«الطبية» و«العطرية» طريق زيادة الصادرات والمساهمة فى توطين الصناعات الدوائية

ارتفعت %4 خلال العام الماضى

«الطبية» و«العطرية» طريق زيادة الصادرات والمساهمة فى توطين الصناعات الدوائية
إسلام عزام

إسلام عزام

6:57 ص, الأربعاء, 23 فبراير 22

تُعد النباتات الطبية والعطرية من أهم المنتجات التى تسمح لمصر بزيادة الصادرات، بالإضافة إلى أهميتها فى توطين الصناعات الدوائية. خاصة أنَّ مصر يمكنها أن تصبح لاعبًا رئيسيًا فى هذه الصناعة، بحسب ما أكد خبراء فى تصريحات خاصة لـ «المال».

ويمكن زيادة القيمة المضافة منها من خلال تحويلها من التصدير كمواد خام إلى منتجات يتم تصنيعها فى مصر من خلال اقتراح تدشين كيان واحد يساهم فى توزيع النباتات المزروعة المطلوبة للتصدير، وزيادة الإنتاج من خلال تكنولوجيا الزراعة الحديثة.

قال الدكتور سمير النجار ئيس جمعية رجال الأعمال الزراعيين إنَّ تصدير النباتات يتم وفقاً السوق التى يتم التسويق لها، خاصة أن هناك منتجات تطلبها عدد من الدول كزهور بدون تصنيع ويكون لها عائد ومردود اقتصادى كبير بسبب جودة هذه النباتات فى التربة المصرية.

وأضاف «النجار» أن المناخ فى مصر يساعد على تنمية زراعات نباتات الزينة، حيث يتوفر لدى مصر الكثير من المقومات التى تساعد على نمو زراعة النباتات العطرية والطبية، بما يساهم فى مضاعفة الإنتاج.

وثمن مبادرة الجمعية المصرية للنباتات الطبية بتبنى حملة لزراعة النباتات البرية الطبية والعطرية، مثل النعناع، والبردقوش، والزعتر، والحرجل، والرتن، فى المناطق الصحراوية، بهدف تنميتها من جهة، بالإضافة إلى الحفاظ على هذه الأنواع من النباتات الطبية النادرة من جهة أخرى.

وشدد على أهمية منح نباتات الزينة الأولوية فى استصلاح وزراعة المشروع القومى، 1.5 مليون فدان، خاصة أن لهذه النباتات مميزات تتمثل فى قلة تكاليف عمليات الإنتاج، وسهولة معاملات ما بعد الحصاد نسبيًا، والقابلية للتخزين لفترات طويلة بالمقارنة بمحاصيل الخضر والفاكهة بالإضافة إلى الطلب المتزايد عليها محليًا وعالميًا، وإمكانية زراعتها على المساحات الصغيرة والكبيرة مما يُسهل تسويقها.

مركـز البحوث الزراعية: الفائـدة الاقتصادية كبيرة وتســاهم فى مكافحة التغير المناخى

وقالت الدكتورة بشرة عبد الله رئيس قسم بحوث نباتات الزينة، بمركز البحوث الزراعية، إنَّ زراعة نباتات الزينة من الاستراتيجيات المُقترحة لزيادة الاستثمارات فى هذا المجال، بالإضافة إلى دورها فى مكافحة التغير المناخى.

وأضافت «عبد الله» أن أسس الزراعة، وقواعد الإنتاج الجديدة قلصت عامل الزمن إلى حد كبير، وسهلت الحصول على زهور ونباتات كاملة النمو، فى فترة زمنية قصيرة.

وأشارت إلى أهمية نباتات الزينة المتعددة، حيث تستخدمها عدد من الدول كشكل جمالى فى أسطح العمارات، ونوافذ المنازل. بالإضافة إلى أهميتها البيئية حيث إنها تقلل من تأثير العواصف الترابية، كما أن هناك أنواعاً تساهم زراعتها أعلى اسطح المنازل فى تقليل درجة الحرارة التى تصل للسكان، ويمكن استخدامها فى محافظات الصعيد.

وأوضحت أن زراعة مساحة متر ونصف من نباتات الزينة والزهور يؤمن كمية أكسجين يحتاجها الفرد لمدة عام كامل، وزراعة شجرة واحدة تستهلك 11.8 كيلوجرام من ثانى أكسيد الكربون.

وألمحت إلى توفير فرص العمل من خلال تنمية المشاتل المختلفة وزيادة إنتاجيتها حيث تتطلب أيدى عاملة كثيرة، بالإضافة إلى أن التصدير يوفر عملة صعبة للدولة.

وشددت على ضرورة اختيار نباتات ذات قيمة عالية مثل النباتات التى يُستخلص منها بعض المواد التى تدخل فى تصنيع بعض الأدوية مثل نبات الوينكا، الذى يستخرج منه مادة تدخل فى علاج مرض السرطان.

