تخطط لتشجيع الاستهلاك المحلى من خلال رفع قيمة سوق سياراتها المستعملة (السكند هاند) بأكثر من 100% من حوالى تريليون يوان ( 152 مليار دولار) حاليًّا، إلى ما يزيد على تريليونيْ يوان (306 مليارات دولار) بحلول عام 2025.
ورغم أن هناك ما يزيد على 270 مليون مركبة تسير فى شوارع وطرق الصين، فإن حوالى 15 مليون سيارة مستعملة فقط يتم بيعها سنويًّا على عكس دول متقدمة أخرى مثل أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة حيث يشتري الناس سياراتٍ مستعملة أكثر من الجديدة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن حكومة الصين تسعى لزيادة مبيعات السيارات المستعملة بمنح عدة حوافز بدأتها فى مايو الماضى، ومنها خفض الضريبة على السيارات المستعملة من 3% إلى 0.5% فقط لتقلّ كثيرًا عن ضريبة المركبات الجديدة التى تقدر بأقل من 17%.
حوافز للتشجيع
ومن الحوافز الأخرى التى طبقتها حكومة بكين تخفيف إجراءات البيع على تجار ومعارض السيارات فيما بينهم بأن جعلت المركبات المستعملة فى المعارض دون لوحة الترخيص وجعلتها مجرد سلعة وليست أصلًا من الأصول الشخصية مما يسهّل عملية نقل ملكية السيارة.
ويرى شياو زينجزان، الأمين العام للرابطة الصينية لتجار السيارات «CADA»، أن نشاط تجارة المركبات المستعملة يدخل الآن فصلًا جديدًا تمامًا، ومن المتوقع أن تضع الحكومة سياسات أكثر إيجابية بهذا المجال فى المستقبل القريب.
وتابع أن هناك أسبابًا عديدة لانخفاض سوق السيارات المستعملة فى الصين، منها أن نمو مبيعات السيارات لم يبدأ الانطلاق إلا مع بداية القرن الواحد والعشرين، كما أن سوق السيارات فيها لا تزال صغيرة نسبيًّا قياسًا لعدد السكان، حيث إن أول مشروع مشترك مع شركات أجنبية، والذى كان بين شركتي فولكس فاجن الألمانية و«CADA موتور» الحكومية لم يظهر إلا فى عام 1984.
ملكية محدودة للسيارات
وما زالت أيضًا ملكية السيارات فى أنحاء الصين أقلّ كثيرًا من العديد من الدول النامية، حيث هناك 173 شخصًا يملك سيارة بين كل 1000 صيني، مقارنة بـ433 فى ماليزيا، و373 فى روسيا، ويرتفع هذا المعدل فى الولايات المتحدة إلى 837، وفى أستراليا إلى 747 لكل 1000 شخص، وفقًا لتقريرٍ صدر مؤخرًا من مؤسسة «ماكيزنى آند كو» البحثية.
ومن الأسباب الأخرى التى جعلت سوق السيارات المستعملة صغيرة حتى الآن أن هناك مئات الملايين من الصينيين ما زالوا يشترون سيارات لأول مرة فى حياتهم، ولذلك يفضلون عند الشراء أن تكون جديدة وليست «سكند هاند»، علاوة على أنه رغم ضخامة عدد سكان الصين لكن نسبة صغيرة منهم هم الذين يملكون سيارة، لدرجة أنها تقدر بحوالى 20% فقط من عدد الأمريكيين الذين لديهم سيارات.
لكن رابطة “CADA” تعتقد أن هذا السلوك سيتغير، وسيتجه الصينيون من الطبقة المتوسطة لشراء سيارات ليست جديدة بدافع التوفير، مما سيؤدى إلى انتعاش الطلب على السيارات المستعملة لتصل مبيعاتها السنوية لما يقرب من 25 مليون وحدة سنويًّا فى غضون خمس سنوات.
وبدأت ملامح هذا الاتجاه تتحدد عندما ظهر عام 2018 الممثل المعروف ليونارد دى كابريو، بطل فيلم تايتانيك العالمى، فى إعلان شركة أوكسين ليميتيد الصينية للسيارات المستعملة المُدرَجة فى بورصة ناسداك الأمريكية على موقعها الإلكترونى.
أسواق «المستعملة» فى مدن كبرى
ظهرت بعض أسواق السيارات المستعملة فى المدن الكبرى، ومنها العاصمة بكين، مما جعل شياو زينجزان يتوقع انتعاش مبيعات السيارات المستعملة، ولا سيما الكهربائية، لتتفوق على الجديدة بفضل تحفيزات الحكومة وتسهيلات الشراء التى سيحظى بها المستهلكون من الطبقة المتوسطة.
وأكد ويليام لي، رئيس مجلس إدارة شركة نيو للمركبات الكهربائية، من خلال دراسة قامت بها وحدة بيتوتو هولدينجز البحثية التى أسسها منذ سنوات قليلة، أن حوالى 33% من المستهلكين الذين يرغبون فى شراء سيارات لأول مرة سيكونون من الشباب العُزّاب بحلول عام 2030.
وسيهتم هؤلاء الشباب العزاب الذين يتمتعون بعقلية متفتحة تفكر فى الدفاع عن هواء كوكب الأرض، بشراء سيارات تعمل بالطاقة المتجددة، ولا سيما الكهربائية المستعملة التى تتفق مع ميزانياتهم للحفاظ على البيئة، بينما الذين يملكون سيارات تعمل بالوقود التقليدى سيبيعونها ليشتروا أخرى كهربائية.
الصين تصدر «القديمة» لجيرانها
بدأت حكومة الصين أيضًا تبيع السيارات القديمة بأسعار تتراوح من 4500 دولار إلى 12 ألف دولار، وفقًا لطراز السيارة وجنسيتها وثمنها الأصلى وهى جديدة، وذلك من خلال برنامج تصدير للبلاد المجاورة لمبادرة الحزام والطريق، ومنها أذربيجان وبنجلاديش وطاجيكيستان التى لا تزال أسوق سياراتها أقلّ تنافسية وفى طور النمو.
وصدرت الصين من خلال هذا البرنامج 3 آلاف سيارة مستعملة فى عام 2019 وأقل من ذلك فى عام الوباء، لكنها تستهدف تصدير حوالى 500 ألف وحدة بحلول عام 2025، إلا أن هذا الحجم أقل من اليابان التى قامت بتصدير أكثر من 1.2 مليون سيارة مستعملة فى عام 2019.
ومع ذلك يتوقع «داى كون» رئيس شركة أوكسين للسيارات المستعملة التى أسسها عام 2011 لتكون أول شركة بيع على الأون لاين ارتفاع مبيعاتها خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن زادت إلى 2653 وحدة خلال ثلاثة الشهور المنتهية 30 سبتمبر الماضى، مقابل 1702 وحدة فى ثلاثة الشهور المنتهية 30 يونيو، ومنها سيارات فولكس فاجن باسات وBMW مينى.