أُدخِلت التكنولوجيا إلى عالم كرة القدم لتجد حلًا للقرارات التحكيمية المثيرة للجدل، ولكنها تسببت في العديد من المشاكل بدلًا من تحسين الأمور، حالها حال كافة الأجهزة التكنولوجية المستحدثة، والتي عادة ما يجب أن توفر لها عدة عوامل لتلقى النجاح المنتظر.
ويتفق الجميع أن الموسم الأول لتقنية الفيديو في الدوري المصري الممتاز كان يُعاني من مشاكل كثيرة، وهذا نفسه ما اعترف به كثيرين داخل اتحاد الكرة ولجنة التحكيم برئاسة مارك كلاتنبرج ومن قبله عصام عبدالفتاح.
ولكن الواقع أن تقنية الفيديو باقية ومستمرة، ومع انطلاق موسم كروي جديد، يتعين على المسؤولين داخل المنظومة أن يضعوا ثقتهم في نظام يساعد الحكام والأندية على الخروج بموسم كروي مفيد لصالح الكرة المصرية.
بداية الطريق الصحيح نحو تقنية جيدة.. معسكر إعدادي جيد
ولعل بداية السير على الطريق الصحيح، فقد حرص مارك كلاتنبرج على إقامة معسكر الإعداد للموسم الجديد الخاص بتقنية الفيديو، وبحضور الحكام الحاصلين على رخصة تقنية الفيديو.
وأكد مصدر بلجنة الحكام، أن المعسكر الإعدادي لحكام تقنية الفيديو، والذي أقيم قبل انطلاق الموسم بقيادة الإنجليزي مارك كلاتنبرج، كان له أثرًا إيجابيًا على جميع العاملين بالمنظومة، مُبينًا أن الحكام الحاصلين على رخصة تقنية الفيديو وجهوا شكوى لكلاتنبرج من أخطاء الموسم الماضي فيما يتعلق بقلة الكاميرات المتاحة في عدد كبير للغاية من المباريات وهو ما يتسبب في عدم وضوح الحالة التحكيمية من عدة زوايا.
كما أوضح، خلال حديثه مع المال، أن كلاتنبرج اهتم في هذا المعسكر، بشرح التحديثات الخاصة بقوانين الفار، إلى جانب المحاضرات الفنية والتي تحدث فيها الإنجليزي عن ضرورة توحيد معايير اتخاذ القرارات قدر الإمكان في المباريات منعًا لاعتراضات الأندية.
وأشار إلى أن الحكام اشتكوا لكلاتنبرج من أخطاء الموسم الماضي فيما يتعلق بقلة الكاميرات المتاحة في عدد كبير للغاية من المباريات وهو ما يتسبب في عدم وضوح الحالة التحكيمية من عدة زوايا، ومن هنا بدأ الحرص على توفير أكبر عدد ممكن من زوايا التصوير خلال الموسم الجديد 2022-2023.
مدربون ولاعبون سابقون: زوايا التصوير عامل رئيسي لنجاح منظومة التحكيم
من جانبه، أعرب حمادة صدقي، مدرب منتخب مصر السابق، عن أمنياته بتوفير كافة الأمور اللازمة لنجاح منظومة التحكيم في مصر بشكل عام، وتقنية الفيديو بشكل خاص، مُبينًا أن التصوير وزوايا التصوير، أحد أهم العوامل الرئيسية في إظهار تقنية الفيديو بشكل مميز وعدم الوقوع في أخطاء.
وأوضح صدقي، خلال تصريحات خاصة مع “المال”، أن تقنية الفيديو في الموسم الماضي شهدت العديد من الأخطاء، والتي تسببت في تغيير بعد النتائج، وأثرت على مسار عدة مباريات مختلفة، مُتمنيًا أن يشمل التطوير الذي يحدث في الوقت الراهن منظومة التحكيم.
كما يرى أن وجود مارك كلاتينبرج كعنصر أجنبي لديه العديد من الخبرات سيُفيد منظومة التحكيم بشكل عام، والكرة المصرية، والتي ينعكس مظهرها على ما يقدمه الحكام واللاعبين داخل أرضية الملعب.
ووافقه في الرأي، وليد عبداللطيف، لاعب الزمالك السابق، حيث أكد أن التصوير وتوفير كافة الزاوية الممكنة للحكم سيمكنه من إدراك الخطأ داخل الملعب، الأمر الذي سيعود عليه بالنفع من حيث إصدار قرارًا صحيحًا، بعكس ما كان يحدث في الموسم الماضي.
وأشار عبداللطيف، خلال حديثه مع “المال” إلى أن منظومة التحكيم في مصر، بدأت في السير على الطريق الصحيح، خاصًة بعد التعاقد مع مارك كلاتينبرج من أجل منح كافة الحكام المزيد من الخبرات وتوفير كافة احتياجاتهم.
وعن عرض الأخطاء بعد كل جولة للجماهير من خلال فيديو توضيحي، يرى لاعب الزمالك السابق أن هذا الأمر ضروري حتى يشاهد الجماهير ويعرف من المخطئ، ويحرص حكم المباراة على التركيز دائمًا من أجل اتخاذ القرارات الصحيحة خلال أحداث المباراة.
في السياق نفسه، شدد أحمد الكأس، لاعب منتخب مصر والزمالك والأوليمبي السابق، أنه يجب على الجميع الوقوف بجانب منظومة التحكيم ومساعدتها على التطوير، مطالبًا كافة الأندية بتطبيق قرارات صارمة ضد اللاعبين الذين يتجاوزوا في حق الحكم داخل المباراة، مُشيرًا إلى التعامل المثالي الذي يحدث من جانب لاعبي الدوري حال تواجد حكم أجنبي داخل المباراة، مقارنة بوجود الحكم المصري.
وقال الكأس خلال تصريحات لـ”المال”: الحكم الأجنبي يُجبر اللاعب المصري على احترامه، بعكس ما يحدث من جانب الحكم المصري، هُنا يجب أن تكون وقفة صارمة لأي لاعب يُفكر في التجاوز بحق الحكام، إلى جانب ذلك على الأخير أن يطوروا من المنظومة ورفع الحالة البدنية لهم، خاصًة وأن الموسم الماضي كان خير دليل على سوء تمركز الحكام في العديد من اللقطات الحاسمة.
وأعرب أحمد حسام ميدو، عن أمنياته في عقد مارك كلاتنبرج لمؤتمرًا صحفيًا يعلن فيه عن تعليماته للحكام والقرارات الموحدة للحكام حتى يعلمها الجمهور والإعلام قبل بداية الموسم.
وأضاف: أتمنى أن نرى حكامنا بشكل مختلف، لائقين بدنيًا وذهنيًا، لايوجد دوري في العالم بدون أخطاء، ولكن يجب أن تكون الأخطاء محدودة، وأن يكون هناك شفافية في القرارات والعقوبات الموقعة على الحكام المخطئين.