عادل الغندور: يجب إنشاء كيان نقابى لتنظيم الصناعة ويمكن تدشين بورصة خاصة كهولندا

وقال عادل الغندور رئيس البحوث بمركز البحوث الزراعية سابقًا، إنًّ نباتات الزينة أساس لصناعة ضخمة، لا تتوقف عند حدود كونها عملية زراعية بحتة، كباقى المحاصيل الأخرى.

وأضاف أنًّ هناك تجربة ناجحة لدولة هولندا، حيث قامت بتدشين بورصة خاصة لنباتات الزينة، ويتم استيراد نبات الزينة والزهور العطرية من كافة دول العالم، وتصنعيها وإعادة تصديرها مرة أخرى.

وأشار«الغندور» إلى أنَّ وزارة الزراعة حاولت فى وقت سابق استنساخ التجربة الهولندية، لتدشين بورصة خاصة بصناعة نباتات الزينة والزهور، إبان تولى الدكتور يوسف والى الوزارة، وبدأت بتخصيص قطعة أرض لها بشارع فيصل، ولكنها خرجت عن مسارها المخصص آنذاك لنباتات الزينة.

وأكد أنَّ أكبر معوقات تأسيس بورصة خاصة بصناعة نباتات الزينة والزهور، تتمثل فى تركيبة السوق المصرية ذاتها، والتى يُشكل صغار المنتجين فيها نسبة %85 من حجم الإنتاج الكُلى، فيما لا تتجاوز النسبة التى يُمثلها كبار المنتجين %15 فقط، مقترحًا إنشاء كيان نقابى لتنظيم الزراعة وتوزيع النباتات الأكثر أهمية بحسب الأماكن الأكثر إنتاجية المناسبة للمناخ فى مصر مما سيساهم فى ارتفاع العوائد الاقتصادية.

مدير معهد بحوث البساتين: سيتم تقديم دراسة للحكومة حول تصنيع النباتات الطبية والعطرية

نباتات زينه

كشف الدكتور أيمن حمودة أستاذ النباتات الطبية والعطرية ومدير معهد بحوث البساتين، أنه سيتم تقديم دراسة موسعة لمجلس الوزراء، حول تصنيع النباتات الطبية والعطرية، ولا سيما فى ظل توافر المادة الخام.

أضاف «حمودة»، أنَّ الدراسة تتضمن كافة المعلومات حول المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية، بحيث يتم تصنيعها جزئيًا أو كليًا بدلًا من تصديرها بدون قيمة مضافة.

وأوضح أنَّ إجمالى ما تم حصره من النباتات الطبية والعطرية فى مصر نحو 2500 نوع منها 40 نوعًا يتم تداولها بشكل كبير خاصة فى التصدير، والذى يمثل %95 وما يستهلك محليا نحو %5 فقط.

وعدد الاستخدامات المختلفة لنباتات الزهينة والزهور، ضاربًا المثل بشجرة النيم التى تحتوى مادة فعالة،ذات تأثير سام على الحشرات، وتستخدم فى مكافحة الآفات الزراعية، إلى جانب الاستخدامات الطبية المتعددة للنبات حيث يتم استخلاص مواد منه لها تأثير فعال على فيروس التهاب الكبد الوبائى (B).

وقال الدكتور محمد عبدالسلام، نقيب الزراعيين السابق إنَّ النباتات الطبية والعطرية لها الكثير من الفوائد، ويوجد بمصر حوالى 2000 نوع منها، يزرع منها 60 نوعا للأغراض الصناعية وتستخدم فى صناعة الأدوية وأدوات التجميل وكذلك كمكسبات طعم ورائحة، وبعض الصناعات الكيماوية، وهناك سوق كبيرة للطلب على هذه النباتات خاصة فى أوروبا ويصل سعر الكيلو من بعض أنواع الزيوت إلى عدة آلاف من الجنيهات، خاصة أن مصر تعد رابع دول العالم فى إنتاج الزيوت العطرية.

وأضاف «عبد السلام»، أنَّ هذه الأسباب دعت جمعية منتجى المحاصيل المصرية لتبنى حملة لزراعة النباتات البرية الطبية والعطرية مثل النعناع والبردقوش والزعتر ونبات الحرجل والرتن والاهليج فى المناطق الصحراوية لتنمية من جهة وللحفاظ على هذه الأنواع من جهة اخرى.

أكد أنَّ صناعة العطور تدخل تحت نطاق مستحضرات التجميل، بجانب دخول النباتات الطبية الأخرى فى تصنيع خامات الأدوية، خاصة أن هذا متاح ويمكن تنفيذه فى مصر مع التوسع فى توطين صناعاة الدواء بشكل عام.

أضاف أنَّ ما يحدث حاليًا تصدير النباتات كزهور «fresh» أو مُجففة وفق حاجة المستورد، ولا يتم أى قيمة إضافية عليها، مما يحرم مصر من دخل كبير لأن التصنيع يضيف الكثير. لافتًا إلى أن مصر تصدرها كمواد خام، ونستوردها كأدوية او خامات دوائية.

