارات (وهى من ضمن المنتجات الشخصية) فضلا عن وثائق ملحقة أو مكملة لوثائق التأمين الطبى لتغطية فيروس كورونا.
وأكد أن ماتم ابتكاره لتلبية الاحتياجات التى نشأت يتم من خلالها استهداف العملاء الأفراد من خلال قنوات تتمثل فى تعاقدات مع البنوك والنقابات وكذلك جمعيات رجال الأعمال.