قال خبراء مصرفيون لـ «المال» إن القطاع المصرفي المصرى يمتلك استراتيجية طموحة للتوسع فى مدن الصعيد والقرى خلال الفترة المقبلة، تهدف إلى تعزيز الشمول المالى وزيادة تواجده بالقرب من القاعدة المتنامية للعملاء فى تلك المناطق.
وأشاروا إلى أنه من الضرورى أن تكثف البنوك انتشارها داخل محافظات الصعيد نظرا لضعف تواجدها هناك تنشئ فروعاً جديدة لها، سواء فروع تقليدية أو إلكترونية، تسهم فى جذب شريحة عريضة من العملاء للتعامل مع القطاع المصرفى وهو ما ينعكس بشكل ايجابى على تحقيق الشمول المالى.
كشفت إحصاءات النشرة الشهرية الصادرة عن البنك المركزى ثبات عدد فروع البنوك فى القرى منذ شهر يونيو 2020 وحتى يونيو الماضى، مسجلاً 1208 فروع فى تلك الفترة، وذلك فى ظل وجود 4740 قرية يسكنها حوالى %57 من سكان مصر، طبقًا للبيانات الصادرة عن وزارة التنمية المحلية.
كريم سوس: «الأهلى» يستهدف إطلاق %50 من الفروع التقليدية فى الأقاليم
قال كريم سوس مدير قطاع التجزئة المصرفية والمنتجات والفروع بالبنك الأهلى المصرى إن مصرفه يسعى لتعزيز تواجده خلال الفترة المقبلة فى القرى ومدن الصعيد، وذلك تنفيذا لاستراتيجية البنك للوصول إلى شريحة كبيرة من العملاء من خلال تدشين فروع كبيرة أو صغيرة mini branches.
وأوضح أن البنك الأهلى يستهدف تدشين أكثر من 50 % من الفروع التقليدية خارج محافظات القاهرة والإسكندرية خلال الأعوام القادمة.
وذكر أن الفروع التقليدية تظل جزءا مهما من المنظومة المصرفية لتلبية احتياجات كافة شرائح العملاء، داخل القطاع المصرفى المصرى.
وأشار إلى جهود البنك الأهلى ودوره فى دعم الشمول المالى من خلال تقديم خدمات مالية ومصرفية تتناسب مع احتياجات كافة شرائح العملاء داخل القرى ومحافظات الصعيد.
وأشار سوس إلى أن استمرار الأزمة الناتجة عن انتشار «كوفيد19-» لم تؤثر على خطة التوسع الجغرافى للبنك بل استمر البنك فى افتتاح فروع جديدة واستحداث خدمة الفروع المتنقلة فى ضوء الإجراءات الاحترازية.
كان البنك الأهلى المصرى أطلق فى مارس الماضى أول فرع متنقل، والذى يعد نموذجا جديدا من الفروع يتم تنفيذه لأول مرة فى القطاع المصرفى المصرى تعظيما لدور البنك الرائد فى الشمول المالى وزيادة الوعى المصرفى فى إطار خطط الدولة والبنك المركزى للوصول بالخدمة المصرفية لمختلف المناطق الأقل وفرة بالخدمات المصرفية.
ولفت مدير القطاع إلى أن مصرفه يعتزم نشر فروع إلكترونية داخل محافظات الصعيد مشيرًا إلى أن البنك الأهلى وضع خطة طموحة للتوسع فى هذا النمط من الفروع، تنفيذا لاستراتيجية البنك نحو التحول الرقمى.
يخطط البنك الأهلى المصرى وهو أكبر بنك حكومى فى السوق المصرية لتدشين 150 فرعًا خلال الثلاث سنوات المقبلة، حسبما أفاد كريم سوس فى تصريحات سابقة «للمال».
وأضاف أن مصرفه يستهدف الوصول بشبكة فروعه إلى 670 فرعًا حتى مطلع 2023، بالمقارنة مع 545 فرعًا بنهاية فبراير الماضى.
محمد الذهبى: ضرورة التركيز على وضع خطة استراتيجية للتوسع الجغرافى
وعلى الجانب الآخر شدد محمد الذهبى رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات بميد بنك، على ضرورة تركيز البنوك المصرية على وضع خطة استراتيجية للتوسع فى إنشاء الفروع خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن استمرار البنوك فى تدشين فروع بنكية يأتى فى ضوء تعزيز تواجد القطاع المصرفى بالقرب من القاعدة المتنامية للعملاء فى كافة أنحاء محافظات الصعيد والمناطق الريفية.
وأضاف أن القطاع المصرفى ما زال بحاجة للتوسع والانتشار لتغطية كافة احتياجات عملاء محافظات الصعيد والقرى وتقديم أفضل مستوى من المنتجات المصرفية لهم.
وأوصى محمد الذهبى البنوك بالتوسع فى الفروع البنكية التقليدية والفروع الصغيرة لتلبية احتياجات عدد كبير من العملاء النشطين داخل القطاع المصرفى، والاستفادة من التطورات المتلاحقة التى تشهدها الساحة المصرفية.
وأشار إلى أن انتشار «كوفيد 19» أثرعلى استراتيجية البنوك فى التوسع الجغرافى فى بعض القرى ومحافظات الصعيد خلال الفترة الأخيرة.
محمد عبدالعال: كورونا أثرت على استراتيجية البنوك فى الإنتشار
ومن جهته قال محمد عبدالعال الخبير المصرفى، إن الآثار الناجمة عن استمرار انتشار فيروس كورونا، كان لها تأثير سلبى على استراتيجية البنوك فى التوسع الجغرافى فى القرى الريفية ومحافظات الصعيد، وبالتالى أدى إلى تقليل سرعة تنفيذ الأعمال.
وأوضح أن البنوك العاملة فى السوق المحلية ستكون وجهتها الأكبر نحو التوسع فى إطلاق عدد كبير من الفروع التقليدية داخل الأقاليم خلال الفترة القادمة.
وأوضح أن البنوك لم تغط جزءاً كبيراً من محافظات الصعيد والقرى فى مصر، خلال الفترة الراهنة .
ورجح عبدالعال تولى عدد من البنوك الحكومية زمام المبادرة بهدف تعزيز استراتيجية التوسع الجغرافى فى كافة أنحاء الجمهورية، طبقًا للمعايير التى وضعها البنك المركزى، بهدف جذب شرائح جديدة داخل القطاع المصرفي
وأشار إلى أن كافة شرائح العملاء فى جميع أنحاء الجمهورية من مدن وأقاليم يستخدمون الهواتف الذكية ويجيدون التعامل معها بكل سهولة، وبالتالى تكون الخدمات والمنتجات الرقمية مثل «الموبايل والإنترنت البنكى» هى الأسرع وصولاً لدى شريحة كبيرة من العملاء داخل القرى ومحافظات الصعيد.
وأوضح أن الأزمة الناجمة عن انتشار جائحة كورونا المستجد أسهمت فى توجه عدد كبير من مستخدمى الكاش إلى المعاملات الرقمية، لاسيما أن قيمة المعاملات التى تتم من خلال القنوات الرقمية ارتفعت بشكل كبير وهذا ما يعكس ثقة العملاء في القطاع المصرفي .