نظمت الغرفة الألمانية العربية للصناعة والتجارة اليوم ندوة عبر الإنترنت لمناقشة فرص الاستثمار بمصر والأنشطة التجارية في مجال الرعاية الصحية والأجهزة الطبية بين البلدين، وذلك بهدف تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين.
حضر اللقاء السفير الألماني بالقاهرة الدكتور سيريل نون وعماد غالي، رئيس الغرفة الألمانية للصناعة والتجارة والرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الذي أدار الندوة أيضا.
الغرفة: مصر تعاملت مع أزمة كورونا بشجاعة وشفافية
وقالت الغرفة إن تنظيم الندوة يأتي حرصا منها علي تحقيق التواصل الدائم بينها وبين عملائها وسعيا منها إلى مناقشة كافة القضايا الهامة ، مشيرةً إلى أن مصر تعاملت مع أزمة فيروس كورونا بشجاعة وشفافية ومصداقية.
وأضافت أن الدولة حرصت على اتخاذ كافة الإجراءات والقرارات الوقائية التي تحافظ علي الناس وتكافح الفيروس حتى قبل الأزمة .
وتابعت أنه كانت وزارة الصحة تشرع في رحلتها نحو الإصلاحات الوطنية الصحية وتتسع رؤيتها عبر المعلومات والتطبيقات والبنية التحتية وادارة الافراد.
وقالت إنه كان لهذا الأمر مداولاته الإيجابية في جميع أنحاء العالم، ووضع مصر في مرتبة عالية .
أكدت أن الجهات الألمانية مهتمة بتعزيز جهود الاستثمارات والتجارة مع مصر.
صادرات الأجهزة الطبية الألمانية لمصر سجلت 106 ملايين يورو في 2019
وقالت جنيفر جولدن ستيدي؛ رئيس التجارة الخارجية والترويج للصادرات في جمعية صناعة التكنولوجيا الألمانية الفائقة “سبكتاريس” ، إن صادرات شركات الأجهزة الطبية الألمانية للسوق المصرية سجلت نحو 106 مليون يورو في العام الماضي 2019 مقابل 72 مليون في العام السابق عليه 2018 .
وذكرت في كلمتها بالندوة، ان رحلات الوفود التي تقوم بها الجمعية للترويج لمنتجاتها بالاسواق الخارجية ، تتم نيابة عن وزارة الاتحاد الألمانية للشؤون الاقتصادية والطاقة.
وتابعت انه خلال الفترة ما بعد تفشي وباء كورونا ؛ يتم تنظيم تلك الوفود عبر المنصات الرقمية والافتراضية شاملاً ذلك اللقاءات ومناقشات الاتصال الثنائية .
ونوهت أنه ما يقرب من 8 الي 12 شركة متوسطة وصغيرة المانية تقابلوا مع نظرائهم من الاسواق الناشئة “سواء كانوا مؤسسات صحية او ممثلين للحكومات او شركاء توزيع” للتعرف علي الفرص السوقية الاستثمارية في تلك الاسواق.
قالت انه لا يوجد هناك حاليا اي رحلات وفود سيتم تنظيمها لمصر في مجال الرعاية الصحية .
وأضافت أن 8 عارضين ألمانيين كانوا قد أعلنوا مشاركتهم في الجناح الألماني بمعرض “ايجي ميديكا” الذي كان من المقرر تنظيمه في أبريل الماضي، لكن تم تأجيل ذلك المعرض لينعقد في الفترة من 1 إلى 3 أبريل 2021 بالقاهرة.
وعن كيفية دعم الأسواق الناشئة والنامية ؛ من قبل وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية ؛ اوضحت انه عبر برنامج develoPPP يتم تقديم الدعم المالي والتقني للشركات التي تريد تنفيذ أعمال تجارية أو بدأت بالفعل في التشغيل في تلك الأسواق.
ويغطي البرنامج موضوعات كأخذ المنتج للأسواق الجديدة وتدريب الأشخاص أو الموردين لتحسين جودة للمنتجات والخدمات.
ويعد هذا البرنامج متاح للشركات الألمانية التي لديها شراكة مع الأسواق الناشئة.
وتم تأسيس “سبيكتاريس” في عام 1981، وتمثل الجمعية اليوم أكثر من 400 شركة بصفة أساسية من 4 صناعات مختلفة.
وأوضحت أن 90% من أعضاء الجمعية شركات متوسطة وصغيرة.
معدل دوران صناعة التكنولوجيا الطبية الألمانية
لفتت إلى أن معدل دوران صناعة التكنولوجيا الطبية الالمانية سجل نحو 30.3 مليار يورو في عام 2018 ، كما بلغ عدد العاملين بالقطاع فيه نحو 143 ألف موظف مقابل 138 ألف شخص في عام 2017.
ونوهت بأن ألمانيا تحتل المرتبة الثالثة علي مستوى العالم في مجال إنتاج التكنولوجيا الطبية ، مشيرة إلى أن الجمعية تركز بصفة خاصة على خدمات ما بعد البيع، وتوفير التدريب للاستخدام المستدام للتكنولوجيات الطبية.
