حذرت صحيفة “جلوبال تايمز” الصينية، من أن الاقتصاد الأمريكي سيواجه أضرارًا كبيرة جراء التعريفات الجمركية التي فرضتها واشنطن، حيث تستعد الدول الأخرى للرد بفرض تعريفات مرتفعة على السلع الأمريكية.
ويأتي هذا التحذير في ظل تصاعد النزاعات التجارية، وفتح الباب أمام المزيد من الإجراءات الانتقامية من قبل بكين، مع اقتراب دخول موجة جديدة من الرسوم حيز التنفيذ.
فبعد مرور شهرين فقط على عودته إلى البيت الأبيض، أشعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواجهات تجارية مع الصين وكندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.
كما هدد بفرض تعريفات مماثلة على جميع الدول التي تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية، مع احتمال بدء تنفيذ هذه الرسوم في الثاني من أبريل. وكانت بكين قد ردت بسرعة خلال شهري فبراير ومارس عبر فرض تدابير انتقامية ضد الرسوم الأمريكية، ويتوقع أن ترد بالمثل على أي رسوم جديدة قد يتم فرضها في أبريل.
وفي هذا السياق، أكدت “جلوبال تايمز” في افتتاحيتها، أن “الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التعريفات الأمريكية”، مشيرة إلى أن “الرد بفرض تعريفات مرتفعة على الصادرات الأمريكية قد يصبح خيارًا مطروحًا للعديد من الدول”.
وقد فرضت الصين بالفعل تعريفات انتقامية على الصادرات الزراعية والغذائية الأمريكية، ووضعت قيودًا على التصدير والاستثمار شملت 25 شركة أمريكية، كما أوقفت تراخيص استيراد فول الصويا لثلاث شركات أمريكية، وأوقفت استيراد الأخشاب الأمريكية، وأطلقت تحقيقات في بعض المنتجات الأمريكية الخاصة بالألياف الضوئية.
وفي خطوة لمواجهة التأثيرات الخارجية على الشركات الأجنبية العاملة في الصين، أعلنت وزارة التجارة الصينية عن اتخاذ سلسلة من الإجراءات لدعم هذه الشركات وتعزيز مبيعاتها داخل السوق المحلي.
ونقلت منصة “يويوان تانتيان” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية عن مصادر مطلعة أن هذه التدابير تأتي في إطار جهود حكومية لحماية المصالح الاقتصادية للصين في مواجهة التصعيد الأمريكي.
وأكدت الصحيفة أن “العديد من الدول تعمل بنشاط على تنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها على الولايات المتحدة من خلال إقامة تحالفات تجارية جديدة”، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات الاقتصادية الدولية قد يؤثر على مكانة الولايات المتحدة في النظام التجاري العالمي.