■ بسبب تدنى أسعارها بشكل غير مسبوق
اضطر مجموعة من المزارعين إلى اللجوء لأصحاب مزارع الماشية، لتصريف إنتاجهم من محاصيل الخضر والفاكهة، والاستعانة بها كغذاء للمواشى عقب انخفاض أسعارها بشكل غير مسبوق منذ أيام.
نشرت «المال» ما يفيد بتراجع أسعار الخضر والفاكهة «تسليم الارض»، وفى أسواق الجملة، بسبب ارتفاع حجم إنتاجها والمعروض منها، مع توجه أغلب الفلاحين لزراعتها الموسم الحالى دون ضوابط، بعد تقنين الحكومة لمساحات المحاصيل الاستراتيجية وتراجع أسعارها.
توقع خبراء استمرار الموجة المنخفضة فى السعر حتى نهاية أغسطس على أن تعاود الأسعار الارتفاع سبتمبر المقبل
قال حسين عبد الرحمن، نقيب الفلاحين، إنه من الطبيعى قيام بعض المربيين للماشية والدواجن المنزلية استخدام بعض المحاصيل المنخفض سعرها، مثل الطماطم والبطيخ فى التغذية حاليا، لأنها باتت أقل فى السعر من العلف .
أشار إلى أن سعر قفص الطماطم حاليا وزن 20 كيلو يبلغ 15 جنيها فى المزرعة بما يعنى أن سعر الكيلو أقل من جنيه، مقابل 5 جنيهات فى الكيلو فى العلف .
أوضح أنه بالمقارنة بين سعر كيلو العلف أو الردة مع سعر بعض المحاصيل الزراعية، تكون أسعار الأخيرة أرخص كثيرا وأفضل فى التغذية خصوصا للماشية خلال الأيام الراهنة.
أكد نقيب الفلاحين أن أصحاب الأراضى قاموا بالسماح برعى المحصول فى الأرض بواسطة أصحاب القطعان والرعاة المتجولين، لأن جمع المحصول وبيعه لا يغطى تكاليفه حاليا .
قال مسعد محمد، مزارع من الدقهلية، إن سعر طن البطيخ «فرزة» يباع فى أرضه مقابل 1000جنيه، وطن العلف 5300 جنيه، لذلك من الطبيعى ان يكون هناك إقبالا من أصحاب المزارع على الاستعانة به كبديل للعلف .
أشار إلى أن سعر كيلو البطيخ من الأرض يبلغ جنيه واحد، والطماطم 75 قرشا والفلفل، جنيه ونصف، والكانتالوب جنيه .
يذكر أن أسعار المحاصيل الزراعية الموسم الماضى شهدت ارتفاعا كبيرا، وكان يباع الفلفل على سبيل المثال 7.5 جنيه، والبطيخ 6 جنيهات للكيلو.
لفت إلى أن المزارع هو الخاسر الأكبر من التراجع الحالى فى أسعار الخضر والفاكهة، وأنه يقوم ببيعها للتجار بأسعار بخسة لا تساوى تكلف زراعتها، لكن التجار وأصحاب المحال فى الأسواق يقومون ببيعها للمستهلكين بأسعار مرتفعة نسبيا رغبة منهم فى الحفاظ على هامش ربح كبير .
قال: «هناك العديد من المناطق حتى الآن لم تصل إليها الانخفاضات الحقيقة فى أسعار الخضر والفاكهة بسبب جشع التجار، وعدم وجود رقابة حقيقة على المحال بالأسواق.
أكد يحيى السني، رئيس غرفة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية، أن أهم سبب فى تراجع أسعار الخضراوات والفاكهة بشكل غير مسبوق، انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، واتساع الرقعة الزراعية .
كشف عن أن أسعار الفاكهة انضمت للخضراوات، وشهدت أسعارها انخفاضا كبيرا فى سوق العبور.
تبدأ أسعار التفاح، والبرتقال، والخوخ، فى سوق العبور «الجملة» من 1.5 إلى 3 جنيهات، وتصل للمستهلك فى الأسواق بسعر يبدأ من 5-6 جنيهات.
أكد أن هناك بعض المنتجات الزراعية انهارت أسعارها مثل الكنتالوب فى سوق العبور، الذى يبدأ سعره من جنيه للكيلو، ولا يوجد من يشتريه رغم ذلك بسبب كثرة المعروض منه فى الأسواق.
توقع أن تستمر الموجة المتدنية فى الأسعار لفترة 3 أشهر مقبلة ممتدة فى يوليو وأغسطس وسبتمبر، مشيرا إلى أن ارتفاع المعروض وزيادة درجات الحرارة أسهم فى انخفاض الأسعار.
وأكد أحمد مختار، تاجر فى سوق العبور، أن أبرز أسباب انخفاض الأسعار فى الأسواق حاليا ضعف القوه الشرائية للمستهلك بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والخدمات الرئيسية لكل أسرة من تعليم وصحة وغيرها من البنود التى تستقطع نسبة كبيره من دخل المصريين.
أوضح مختار أن أبرز أسباب التراجع الحالى فى أسعار الخضر والفاكهة الانخفاض الذى حدث فى قيمة وسعر المحاصيل الرئيسية، على رأسها الأرز والذرة والقطن بصورة كبيرة، ما غير وجهة المزارعين إلى الخضر والفاكهة بشكل أكبر، لكن دون تنظيم أو وعى، ما ترتب عليه تضاعف المساحات المزروعة.
أشار إلى أن تغييرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة أسهم فى نضج الثمار بشكل أكبر من المطلوب ومن ثم انهيار أسعارها.