رفعت مدينة ووهان، التي تقع في وسط الصين، والتي ظهر فيها الفيروس لأول مرة، أواخر العام الماضي، إجمالي الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجدّ بنسبة 50%، اليوم الجمعة، ليصل إلى 3869، وسط تزايد الشكوك حول دقة البيانات التي تعلنها الصين بشأن المرض مع تزايد حالات الإصابة في العالم لتضيف المدينة 1290 ضحية أخرى، إلى جانب 2579 وفاة تم إحصاؤهم سابقًا حتى يوم الخميس.
وبعد أن عدّلت ووهان أعداد المتوفّين، رفعت الصين، يوم الجمعة، حصيلة الوفيات على مستوى البلاد إلى 4632 شخصًا.
وذكرت وكالة رويترز أن تعديل البيانات الآن يعكس التقارير الخاطئة والتأخير والحذف، وغيرها من أوجه التقصير تبعًا لاتهامات واشنطن لها.
وجاء تعديل بيانات الوفاة بمدينة وهان وفقًا لفريق العمل التابع للحكومة المحلية المكلف بمكافحة مرض فيروس كورونا.
وتأتي المراجعات بعد تكهنات واسعة النطاق بأن في ووهان كان أعلى بكثير مما تم الإبلاغ عنه.
شائعات فى الصين بوجود المزيد من الضحايا
وانتشرت الشائعات بشأن وجود المزيد من الضحايا على مدى أسابيع، وعزّزتها صور طوابير طويلة للأفراد الذين ينتظرون تسلم رماد أقاربهم.
وبثّت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعى أخبارًا تحدثت عن تكدس الجِرار والأواني في دُور الجنازات انتظارًا لملئها برماد ضحايا كورونا.
ونقلت قناة CGTN بتليفزيون الصين عن مسئول في ووهان لم يكشف هويته، قوله إنه لم نتمكن من الاتصال بالهيئات الطبية.
وفشِلت بعض المؤسسات الطبية بووهان في الاتصال بالأنظمة المحلية لمكافحة الأمراض والوقاية منها في الوقت المناسب خلال المرحلة المبكرة لكورونا.
وجاء الفشل بسبب محدودية قدرة المستشفيات ونقص العاملين الطبيين، ليتأخر الإبلاغ عن الحالات المؤكدة، بجانب بعض الأخطاء في إحصاء .
وزادت الشكوك في أن الصين لم تتصرف بشفافية بشأن تفشي مرض فير وس كورونا في الأيام الأخيرة وانتشاره فى الغرب.
دونالد ترامب يشكك بعدد الوفيات فى الصين
وعبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكوكه بشأن عدد الوفيات الذي سبق وأعلنته الصين، وتوقّف عند حوالى 3 آلاف شخص.
وتساءل ترامب: ”هل تصدقون حقًّا هذه الأرقام بهذا البلد المترامي الأطراف المسمى بالصين، وأن لديهم عددًا محددًا من الإصابات، وعددًا محددًا من الوفيات… هل يصدق أحد ذلك حقًّا؟“.
ويعتقد بعض الخبراء أن أعداد الوفيات بالبلدان الأخرى أقلّ من الأرقام الحقيقية؛ لأنهم توفوا بمرض كوفيد- 19 دون فحص ولا علاج.
وتم تعديل العدد الإجمالي لحالات الإصابة في ووهان، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، بزيادة 325 حالة.
ويبلغ حاليًّا العدد الإجمالي 50333 إصابة، أو حوالي 60 % من إجمالي الحالات في البر الرئيسي الصيني.
وبات خبر مدينة قيامها بتعديل حصيلة وفياتها وإصاباتها من كورونا، من أكثر الموضوعات قراءة بموقع ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي.
وأشاد الكثير من المعلقين بالحكومة لاعترافها بارتكاب أخطاء وتصحيحها، على الرغم من أن بعضهم شكك في الأعداد الجديدة أيضًا.
خبراء يطالبون الصين بمراجعة وفيات وباء كورونا
وحثّ بعض الخبراء أقاليم أخرى فى أنحاء الصين على مراجعة بياناتها بخصوص وفيات وباء فيروس كورونا والإصابات به.
وسأل الصحفيون، خلال جولات أعدّتها حكومة بكين، الأطباء ومسئولي الحكومة في ووهان مرارًا عن دقة أعداد الوفيات من الوباء.
وأقر بعض هؤلاء المسئولين بأنه من المحتمل أن يكون أشخاص لاقوا حتفهم دون أن يتم حصرهم في الأيام الأولى الفوضوية.
ولم يتمّ حصر أعداد المتوفين والمصابين من تفشي العدوى من لأن الفحص لم يكن متاحًا على نطاق واسع.
وكان وانغ شينغ هوان، رئيس أحد مستشفيين ميدانيين تم بناؤهما للتعامل مع تفشي المرض، في مدينة ووهان موطن الوباء، قد قال، في 12 أبريل، إن العدد ليس كبيرًا؛ لأن هذه كانت فترة قصيرة للغاية، لكنه لا يتحدث باسم الحكومة.
ولا تدرج الصين المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض كالسعال والحمى، بحصيلة حالات الإصابة المؤكدة، ولم يتم إعلان وفيات جديدة.