وأرسلت المهندسة الزراعية أسماء الحلوجى، رئيسة جمعية محبى الأشجار خطابًا رسميًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، تعرض من خلاله موقفها من اتجاه الدولة بالاكتفاء بالنباتات المثمرة ووقف زراعة الأشجار الزينة.

وقالت «الحلوجى» إنَّ هناك قلقًا كبيرًا لدى قطاع كبير من علماء النبات والمواطنين بمصر لهذا القرار، حيث أدى تنوع مناخ مصر من أسوان إلى السلوم إلى استضافة البلاد عبر السنين للكثير من أشجار العالم من الأمريكتين وإفريقيا وآسيا، وكذلك شبه القارة الهندية.

وأوضحت«الحلوجى» فى خطابها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، أهمية استمرار إكثار وزراعة هذه الأشجار، خاصة أنه أصبح لدينا تنوعًا حيويًا كبيرًا نفخر به أمام العالم، مؤكدة أنَّ التنوع الحيوى التى تنعم به مصر فى مجال الزراعة ونصيبها من النباتات أصبح مهددًا بالفقد لما سوف يترتب عليه قرار وقف زراعة أشجار الزينة.

وأشارت إلى أنَّ معظم الأشجار المُثمرة لها قدرة إنتاجية محددة العمر وتحتاج إلى معاملات زراعية متخصصة لصيانتها والحفاظ عليها، فى حين أن المردود الاقتصادى لأشجار الزينة فى مصر كبير خاصة ما يُصدر منها بالملايين كل عام إلى الدول العربية والأجنبية، وهى أشجار معمرة تصل أعمار بعضها لمئات السنين وفوائدها الصحية كبيرة، بالإضافة إلى أنَّ تكاليف زراعتها وصيانتها منخفضة نسبيًا مقارنةً بالأشجار المثمرة مما يؤكد ضرورتها للتنمية المستدامة.

ولفتت إلى أنَّ العالم يعانى فى الوقت الحالى من فقدان التنوع البيولوجى ومصر ملزمة بمعاهداته الدولية، مشيرة إلى أن النباتات البرية تضم نحو ألفى نوع، أما النباتات المستوطنة فتصل إلى 53 ألف نوع، خلافا للنباتات الصبارية والعصارية التى تصل إلى 10 آلاف نوع.

وقال المهندس محمد عبد العاطى وزير الرى إن الرئيس شدد على أولوية زراعة محاصيل الغذاء بالمياه العذبة ووجه باستخدام كل نقطة مياه عذبة فى توفير الغذاء للمواطنين، فضلًا عن استخدام المياه المعالجة فى رى نباتات الزينة.

وأكد وزير الرى، فى تصريحات سابقة أنَّ مصر لن تستغنى عن نباتات الزينة؛ لأنها جزء فى الاقتصاد مهم زراعته، مضيفًا: «النباتات العطرية والزينة والطبية قيمة اقتصادية عالية جدًا، النباتات الطبية والعطرية تروى بمياه عذبة، لكن الزينة تروى بمياه معالجة بها نسبة ملوحة قليلة وهى مقبولة عالميًا».

بنى سويف أول محافظة مصرية تبنت زراعة نباتات الزينة والتوسع فيها، حيث قررت إنشاء منطقة صناعية للنباتات الطبية والعطرية بالظهير الصحراوى الغربى لمركز سمسطا، وأكد الدكتور محمد غنيم محافظ بنى سويف سرعة استصدار قرار التخصيص، بالتنسيق مع المركز الوطنى لاستخدامات الأراضى، لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية فى الحيز التنموى لقرية سمسطا الجديدة على مساحة 303 أفدنة.

وبلغت نسبة زيادة الصادرات خلال العام المالى الماضى %4 من حيث القيمة، مقارنة بعام 2018-2019، وتم تصدير نحو 48 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية بقيمة نحو 81.1 مليون دولار خلال الموسم التصديرى السابق والذى بدأ فى سبتمبر 2019 وانتهى بنهاية أغسطس 2020.

وفيما يتعلق بالمساحة الإجمالية للنباتات الطبية والعطرية، تقدر بحوالى 80 ألف فدان تمثل أقل من %0.8 من إجمالى المساحة المنزرعة فى مصر، وتتوزع هذه المساحة فى عدد من محافظات الجمهورية، إلا أنها تتركز فى محافظات الوجه القبلى (المنيا – الفيوم – بنى سويف – أسيوط)، والتى تمثل حوالى %80 من إجمالى مساحة النباتات الطبية والعطرية.

وتحتل النباتات العطرية والطبية المركز الخامس فى المحاصيل التصديرية المصرية، حيث صدرت مصر نحو 62 ألف طن من النباتات الطبية والعطرية عام 2020، بقيمة نحو 117 مليون دولار.