توقعت السلطات الإيرانية أن تتسبب العقوبات الأمريكية الجديدة، والتى فرضت على العديد من المؤسسات والشركات ومنها البنوك، فى منع استيراد ما يقرب من 2 مليون لقاح ضد الإنفلونزا.
وأطلقت الحكومة الإيرانية وفقًا لتقرير نشر على موقع بلومبرج العديد من التحذيرات بشأن تلك العقوبات، والتى من شأنها الإضرار بتجارة السلع الإنسانية الأساسية.
الهلال الأحمر: نعتمد على لقاحات الدول المجاورة فى توفير الأمصال
وقالت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، إن بنك شهر الإيراني، أكبر بنك قائم على توفير العملة الأجنبية اللازمة لشراء أدوية تمت معاقبته من قبل السلطات الأمريكية فى وقت سابق.
وتوقع الهلال الأحمر فى إيران أن تتسبب العقوبات التى فرضت على «شهر» فى غياب تلك اللقحات وتحاول جمعية الهلال الأحمرالحصول على لقاحات بديلة ضد الإنفلونزا من الدول المجاورة.
وقالت المنظمة فى تغريدة على «تويتر» إنها تمكنت من توفير 200 ألف جرعة من الإنفلونزا إلى وزارتى الصحة والتعليم، دون إعطاء تفاصيل حول كيفية توفيرها.
كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب أعلنت فى وقت سابق عن القائمة المالية السوداء، والتى شملت جميع المقرضين فى إيران تقريبًا.
ولم تعف القائمة المالية السوداء مستوردى السلع الأساسية مثل الأدوية والأغذية، التى يُفترض أنها معفاة من العقوبات.
وتستهدف العقوبات الأمريكية إحداث ضغط اقتصادى على الحكومة فى إيران بهدف إجبار السطات فى إيران على العودة لمائدة المفاوضات بشأن الاتفاق النووى الذى وقع فى عام 2015، والتى أعلنت واشنطن عن الخروج منه.
وتأتى تلك العقوبات فى الوقت الذى تعانى فيه إيران من تجاوز وفيات كورونا ما يقرب من 39 ألف شخص، وهو الرقم الأعلى بكثير من أى دولة أخرى بمنطقة الشرق الأوسط .
سعيد نمكي: إصابة 25 مليون شخص خلال الموجة الثالثة من «كورونا»
وتوقع سعيد نمكي، وزير الصحة الإيراني، إصابة 25 مليون شخص بفيروس كورونا المستجد خلال هذا الشتاء، مع بدء الموجة الثالثة من الفيروس.
وعانت إيران فى بداية العام الحالى من أسوأ انتشار لفيروس كورونا فى منطقة الشرق الأوسط، حتى أن النظام الصحى بها عجز عن استيعاب الإصابات.
واستندت تكهنات «نمكي» إلى دراسات أجريت على عدة مدن فى شمال إيران ، والتى أظهرت أن أكثر من %30 من الناس أصيبوا بالفيروس.
«إرنا»: 3 فرق حققت نتائج متقدمة لإنتاج لقاح
وبحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا»، تسابق إيران الزمن للوصول إلى لقاح ضد فيروس كورونا، لمحاولة السيطرة على الأوضاع فى البلاد مع بدء الموجة الثالثة.
وقال «نمكي» فى تصريحات نشرت على الموقع الرسمى للوكالة إن من بين 12 فريقًا معنيا بإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، حققت 3 فرق نجاحات فى هذا الصدد.
وأشار إلى وجود فريقين سيبدأن فى فى إجراء الاختبارت السريرية على الإنسان لهذا اللقاح، مما قد يسهم فى خفض حدة العقوبات المفروضة على البنوك الإيرانية.
وتثار العديد من الشكوك حول مدى دقة البيانات والأرقام الرسمية الصادرة من إيران حول أعداد الإصابات والوفيات.
وزعم عدد من الصحف المحلية فى إيران أن السلطات تعمدت بشكل كبير عدم الإبلاغ عن الأرقام الحقيقة عن حالات كورونا، كما هو الحال فى بعض الدول الأخرى.
وعززت تصريحات إيراج حريرجي، نائب وزير الصحة فى إيران، تلك المزاعم، عندما قال فى مقابلة بثت على التليفزيون الحكومى فى طهران، إن وفيات كورونا قد تكون ضعف الأرقام المعلنة رسميًا.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، السبت الماضى، عن رقم قياسى جديد لعدد الإصابات بفيروس كورونا فى يوم واحد، بعد تسجيلها 8864 حالة، علاوة على 423 حالة وفاة جديدة.
