العنف في القدس يتحول إلى صراع مع «حماس» ويهدد الاستقرار

التدخل الدولي كان حاسمًا في الحد من التوتر

العنف في القدس يتحول إلى صراع مع «حماس» ويهدد الاستقرار
أيمن عزام

أيمن عزام

8:04 م, الثلاثاء, 11 مايو 21

بعد أسابيع من العنف في القدس، امتد الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى مناطق أخرى، حيث تبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلَّحة القصف في قطاع غزة.

العنف في القدس يهدد الاستقرار

وعلى مدى عقود، كان الصراع في القدس وقودًا لنزاعات إقليمية أوسع، وفي كثير من الأحيان كان يتم احتواء مثل هذه الصراعات، لكن في بعض الأحيان يتحول الأمر إلى صدام أكبر يتردد صداه في جميع أنحاء المنطقة، وقد تحوَّل العنف في القدس إلى صراع مع حماس، مما يتسبب في تهديد الاستقرار.

وبدأت أعمال العنف الأخيرة عندما قررت إسرائيل منع التجمعات الفلسطينية في مدينة القدس القديمة طوال شهر رمضان المبارك، حيث اشتعلت مواجهات بين المصلّين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية عقب صلاة التراويح في معظم أيام رمضان.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي سلسلة من مقاطع الفيديو تُظهر المواجهات ومظاهر العنف المتبادلة بين كلا الطرفين.

واحتفل الإسرائيليون، أمس الاثنين، بيوم القدس، وهو اليوم الذي يصادف سيطرة إسرائيل على القدس الشرقية خلال حرب 1967.

وتَظاهر العرب في مدينة القدس واندلعت اشتباكات بين رجال الشرطة والمتظاهرين أدّت إلى وقوع إصابات بين الطرفين.

حركة حماس تهدد بالرد

وهددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة، إسرائيل بالرد وإطلاق الصواريخ؛ في خطوة تهدد بجرّ المنطقة إلى صراعٍ أوسع.

ولا يعترف غالبية المجتمع الدولي بالقدس كعاصمة لإسرائيل، رغم ضمِّها للجزء الشرقي من المدينة.

ويُمنح اليهود من المولودين في شرق القدس الجنسية الإسرائيلية الكاملة، بينما لا يحق للعرب الذين يعيشون في شرق القدس، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق إثارة للجدل في العالم.

وقالت رونيت مرزان، الباحثة في المجتمع الفلسطيني والسياسة بجامعة حيفا، في تصريحات، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن المتظاهرين العرب الذين نزلوا إلى الشوارع “يريدون الشعور بالأمل”.

وأضافت “أنهم يشعرون أنهم أبناء السلطة الفلسطينية وحماس وإسرائيل، لكن ما يريدونه فقط هو حياة أفضل”.

وجاء الهجوم الصاروخي على القدس بعد سنواتٍ كان النزاع في منأى عن الصراع بين الجانبين، حيث كانت آخِر مرة استهدفت فيها القدس في عام 2014 في حرب بين حماس وإسرائيل.

فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة 25 قتيلًا جراء القصف الإسرائيلي، في حين لم تتكبد إسرائيل حتى الآن أية خسائر في الأرواح.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد إطلاق الصواريخ على القدس “المنظمات الإرهابية في غزة تجاوزت الخط الأحمر، وستردُّ إسرائيل بقوة كبيرة”.

وقالت مرزان: حماس في موقف صعب، إذا لم تستجب لنداءات الفلسطينيين في القدس فإنها ستفقد شرعيتها بين الفلسطينيين، مضيفة لكن في المقابل إذا جرت غزة إلى حرب سوف يترتب عليها أثمان باهظة وستتعرض لانتقادات علنية قاسية.

ويأتي العنف في وقت يعيش فيه الطرفان عدم استقرار سياسي.

تأجيل الانتخابات الفلسطينية

شهر أبريل الماضي، أرجأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانتخابات البرلمانية التي كان من المفترض أن يتم  إجراؤها لأول مرة منذ خمسة عشر عامًا.

وجاء الإلغاء بعد رفض إسرائيل السماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة في الانتخابات، في حين قالت حماس إن إسرائيل “مسئولة عن إلغاء الانتخابات”.

وفي إسرائيل، تجري مفاوضات تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أجريت قبل شهرين للمرة الرابعة في غضون عامين.

ولا يزال من غير الواضح كيف ستتعامل الإدارة الأمريكية الجديدة مع الأزمة، ومن المرجح أيضًا أن يلعب مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط المعين حديثًا دورًا في محاولة احتواء الوضع.

وقال نمرود غورين، رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية لوكالة أنباء (شينخوا): “منذ عام 2014 تم تجنب عدة حالات من التصعيد مماثلة من خلال التدخل الدولي”.

وأضاف: “لا يزال هناك مجال لكلا الجانبين للقيام بتحركات دبلوماسية وسياسية لتهدئة الموقف، بمجرد أن يكون لديهم الإرادة لاتخاذ مثل هذا الإجراء، وسيكون هناك وجود فاعل دولي قادر على تحقيق ذلك”.

ما دام استمر التوتر الحالي في القدس، سيكون من الصعب إعادة الهدوء في المناطق الأخرى.

وسيكون على جميع الأطراف التصرف بمسئولية لتجنب المزيد من التصعيد، حيث سيكون التدخل الدولي كما هي الحال دائمًا أمرًا حاسمًا في الحد من التوتر.

يشار إلى أن هذه المادة نقلًا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.