أعلن المجلس القومى للطفولة والأمومة ، عن تبنى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف ، حالة الطفلة شقيقة ضحية التعذيب “جنة” والمقيمة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية وذلك حسبما نقلته الصفحة الرسمية لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
وعرض فضيلته التكفل برعاية الطفلة وتقديم جميع سبل الدعم لها من علاج وإعادة تاهيل نفسى ورعاية دراسية لإخراجها من حالة الخطر المعرضة لها بالتعاون مع المجلس.
وكان فضيلة الإمام الأكبر قد علق على وفاة الطفلة جنة، قائلًا: “تألمت كثيرًا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة “جنة”، تلك الطفلة الملائكية التى تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها، فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
وتابع فضيلته: “الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب فى غفلة منا جميعا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعًا أمام مسئولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعا أننا محاسبون أمام الله عليهم، وأطالب بتوقيع أقصى العقوبة القانونية على من سولت له نفسه المريضة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية، وأدعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل مكروه وسوء”.
فى هذا الصدد، تتوجه الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة بالشكر لفضيلة الإمام الأكبر لمبادرته الكريمة ولاهتمامه بحالة الطفلة بشكل خاص وقضايا الطفولة بشكل عام، مشيرةً الى أنها استقبلت مكالمة هاتفية صباح اليوم من مكتب فضيلته ليطمئن فيها على حالة الطفلة أمانى ويطلب تقديم كافة سبل الدعم لها.
وأوضحت “العشماوي” أنه بالكشف الطبى على شقيقة الضحية “والبالغة من العمر 6 سنوات” تبين أنها تعانى من آثار ضرب وتعذيب وفقاً لما ذكرته أمام النيابة العامة، ووفقاً للتقرير الطبى الصادر عن المستشفى فى هذا الشأن، والمتضمن أنها تعانى من “آثار حروق بأماكن متفرقة وحساسة بالجسد”.
وكشفت “العشماوى” أن اللجنة العامة لحماية لطفولة بمحافظة الدقهلية بالتعاون مع اللجنة الفرعية لمركز ومدينة شربين، قامت بتقديم تقريرها المقدم إلى النيابة العامة، والمتضمن التوصية بإيداع الطفلة إحدى دور الرعاية الاجتماعية، مراعاةً لمصلحتها الفضلى، وذلك لعدم وجود من هو قادر على رعايتها من الأقارب بصفة عامة، بالإضافة إلى عدم ملائمة بقائها مع أقاربها بالقرية، موضحةً أنه تم رفع التقرير إلى النيابة العامة لإعمال شئونها، وإخراج الطفلة من المكان الذى تتعرض فيه للخطر وفقاً للمادة 99 مكرر من قانون الطفل ونقلها إلى مكان أمن.
كما أشارت “العشماوى” إلى أن العنف ضد الأطفال ولاسيما داخل المحيط الأسرى يخالف الشرع والأديان السماوية، والتى تدعو إلى التسامح وتعلو قيمة الترابط الأسرى والمودة والرحمة ولا تحض على العنف ضد أى من أفراد الأسرة والمجتمع، لاسيما الفئات الضعيفة كالأطفال، مشددةً على أنه لا يمكن اعتبار التأديب بالعنف من تعاليم الدين، حيث أن مبادئ حقوق الطفل وحمايته من صحيح الأديان السماوية، وأن خرق متولى رعاية الطفل لواجباته المتمثلة فى تنشئة وحماية الطفل تعد من الجرائم الآثمة التى لا تتسق مع مفهوم الولاية والرعاية، وأن ولاية الأب والأم ومتولى رعاية الأطفال يقع عليهم مسئوليات توفير كافة سبل دعم حقوق الطفل منذ كونه جنينا فى بطن أمه، وعدم ممارسة السلوكيات العنيفة ضده بكل أشكالها سواء نفسيه أو بدنية ، أو معنوية والحفاظ على حياته هو حق أصيل للطفل ، حيث تستمر الأحكام السماوية مصاحبة للطفل رضاعة وفطاما ويفاعة ورشدا وبالمساواة بين الولد والبنت.
وُلدت «جنة محمد سمير حافظ»، لتجد نفسها فى قلب حياة أسرية مضطربة، انتهت بالانفصال وهى فى عمر الأربعة أشهر، لتنتقل للعيش مع والدها، رفقة شقيقتها الكبرى «أمانى»، إلى أن حكمت المحكمة بضم الطفلتين إلى حضانة الأب، فى أكتوبر الماضي، وكانت «جنة» قد جاوزت عامها الثالث، فى كنف والدها، على حد قوله فى تصريحات صحفية.
وصلات التعذيب
على يد جدتها لأمها «صفاء»، وخالها «رضا»، ومسمع من أمها الكفيفة، تعرضت الطفلة البريئة «جنة» لشتى ألوان التعذيب، بذريعة منع تبولها اللا إرادي، والتى وصلت إلى حد الكيّ بالنار فى أعضائها التناسلية وقدميها، واغتصابها على يد خالها.
استمرت وصلات التعذيب لعدة أيام، ما اضطر الجدّة – عديمة الرحمة –للتوجه إلى المستشفى وتوقيع الكشف على حفيدتها، التى استحوذت الحروق على نسبة كبيرة من جسدها، فأصابها بالتشوّه، الأمر الذى أثار حفيظة الأطباء فى مستشفى شربين المركزي، خاصة لوجود تورم شديد بالقدم اليسري.
وتبين من توقيع الكشف الطبى على الطفلة ، أنها فى حالة حرجة حيث أجرى فريق طبى جراحة دقيقة للطفلة وتم بتر قدمها اليسرى، كما تبين إصابتها بتهتك فى الرحم وفشل كلوي، وتسمم فى الدم بسبب الغرغرينة التى نتجت عن عدم علاج كسر فى قدمها اليسرى لأيام.
لم يتحمل جسدها الهزيل آثار عملية بتر القدم، ولا الحروق التى نالت من جلدها الرقيق، وكأنها أبّت ألا تكمل حياتها فى هذا العالم الذى أذاقها ألوانًا من العذاب وهى لم تتخطَ بعد عامها الرابع، لتطير إلى الجنّة.
يد القدر امتدت لتنتشل الملاك البريء من قبضة جدّتها، وذلك قبل وصول يد العدالة التى بدأت تتحرك بعد تلقى مدير أمن الدقهلية، اللواء فاضل عمار، إخطار من العميد سامى الحديدي، مأمور مركز شربين، يفيد بورود بلاغ من مستشفى شربين المركزي، والذى يروى قصة وصول «جنة» رفقة جدتها.
ألقت قوات الأمن القبض على الجدة «صفاء»، وأثبت التقرير الطبى المبدئى بمستشفى شربين المركزى فى محافظة الدقهلية، عقب توقيع الكشف على الطفلة أمانى محمد سمير «6 سنوات» شقيقة الطفلة جنة، وجود آثار حريق فى مناطق حساسة «العضو التناسلي».
غادرت «جنّة» على أكتاف أبناء قريتها لمثواها الأخير، وتركت فى صدور أهلها وذويها ومتابعى قصتها جرحًا غائرًا سيظل ينزف طويلا، لكن قصتها حرّكت المجلس القومى للطفولة والأمومة، والذى أصدر بيانا اليوم، أكد فيه على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة جنة، فضلا عن تقديم كافة سبل الدعم النفسى لها.