أكدت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الأربعاء، أن سيادة مصر وإدارتها لقناة السويس أمران “لا يقبلان الجدل”، وذلك في رد رسمي على تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعا فيها إلى عبور مجاني للسفن الأمريكية – التجارية والعسكرية – عبر قناتي بنما والسويس، وفقا لما ورد في وكالة انباء شنخوا الصينية.
وقال ترامب في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، إنه “يجب السماح للسفن الأمريكية العسكرية والتجارية على حد سواء، بالمرور مجانا عبر قناتي بنما والسويس.. هاتان القناتان ما كانتا لتوجدا، لولا الولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفا أنه طلب من وزير الخارجية ماركو روبيو “التعامل فورا مع هذا الوضع”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي دوري: “الصين تدعم بقوة الحكومة والشعب المصري في الحفاظ على سيادتهم وحقوقهم ومصالحهم المشروعة، وتعارض أي تصريحات أو أفعال تتسم بالتنمر”.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أثارت منشورات ترامب على منصة “تروث سوشيال” موجة من الانتقادات في مصر، حيث اعتُبرت تصريحاته تدخلاً في شؤون سيادية تمس أحد أهم الموارد الاستراتيجية للدولة المصرية.
وكانت القاهرة قد شددت في وقت سابق على أن إدارة قناة السويس تخضع بشكل كامل للسلطة المصرية، في وقت تتابع فيه السلطات باهتمام التوترات المتزايدة في البحر الأحمر، والتي دفعت بعض السفن التجارية إلى تجنّب المرور عبر القناة.
وبسبب التوترات الجيوسياسية بالمنطقة، انخفض عدد السفن العابرة من قناة السويس بنسبة 50% لتصل إلى 13213 سفينة خلال عام 2024. كما تراجعت إيرادات القناة بنسبة 61% لتسجل 3.991 مليار دولار العام الماضي، وفق تصريحات رسمية لرئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع، بحسب ما ذكرته وكالة السي ان ان.
يشار إلى أن حفر قناة السويس استغرق 10 سنوات من عام 1859 وحتى عام 1869، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون مواطن مصري، مات منهم أكثر من 120 ألف عامل أثناء عملية الحفر، وتم افتتاح القناة عام 1869 في عهد الخديوي إسماعيل .