الفاتيكان: لقاح كورونا "مقبول أخلاقيا" لأن البديل المريح للضمير "غير متوفر"

"يرفض استخدام سلالات خلوية من الأجنة المجهضة"

الفاتيكان: لقاح كورونا "مقبول أخلاقيا" لأن البديل المريح للضمير "غير متوفر"
عبدالغفور أحمد محسن

عبدالغفور أحمد محسن

9:21 م, الأثنين, 21 ديسمبر 20

أعلن الفاتيكان ، اليوم الإثنين، عن سماحه للروم الكاثوليك باستخدام لقاحات كورونا باعتبارها “مقبولة أخلاقيا” رغم مآخذه على اللقاح وفي ظل عدم توفر بديل “مريح للضمير”.

وحسب مذكرة أصدرها مجمع الفاتيكان لعقيدة الإيمان (المكتب العقائدي التابع للفاتيكان)، “من المقبول أخلاقيا تلقي لقاحات Covid-19 التي استخدمت سلالات خلوية من الأجنة المجهضة في عمليات البحث والإنتاج”.

ويعد استخدام أنسجة الأجنة المجهضة في عمليات البحث والإنتاج للقاحات كورونا، أحد المآخذ الكبيرة للفاتيكان رغم أن تلك التقنية تستخدم في معظم اللقاحات.

ويخشى الفاتيكان أن يُفهم قراره على أنه يدعم بشكل أو بآخر عمليات الإجهاض أو استخدام أنسجتها في البحث العلمي، لذا ركز على نفي هذه النقطة داعيا شركات الأدوية إلى إنتاج بدائل “مريحة للضمير”.

وأوضح: “استخدام مثل هذه اللقاحات مسموح به طالما لم تكن هناك بدائل”.

أنسجة الأجنة المجهضة

يرتبط لقاحا فايزر وموديرنا بخلايا تم تخليقها من أنسجة لأجنة استخدمت بعد عمليات إجهاض في ستينيات القرن الماضي، وفقًا لمؤتمر الأساقفة الكاثوليك الأمريكيين الذي أصدر مذكرة منفصلة بهذا الشأن الكاثوليك الأمريكيين، الأسبوع الماضي.

وقال الأساقفة الأمريكيون إن اللقاحات تستخدم خطوط خلايا مأخوذة من أنسجة تم الحصول عليها من عمليتي إجهاض حدثت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وغالبًا ما يتم تكرارها منذ ذلك الحين.

وقد أسيء فهم معنى هذا الكلام وتم تناقله على أن اللقاحات تتضمن “أنسجة الأجنة المجهضة” وغالى البعض مضيفا أنها “تغير الحمض النووي” للشخص.

وحسب “بي بي سي” يعد هذان الادعاءان زائفين، فاللقاح لا يتضمن أي أنسجة للأجنة ولن يغير الحمض النووي للإنسان.

والصحيح أن عملية تطوير اللقاح تنطوي على مرحلة يتم خلالها استخدام خلايا نمت داخل المختبر لإجراء التجارب عليها، وهذه الخلايا المخلقة تكون من نسل خلايا جنينية سابقة لكنها ليست نفسها خلايا الأجنة المجهضة.

وتقوم هذه الخلايا بما يشبه عمل المصنع لإنتاج نسخة ضعيفة جداً من الفيروس تم تعديلها بحيث تعمل كلقاح.

وتعد هذه تقنية مستخدمة منذ ستينيات القرن الماضي، ويعتمد إنتاج العديد من اللقاحات عليها.

ولا تعتمد عملية إنتاج اللقاح أو البحث العملي في أي وقت على إجهاض أجنة، كما أنه تتم إزالة أي آثار للخلايا بشكل كامل من اللقاح عند إنتاجه.

“درجة التعاون في الشر”

وقالت مذكرة الفاتيكان إن منح الشرعية الأخلاقية مرتبط بمبدأ “درجات مختلفة من مسؤولية التعاون في الشر”.

وقال المجمع إن سبب اعتبار هذه اللقاحات مشروعة أخلاقياً هو “نوع التعاون” في شر الإجهاض، إذ أن تهمة كهذه بعيدة عن أولئك الذين يتلقون اللقاح.

وأوضح: “الواجب الأخلاقي لتجنب مثل هذا التعاون المادي السلبي ليس إلزاميًا نظرًا لوجود خطر جسيم في شكل انتشار لا يمكن احتواؤه لعامل مرضي خطير”.

وتابع: “في مثل هذه الحالة ، يمكن استخدام جميع التطعيمات المعترف بها على أنها آمنة وفعالة سريريًا بضمير سليم مع العلم المؤكد أن استخدام مثل هذه اللقاحات لا يشكل تعاونًا رسميًا مع الإجهاض الذي تستمد منه الخلايا المستخدمة في إنتاج اللقاحات”.

جدير بالذكر أن تعليمات وافق عليها البابا بنديكتوس السادس عشر (البابا السابق) أشارت إلى أن “هناك درجات مختلفة من المسؤولية”  لأن “مسؤولية أولئك الذين يتخذون قرار استخدام خطوط خلايا الأجنة (الشركات المطورة للقاحات) ليست مثل أولئك الذين ليس لهم صوت في مثل هذا القرار (متعاطو اللقاحات)”.

بديل مريح للضمير

وقرار الفاتيكان يستند أيضا إلى “عدم وجود لقاحات آمنة مصنوعة من مصادر أخرى”.

ودعت مذكرة المجمع شركات الأدوية والوكالات الصحية الحكومية إلى “إنتاج اللقاحات المقبولة أخلاقياً والتي لا تسبب مشاكل للضمير”.

وحث الفاتيكان شركات صناعة الأدوية على التعاون مع الحكومات والمنظمات الدولية لجعل اللقاحات في متناول الدول الفقيرة.

التطعيم ليس إلزاميا

في الوقت نفسه، قال الفاتيكان إن “التطعيم كقاعدة عامة ليس التزامًا أخلاقيًا وبالتالي يجب أن يكون طوعيا”.

وأوضحت مذكرة المجمع أخلاقيات التطعيم تعتمد على واجب حماية صحة الفرد والسعي لتحقيق الصالح العام.

وتابع: “في حالة عدم وجود وسائل أخرى لوقف الوباء أو حتى منعه، قد يوصي الصالح العام بالتطعيم خاصة لحماية الأضعف والأكثر تعرضًا للوباء”.

وأكد: “مع ذلك، يجب على أولئك الذين يرفضون التطعيم لأسباب تتعلق بالضمير، رفضا للقاحات الأجنة المجهضة، بذل قصارى جهدهم لتجنب التحول إلى مصادر لنقل العدوى”.