وقالت فى بيان لها إن إجمالى عدد المصابين بكورونا فى إيران سجل منذ ظهور الوباء فى البلاد حتى الآن 673 ألفًا، و250 شخصا، فى حين قدر إجمالى أعداد الوفيات 37 ألفًا، و823 حالة.
ووفقًا لبيانات وكالة بلومبرج عن إحصائيات إصابات ووفيات دول العالم بفيروس كورونا، احتلت ايران المركز الرابع عشر كأكبر دولة من حيث إجمالى الإصابات منذ ظهور الوباء بها وأشارت البيانات إلى أن طهران جاءت فى المركز السادس فى قائمة الدول الأعلى من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس.
وحذرمحمد رضا ظفر غاندي، رئيس المجلس الطبى الإيراني، فى تصريحات لوكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، من أن طهران وصلت إلى ماوصفه بـ «معدل الوفيات الكارثي» الناجم عن الوباء.
وقال إن العدد الرسمى للوفيات يعتمد فقط على عدد المرضى المسجلين من خلال المسح الميدانى فى المستشفيات والمقابر، مؤكدًا حصول المجلس على إحصائيات تشير إلى أن أعداد الوفيات أعلى بما لا يقل عن 3 مرات من العدد الرسمي.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الطبى منظمة غير حكومية تتولى مسئولية إعطاء رخص مزاولة مهنة الطب فى إيران. وأشار رئيس المجلس الطبى الإيرانى إلى إصابة آلاف العاملين من الأطقم الطبية بعد تفشى الفيروس، مؤكدًا أن وفيات قطاع الصحة فى إيران تجاوز حاجز الـ 300 ولوقف موجة ثالثة من الفيروس فى إيران، أغلقت الحكومة المدارس والمساجد والمتاجر والمطاعم فى معظم أنحاء البلاد.
وقال الرئيس حسن روحانى السبت الماضى إن القيود الجديدة ستدخل حيز التنفيذ غدا الأربعاء فى 25 إقليما إيرانيا من أصل 31 لمدة عشرة أيام.
وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية على المصارف الإيرانية، فإن الريال الإيرانى ارتفع لأعلى مستوى له منذ ستة أسابيع مقابل الدولار، بدعم من ضخ البنك المركزى أموالا، وآمال تخفيف العقوبات الأمريكية عقب فوز جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتوقع المحللون أن يرتفع الريال الإيرانى جزئيا مع فوز المرشح الديمقراطى بايدن ،الذى قد يحد من العقوبات التى أصابت الاقتصاد الإيرانى بالشلل، والتى فرضت خلال تولى الرئيس الجمهورى دونالد ترامب.
وتراجعت قيمة الريال الإيرانى %50 خلال العام الحالى، نظرًا للتداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية، علاوة على تصاعد وتيره تفشى فيروس كورونا فى البلاد.
ويتوقع محللون رفع «بايدن» الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات واشنطن على إيران وفنزويلا، العضوين فى أوبك، واستئنافهما الضخ، إذا توافرت الشروط الملائمة وفى حالة إيران، قد يتضمن ذلك المسار نهجا تشاركيا بين واشنطن وأوروبا، على غرار الاتفاق الذى أُبرم إبان إدارة أوباما.
وأشار تقرير نشر على موقع رويترز إلى أن إيران تمكنت خلال سبتمبر هذا العام من تصدير 1.5 مليون برميل من خام النفط يوميًا، لتسجل أعلى مستوى للصادرات النفطية الإيرانية على مدار عام ونصف، على الرغم من العقوبات الأمريكية.
وذكر التقرير أن إيران استخدمت حيل مختلفة منذ فرض واشنطن عقوبات على صادرات طهران من النفط فى مايو 2018 لضمان استمرار تصدير النفط دون الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية.
ومن ضمن تلك الحيل إغلاق ناقلات النفط لأجهزة الإرسال والاستقبال، أو إخفاء الوثائق والمستندات التى تشير إلى أن النفط ينتمى لإيران، علاوة على إمكانية نقل النفط من سفينة لأخرى لتجنب الكشف عنها وتتحدى السطات الإيرانية عقوبات واشنطن عبر تصدير خام النفط إلى الصين، لكونها أكبر مستورد فى العالم.