نقل المعرفة
وقال هولجر، هيشتل ، مدير تطوير الأعمال للمبيعات العالمية لمنطقة مينا بشركة “BBraun Aessculap AG” ، إن المستشفيات الحكومية بالعالم يجب أن تستثمر المزيد من الأموال لمواجهة وباء كوفيد.
وأشار إلى أن استراتيجية الشركة تتمثل في توفير حلول كفؤ لتمكين المستفشيات والمؤسسات عالمياً بشأن كيفية استخدام الأموال في القطاع الصحي بطريقة صحيحة إذ أن هناك فجوة في ذلك .
وأوضح أنه في مصر هناك عدد كبير من الشركات التي يمكن ان تتعاون معهم في “نقل المعرفة ” وتمكينهم من استخدام المنتجات بطريقة أفضل.
وأكد أن الشركة تسعي للاستثمار في التعليم وتوفير حلول متكاملة لعملائها.
تصنيع المنتجات الطبية
وقال الدكتور مارك مطر؛ شريك في “سيمون كوشر ” لمجال الرعاية الصحية لمنطقة الاتحاد الأوروبي والشرق الاوسط وشمال افريقيا ، إنه في ضوء تفشي وباء كورونا؛ أصبحت الدول في العالم تتحدث عن مجال تصنيع المنتجات الطبية وكذلك تنويع مصادرها.
أضاف أن مصر ستلعب دوراً كبيراً في هذا القطاع في المستقبل ، لافتا الي حصول شركة إيفا فارما علي ترخيص من شركة جلياد لتصنيع دواء” ريميسيديفير” وتصديره إلي دول أخري.
وأفادت تقارير صحفية لوكالة رويترز أواخر يونيو الماضي، بان شركة إيفا فارما ، بدأت في إنتاج دواء ريميسيديفير وفافيبيرافير وهما دواءان يستخدمان في علاج مرضى فيروس كورونا ، وقالت الشركة إنها ستصنع ” ريميسيديفير ” وتوزعه في 127 دولة.
وأضاف انه علي المدي الطويل ستكون مصر مركز تصنيع رئيسي في قطاع المنتجات الطبية ، ويجب في هذا السياق تعديل القوانين بما يناسب تعزيز ذلك.
4 عوامل لنجاح القطاع الصحي
وحدد 4 عوامل لنجاح القطاع الصحي وهي الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتوفر الموهبة والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
وعلي صعيد نقل التكنولوجيا ، قال انه من المهم لدي الشركات الاجنبية ليس فقط التصدير ولكن إعطاء تلك القدرة للدول من خلال عملية نقل التكنولوجيا.
واشاد بالقدرات والكفاءات المتوفرة لدي الاطباء المصريين .
وأكد أن هناك الكثير من الدول استطاعت انتاج لقاحات خاصة بها كالصين وكوريا الجنوية وتابع : لذا من الضروري دعم التصنيع و المستثمرين الاجانب لتمكينهم من البحث عن شراكة استراتيجية وتنفيذ استثماراتهم في مصر في القطاع الصحي.
قالت الدكتورة مها الرباط؛ المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ان اصلاح القطاع الصحي كان ذات أولوية لدي الحكومة المصرية .
أشارت الي المنظومة الجديدة للتأمين الصحي التي يتم توفيرها في محافظات الجمهورية والتي بدأ تطبيقها في محافظة بورسعيد “كدراسة تجريبية”.
وقال مسئولو الهيئة المصرية للمشتريات الموحدة والتوريدات الطبية وإدارة التكنولوجيا، ان هناك الكثير من الفرص الاستثمارية في السوق المحلي كما تشجع الهيئة الشركات التي تسعي لعملية نقل التكنولوجيا وتقدم الدعم الخاص بالشئون التنظيمية.
وتطلعوا للشراكة الاستراتيجية مع ألمانيا في مجال نقل التكنوجيا في الاجهزة الطبية.
قيمة مضافة للمستثمرين
قالوا ان الاستثمار بمصر يخلق قيمة مضافة للمستثمرين ، متطلعين لمزيد من المناقشات واللقاءات لتعزيز التعاون الثنائي.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، ان لدينا خبرات جيدة من التعاون مع الشركات الألمانية في مجال الادوية والاجهزة الطبية.
وأضاف انه كانت هناك تحولات قبل وباء كورونا شهدها القطاع الصحي علي جانب الانشاءات وتدريب العمال والمعدات وغيرها، مشيراً الي ان هذه التحولات جارية ، وحالياً تسرع الدول للاستجابة للفيروس وهذا الأمرسيظل أولوية للسعي لتوسيع الاختبارات وايجاد اللقاحات.
ولفت إلي أن انتشار الوباء يمثل خطراً قصير وطويل الامد لضرورة توفير لقاحات لعلاجه.
وأشار إلى أن المجال الطبي وانتاج الادوية واعد للاستثمار في مصر وألمانيا.
ولفت إلى أن ما حدث الأشهر الماضية ، أظهر أن هناك ادارة جيدة ووضعت الدولة استراتيجية لمواجهة الوباء.