تراجع المؤشر الرئيسى للبورصة المصرية «EGX30»، أمس الاثنين، إلى أدنى مستوى له خلال 5 أشهر بفعل الضغوط البيعية على الأسهم القيادية الناتجة عن التوترات الجيوسياسية، أبرزها الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ 2008، إلى جانب صعود المعادن أيضًا.
وأكد محللون فنيون أن السوق تحولت إلى اتجاه هابط على المدى القصير بعد كسر مستويات 10900 و11000 نقطة، مشددين على ضرورة الابتعاد عن تنفيذ أى متاجرات فى الوقت الحالى.
وأشار المحللون إلى أن سهم البنك التجارى الدولى CIB سجل أكبر معدل تراجع يومى منذ 2011، ليكسر مستوى دعم مهم بنحو 43 جنيهًا، بينما حققت الأسهم المرتبطة بالمعادن ارتفاعات ملحوظة بقيادة مصر للألومنيوم، والمرتبطة بالنفط، وعلى رأسها غاز مصر.
وسجلت مؤشرات البورصة تراجعات جماعية أمس، بعد أن انخفض «EGX30» الرئيسى بنسبة %3.55 ليصل إلى مستوى 10701 نقطة، و«EGX70» للأسهم الصغيرة والمتوسطة %2.14 إلى 1870 نقطة، و«EGX100» الأوسع نطاقًا %2.16 إلى 2834 نقطة.
وخسر رأس المال السوقى للبورصة المصرية ما يعادل 15 مليار جنيه، بقيم تداولات على الأسهم فقط قدرها 1.5 مليار، وجرى التعامل على أسهم 195 شركة مقيدة ارتفع منها 14 وانخفضت أسعار 117، بينما استقرت 64 عند نفس إغلاقات جلسة الأحد.
واتجهت تعاملات المستثمرين الأجانب نحو البيع بصافى قيم تداولات قدرها 395.7 مليون جنيه، بينما فضل المصريون والعرب الشراء بقيمة 381.4 و14.3 مليون جنيه بالترتيب.
وقال سمير عزمى، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة «بلوم مصر» لتداول الأوراق المالية، إن عمليات البيع بشهادات الإيداع الدولية لسهم البنك التجارى الدولى فى بورصة لندن بسبب الأحداث الروسية، أثرت على حركة الأسهم سلبًا فى بورصة مصر، وبالتالى على السوق بشكل عام.
وأشار «عزمى» إلى أن عمليات التراجع أكدت الاتجاه الهابط للسوق على المدى القصير، خاصة بعد كسر منطقتى 11200 ثم 10900 نقطة.
ولفت إلى أن مناطق الدعم الحالية للمؤشر عند 10650 و10350 نقطة لا ينصح بالمتاجرة بالقرب منها، مرجحًا اختبارها خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن المؤشر حاليًا عند أدنى مستوى له منذ أوائل شهر أكتوبر الماضى – أى منذ 5 أشهر تقريباً- بفعل ضغوط البنك التجارى الدولى الذى يختبر منطقة الدعم 41 جنيهًا، والتى قد تُوقف التراجعات.
وأكد «عزمى» استفادة أسهم الغاز والمعادن، مثل غاز مصر ومصر للألومنيوم والألومنيوم العربية من الأزمة الروسية والأوكرانية التى رفعت أسعار النفط إلى مستويات عام 2008.
وقال محمود عطا، خبير أسواق المال، إن السوق المصرية شهدت هبوطًا قويًا بمعدل 393 نقطة بفعل المبيعات القوية من قبل المستثمرين الأجانب على الأسهم القيادية، خاصة سهم البنك التجارى الدولى.
وأوضح «عطا» أن اتجاه المستثمرين الأجانب إلى البيع خلال الفترة الأخيرة يعود إلى اقتراب رفع الفيدرالى الأمريكى للفائدة، وما يشكله من ضغط على الأسواق الناشئة بصفة عامة، بخلاف التوترات الجيوسياسية الحالية التى تؤثر على جميع أسواق العالم.
ويرى «عطا» أنه فى حالة فشل المؤشر فى الصمود قرابة مستوى 10650 نقطة ربما يتجه نحو الدعم التالى عند 10350 نقطة.
ولفت إلى أن المؤشر السبعينى كسر حاجز 1940 نقطة، ليغلق عند مستوى 1870 نقطة، مشيرًا إلى أنه فى حالة استمرار الضغوط البيعية ربما يعيد التجربة على منطقة 1650 نقطة خلال الجلسات المقبلة.