زادت حدة أزمات الملابس الجاهزة بعد قرار حظر التجوال، وتأثيره الملحوظ على معدلات شحن البضائع من الشركات إلى موانئ الشحن، بالإضافة إلى ارتفاع نولون النقل، وتكبد المصدرون خسائر كبيرة كغرامات التأخير لعدم قدرتهم على توصيل الشحنات فى موعدها المقرر فى بعض الأحيان.
يأتى هذا فضلاً عن مخاوف المستثمرين من تأثير توتر العلاقات المصرية بعدد من الدول، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، فى ظل سخونة الأحداث السياسية فى مصر ومواقف تلك الدول المعادية للموقف الرسمى لمصر سلباً على قطاع الملابس، سواء من خلال الاستثمارات التركية التى تتعدى قيمتها 1.5 مليار دولار فى مجال المنسوجات بمصر، أو الاتفاقيات المبرمة من الجانب المصرى مع السوق الأمريكية، وبالتحديد ببروتوكول الكويز، على خلفية إعلان وزارة الصناعة والتجارة عن تشكيل لجنة لمراجعة الاتفاقيات التجارية مع جميع دول العالم فى ظل تطور الأوضاع السياسية الراهنة.
قال العاملون بالقطاع بالسوقين المحلية والتصديرية إن نسبة الصادرات تراجعت %10 بسبب ارتباط حركة النقل بمواعيد مقننة للسير على الطرق، كما ساهم ذلك فى ارتفاع مصاريف النقل، بسبب استغلال شركات الشحن تلك الأزمة، علاوة على تكبد المصدرين غرامات تأخير نتيجة عدم القدرة على توصيل الشحنات فى مواعيدها المقررة.
وفى الوقت نفسه تعانى الموانئ تكدس البضائع بسبب قصر مواعيد الشحن على ساعات محددة.
بينما استبعدت بعض المصادر تأثر الاستثمارات التركية المرتكزة بقطاع الملابس فى السوق المصرية بتصاعد التوتر السياسى بين البلدين.
أكد يحيى زنانيرى، رئيس جمعية منتجى ومصنعى الملابس الجاهزة، وصول حالة الركود بمبيعات الملابس الجاهزة داخل السوق المحلية إلى %90 فى ظل غلق المحال فى مواعيد مبكرة مما أدى إلى عزوف الجمهور عن النزول إلى الأسواق، محذراً من مساهمة ذلك فى تدمير صناعة الملابس فى حال استمرار حالة الركود بهذه الصورة داخل الأسواق المحلية، مطالباً بتقليص مواعيد حظر التجوال داخل الدولة ليبدأ من الساعة 10 مساءً بهدف التمكن من فتح المحال لبيع الملابس الجاهزة.
وقال إن هناك تراجعاً فى صادرات الملابس الجاهزة بنسبة تقترب من %10 خلال الشهر الحالى، تأثراً بفرض حظر التجوال الذى أثر بشكل واضح على حركة نقل الصادرات إلى الموانئ، مشيراً إلى أن المصدرين تكبدوا فاتورة خسائر فادحة بسبب اضطرارهم لدفع غرامات تأخير للشحنات المقرر تصديرها إلى السوق الخارجية فى ظل فرض حظر التجوال وتعثر وصول الشاحنات فى مواعيدها المقررة.
من جانبه أكد مجدى طلبة، رئيس المجلس التصديرى سابقاً، رئيس مجلس إدارة شركتى كايرو قطن و«t &c » – وتعد الأخيرة استثمارات مصرية تركية مشتركة – ارتفاع مصاريف الشحن خلال الفترة الماضية فى ظل فرض حظر التجوال، لافتاً إلى أن ذلك أدى بدوره إلى تأخر وصول الشحنات فى مواعيدها إلى الموانئ وبالتالى تعرض المصدرين إلى غرامات تأخير، بخلاف استغلال شركات النقل تلك الظروف فى رفع مصاريف الشحن.
وأشار إلى عدم تأثر الصادرات للسوق الأمريكية خلال الفترة التى شهدت توتر العلاقات السياسية، نتيجة أن العملاء بالسوق الأمريكية غير منشغلين بالجانب السياسى بقدر تركيزهم على جودة المنتج المصدر إليهم.
وطالب بضرورة إبعاد السياسة عن المصالح الاقتصادية فى ظل وصول صادرات الملابس الجاهزة إلى السوق الأمريكية لـ900 مليون دولار سنوياً خلال السنوات الأخيرة الماضية، مصراً على إصلاح العلاقات السياسية لتجنب تأثيراتها المدمرة على المصالح الاقتصادية.
فى السياق نفسه أكد طلبة عدم تأثر الاستثمارات التركية حتى الآن داخل الدولة بحالة التصعيد السياسى من جانب رئيس الوزراء التركى «طيب أردوغان» ضد النظام السياسى داخل الدولة على خلفية عزل الرئيس السابق محمد مرسى.
من جانبه قال مصدر مسئول فى هيئة موانئ بورسعيد إن فرض حظر التجوال ساهم فى خلق حالة تكدس شديدة داخل ميناء شرق بورسعيد من قبل الشاحنات بسبب ارتباط العمل بمواعيد الحظر، لافتاً إلى ضرورة العدول عن تطبيق قرار حظر التجوال عن عمال الموانئ بهدف التمكن من إنجاز عمليات الشحن والتفريغ داخل الموانئ.
وأضاف أن تصدير الملابس الجاهزة إلى دول آسيا يعتمد بشكل كبير على موانئ بورسعيد، مشيراً إلى حدوث انخفاض بـ%30 فى حركة الصادرات منذ تفعيل قرار حظر التجوال داخل الدولة.
وأقر ممدوح السيد، رئيس جمعية النقل البرى، بتراجع حركة النقل بشكل عام بنسبة %40 بسبب الاضطرار إلى وقف الشحنات على الطريق بعد سريان الحظر واقتصار السير نهاراً، مما أدى إلى تكدس جميع الطرق المؤدية لمنافذ التصدير، خاصة الموانئ، مشيراً إلى تكدس طريق القاهرة/إسكندرية الزراعى منذ 10 أيام بعد تفعيل قرار حظر التجوال.