■ استكمال منشآت القرية الرياضية بافتتاح الفندق الجديد
■ الانتهاء قريبا من إنشاء المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة
■ المنظومة تتيح للقادة اتخاذ الإجراءات التى تحرم العدو من تنفيذ مهامه
■ تطوير وتحديث الأنظمة وتنويع مصادر السلاح طبقاً لأسس علمية
■ الاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الصديقة من خلال 3 مسارات
■ التعاون فى تنفيذ تدريبات مشتركة وتأهيل المقاتلين من القادة والضباط
■ كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط
■ حريصون على المشاركة فى المباريات الحربية ومصر حصلت على المركز الثانى فى مسابقة السماء الصافية فى الصين بعد منافسة مع عدة دول
تمثل قوات الدفاع الجوى رمزا واضحا للدولة المصرية، بما تمتلكه من إمكانيات قتالية مكنتها على مدار السنون الماضية ومازالت تمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.
وتحتفل قوات الدفاع الجوى بالثلاثين من يونيو كل عام بعيدها والذى يواكب العام الذكرى التاسعة والأربعين وبتلك المناسبة حاورت المال الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى حول تلك الذكرى المهمة فى تاريخ مصر وكذلك ماتسعى إليه قوات الدفاع الجوى فى المرحلة الراهنة لخدمة أهداف الدولة المصرية والحفاظ على الوطن.
وإلى نص الحوار:
المال: منظومة الدفاع الجوى المصرى تعتبر من أعقد منظومات العالم فتشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بنائها؟
الفريق على فهمى: تتكون منظومة الدفاع الجوى من عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من إتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقاً لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها، ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى إشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والانذار بالاضافة الى عناصر المراقبة الجوية وعناصر ايجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية، ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل عبر مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة ويشتمل على التكامل الأفقى ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة، والتكامل الرأسى ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
المال: تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
الفريق على فهمى: تحرص قوات الدفاع الجوى على إمتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من آداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقاً لأسس علميه يتم إتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة / الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات الاول التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مثل التدريب المصرى الأمريكى المشترك ( النجم الساطع )، التدريب اليونانى المشترك ( ميدوزا – 8 ) ( اليونان)،التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك ( كليوباترا -2019)، التدريب المصرى الأردنى المشترك (العقبة -5) ( الأردن ) لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول.
ونظرا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث،…) معنا مثل جمهورية باكستان، مملكة البحرين، ويتم التحرك فى هذه المسارات طبقاً لتخطيط يتم إعداده مسبقاً بما يؤدى إلى استمرار أعمال التطوير للمعدات وأساليب استخدامها بقوات الدفاع الجوى، بينما يتمثل المسار الثانى فى التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة، كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى لعدد من الدول بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم فى تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل، المسار الثالث هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقاً لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حالياً فى خطة محددة ومستمرة.
المال: فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم كيف يتم تأهيل طلبة كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير؟
الفريق على فهمى: كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة، ونظراً لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائماً مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين الاول تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقاً لإحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى إنتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة والمسار الثانى هو تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى ومنها فصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الإشتباكات مع الأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلاً عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة فى الرمايات الحقيقية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى.
المال: أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادرها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على السرية لقوات الدفاع الجوى؟
الفريق على فهمى: فى عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءاً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا فى هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر،والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الاستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق إمتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير إسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
المال: أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى فماذا أعددتم سيادتكم للإرتقاء بآداء الجندى المقاتل علميا وبدنيا ونفسيا ؟
الفريق على فهمى: بادرت قوات الدفاع الجوى وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة فى التحديث وخلق أنماط جديدة فى العنصر البشرى من خلال رعاية تامة لمراكز التدريب وللجنود المستجدين منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد إنتهاء فترة التدريب الأساسى، وذلك من خلال استقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة وحتى عند استدعاءه بعد نهاية فترة التجنيد ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة إلتحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة، وكذا معامل اللغات الحديثة بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقية لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد استخدام المعدات الحقيقية وتنفيذ الإلتزامات الرئيسية أثناء فترة التدريب وتوفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لاستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية، ويتم تنفيذ ذلك كله فى إطار خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية.
