Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

"الفن" يهتف على جدران «الثقافة»: يا مصر قومى وشدى الحيل

"الفن" يهتف على جدران «الثقافة»: يا مصر قومى وشدى الحيل
جريدة المال

المال - خاص

2:57 م, الخميس, 20 يونيو 13


الفن التشكيلى

على راشد:

الفن لم يعد يقف عند مكان أو زمان، وإنما ينسج خيوطه فى الشوارع والأرصفة، فلا تقيده سلاسل ولا تكبته أيد غاشمة، تلك كانت رسالة مثقفى مصر خلال اعتصامهم الذى دخل أسبوعه الثانى دون أن يملوا من عدم استجابة الحكومة لهم، وبالرغم من التهديدات التى وصلت إلى محاولة اقتحام الوزارة من بعض أفراد التيارات الإسلامية خلال الأسبوع الماضى لكنهم لا يزالون مستمرين فى فعالياتهم الفنية داخل الوزارة وخارجها بل وعلى جدرانها.

وكان للفن التشكيلى وجود كبير ومهم داخل الاعتصام فقد شحذ الفنانون التشكيليون أدواتهم وألوانهم ليرسموا عدداً من اللوحات الفنية داخل مقر وزارة الثقافة لتشهد على اعتصامهم.

لوحتان كبيرتان عبرتا عن مصر داخل مقر الاعتصام، الأولى: سماها صاحبها الفنان التشكيلى الشاب وليد عبيد «مصر الثقافة»، أما الثانية والتى حملت عنوان «مصر الشابة القوية المتمردة» فهى للفنان صابر طه، بالإضافة إلى عدد من اللوحات التى أعطت معنى جديداً لمقر وزارة الثقافة الذى تحول إلى ورشة عمل للفن التشكيلى يرسم من خلالها جميع الحاضرين أحلامهم بمصر التى يحب أن تكون، ولا يخلو الأمر من رسومات الكاريكاتير لأشهر وجوه الاعتصام بريشة صابر طه.

وبرغم أن المكان يعج بالضجيج طوال اليوم فإن هذا لم يفقد الفنانين قدرتهم على الإبداع، فهم يركزون فيما يرسمون بكل جدية ومثابرة دون أن تعطلهم تعليقات أو أسئلة المعجبين ولا مطالب البعض بالتقاط صورة فوتوغرافية مع الفنان وهو يرسم لوحته حتى تخرج فى صورتها النهائية.

العديد من الأطفال شاركوا فى رسم جدارية بطول عشرة أمتار، وبإشراف الناقد التشكيلى محمد كامل.

الجدارية تتناول الموجة الثانية من الثورة المرتقبة فى 30 يونيو بدأ الأطفال وضع خطوطها الأولى، أول أمس الثلاثاء، وسيظلون يبدعون معا لوضع تصورهم عن الثورة الجديدة وكذلك ذكرياتهم عن ثورة 25 يناير حتى صباح يوم 30 يونيو الحالى.

وعن لوحته «مصر الثقافة» قال الفنان التشكيلى وليد عبيد، إنه حاول من خلال بعض الفنيات التى وضعها باللوحة أن يوصل عدة رسائل أولاها أن مصر بثقافتها تعلو على العالم كله، لذلك رسم صورة لفتاة تعلو على الكرة الأرضية مع انعكاس الإضاءة منها لتشير إلى أن مصر هى شعاع الكرة الأرضية فى الثقافة والفن، وجاءت الفتاة مبتسمة فى إشارة منه إلى أن مصر تقف عالية الرأس مع ابتسامة عريضة دون أن تنظر لما يحدث حولها من أمور اعتبرها عبيد صغائر بالنسبة لبلد عريق مثل مصر، لذلك فهى تقف بكل ثقة وكبرياء دون أن تخشى شيئا فهى باقية أبد الآبدين.

ولم ينس عبيد حضارة مصر وتاريخها فجسدها فى ذلك الهرم الذى جاء فى خلفية اللوحة وراء الفتاة التى تمثل مصر، موضحا أن هذا الهرم يمثل أيضا التدرج الاجتماعى لعناصر مصر كلها التى شاركت فى بنائها، كما أنه مثّل قوة مصر من خلال الصقر الذى تحمله فى يدها، وهو ما فسره بأن قوة مصر تكمن فى قواتها المسلحة، لكن مصر هى التى تتحكم فى هذه القوات لا العكس، وتلك إشارة أخرى لرفض حكم العسكر، وجاءت الأسلاك الشائكة تحت أقدام مصر لتدل على أنها أيضا فوق أى شيء يحد من حرياتها ويقيدها.

الفنان صابر طه، ما زال عاكفا على لوحة «مصر الشابة القوية المتمردة» ويشرح طه الصورة بقوله إنها تظهر مصر وهى واقف بشموخ وكبرياء وفى عينها نظرة قوية تدل على تمردها على الأوضاع التى لا تليق بها، موضحا انه حاول من خلال هذه اللوحة أن يرسم لمصر شكلا جديدا غير الذى تظهر به فى كل اللوحات، فقد تميزت لوحته بأن الفتاة التى تمثل مصر شابة غضة محاولا بذلك أن يبتعد عن صورة العجوز ليظهر شبابا وقوة وعودة جديدة لمصر.

لوحة طه ليست إبداعا صافياً له، فقد ساهم جميع المثقفين المعتصمين فى تشكيل ملامحها من خلال الكلمات التى كتبها كل منهم فيها، كلمات هى فى حقيقتها رسائل من مثقفى مصر وعقولها الى بلدهم ذى الحضارة الموغلة فى العراقة.. أما أبرز تلك الرسائل فكانت تلك التى كتبت فى قلب اللوحة بخط شديد الوضوح والقوة «يا مصر قومي وشدي الحيل».

جريدة المال

المال - خاص

2:57 م, الخميس, 20 يونيو 13