المال: نود القاء الضوء على فريق قوات الدفاع الجوى المشارك فى مسابقة السماء الصافية بدولة الصين والذى استطاع الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم؟
الفريق على فهمى: تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على المشاركة فى مسابقات المباريات الحربية والتى تمثل محاكاة حقيقية للحرب لإعطاء الثقة لمقاتليها فى ظل مشاركة أقوى دول العالم التى تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة والتى تتمثل فى دولة ( الصين/ روسيا / بيلاروسيا / أوزباكستان / باكستان/ فنزويلا )وكانت مسئولية كبيرة خاصة أن العالم سوف يحدد استعدادنا القتالى وقدرتنا على حماية سماء مصر من خلال أدائنا فى هذه المسابقة فقد تم إنتقاء عدد من الضباط والدرجات الأخرى الحاصلين على مراكز متقدمة فى فرق مكافحة الأرهاب الدولى والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر فى مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى وبعد تدريب لمدة ثلاثة أشهر تم تصفية المتسابقين وإختيار أحسن (18) مقاتل لدخول المسابقة، وتم التدريب يومياً على رفع معدل اللياقة البدنية وإجتياز ميدان الموانع الذى تم إنشاءه بنفس مواصفات الميدان المقام عليه المسابقة بالصين وتم استكمال مرحلة التدريب على الرماية بالصواريخ المحمولة على الكتف عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ فى معهد الدفاع الجوى بالأسكندرية ثم التدريب على مرحلة تنفيذ الرماية الفعلية بالأسلحة الصغيرة والصواريخ المحمولة على الكتف فى ميدان الرماية بمركز التدريب التكتيكى للدفاع الجوى والتى كانت من أهم أسباب تحقيق أعلى النتائج فى الرماية الحقيقية.
وقد استطاع فريق الدفاع الجوى الحصول على المركز الثانى على مستوى العالم بعد الدولة المنظمة (الصين) وكان آداء الفريق المصرى مبهر ومتميز بشهادة جميع القاده والفرق المشاركة فى المسابقة، وإنتشر على شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) تسجيل فيديو لإصابة رماية صاروخ محمول على الكتف على هدف صاروخى مبتعد وتم تدميره بدقة متناهية وقد سجلت تلك الرماية فى أرشيف المسابقة على إعتبار أنه تدمير مثالى لم يسبق حدوثه ( رقم قياسى ) والذى أعتبره تكليلاً لجهود قيادة الدفاع الجوى للإرتقاء بمستوى الفرد المقاتل.
المال: الإهتمام بالجانب المعنوى شرط ضرورى للإرتقاء بمستوى أداء مقاتلى قوات الدفاع الجوي، ماذا تقدمون سيادتكم فى هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين؟
الفريق على فهمى: تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الإهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلى الدفاع الجوى فى جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن وتوفير سبل الإعاشة الكريمة وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى، وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة وتوفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة وفى إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة بالرعاية الإجتماعية للحفاظ على الحالة المعنوية العالية لمقاتليها وأسرهم تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشأت والخدمات بدور الدفاع الجوى فى ( القاهرة، الإسكندرية، مطروح )، كما تم استكمال منشأت القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى بإفتتاح الفندق الجديد وحمام سباحة أوليمبى وبما يساهم فى دعم المنشآت الرياضية الأولمبية بجمهورية مصر العربية ومخطط الإنتهاء قريبا من إنشاء المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة.
المال: توصف قوات الدفاع الجوى دائماً بأنها درع السماء القادر على صد أى عدوان جوى مهما علا شأنه أو تنوعت طائراته نطلب من سيادتكم رسالة طمأنة للشعب المصرى عن قوات الدفاع الجوى من حيث القدرة والكفاءة؟
الفريق على فهمى: اود أن أطمئن الشعب المصرى إن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تمتلك القدرات والإمكانيات القتالية وبما يُمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة وتأمين الأهداف الحيوية بالدولة ومسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الإتجاهات الاستراتيجية، وأن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المرابضين فى مواقعهم بجميع أنحاء الجمهورية يواصلون العمل ليلا ونهارا سِلماً وحرباً لحماية قدسية سماء مصر الغالية ضد كل من تسول له نفسه الإقتراب منها… لتظل رايات الدفاع الجوى عالية خفاقة تحت قيادة الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وفى ظل الزعامة الحكيمة للسيد رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.
المال: تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيدها نود التعرف على اسباب اختيار ذلك اليوم.
الفريق على فهمى: صدر القرار الجمهورى رقم (199) فى الأول من فبراير 1968 بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات ( فانتوم، سكاى هوك ) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع وهو ما أطلق عليه إسبوع تساقط الفانتوم وإتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيداً لها ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدومن الإقتراب من سماء الجبهة المصرية.
المال: يتردد دائما ً أثناء الإحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ) نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟
الفريق على فهمى: حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للجيوش الميدانية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق إمتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة، هذه المواقع تم إنشائها وتحصينها تمهيداً لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها،وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده، وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة بناء حائط الصواريخ بإتباع أحد الخيارين الاول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام وإحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، الثانى الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها ( إسلوب الزحف البطئ ) وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق وإحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهو ما استقر الرأى عليه وفعلاً تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم إحتلالها دون أى رد فعل من العدو وتم التخطيط لإحتلال ثلاث نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الإقتراب من قناة السويس فخلال خمس أشهر ( إبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول ( مبادرة روجررز ) لوقف إطلاق النار إعتباراً من صباح 8 أغسطس 1970 لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع اللبنة الأولى فى صرح الإنتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.
المال: الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973.
الفريق على فهمى سوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور… حيث بدأ مبكراً التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973إلى (600) طائرة أنواع مختلفة، لقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالى وإكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام – 3 (البتشورا) وإنضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970 وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ(سام-6 ) فى عام 1973.
وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الاستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971.وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية.
وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى أخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الإقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوىخلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية.