قالت هيئة تنظيم الفضاء الإلكتروني في الصين إن أي شركة لديها بيانات أكثر من مليون مستخدم لا بد وأن تخضع لمراجعة أمنية قبل إدراج أسهمها في الخارج، بحسب وكالة رويترز.
وقالت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين إن المراجعة الأمنية ستركز على مخاطر تأثير الحكومات الأجنبية على البيانات أو السيطرة عليها أو التلاعب بها بعد الإدراج في الخارج.
الإخطار يأتى بعد إطلاق السلطات الصينية تحقيقا مع ديدي جلوبال
ويأتي هذا الإخطار بعد أن أطلقت السلطات الصينية تحقيقا مع شركة ديدي جلوبال العملاقة لخدمات نقل الركاب بزعم خرقها خصوصية المستخدمين بعد أيام من إدراجها في نيويورك.
وفى الأسبوع الماضى، أمرت الهيئة المعنية بتنظيم الفضاء الإلكتروني في الصين متاجر التطبيقات بإزالة التطبيق الخاص بشركة “ديدي تشو شينج” من قوائمها.
وذكرت وكالة “بلومبرج” أن إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية أشارت إلى انتهاكات خطيرة تتعلق بجمع واستخدام المعلومات الشخصية من جانب شركة ديدي الصينية العملاقة بخدمات النقل.
وأعلنت إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين عن هذه الخطوة ، بعد يومين فقط من قولها إنها بدأت مراجعة بشأن الأمن السيبراني للشركة.
ديدي تطلق واحدة من أكبر عمليات الطرح العام الأولي
وكانت ديدي، قد أطلقت الشهر الماضي واحدة من أكبر عمليات الطرح العام الأولي في البورصة في الولايات المتحدة خلال العقد الماضي.
ويشار إلى أن ديدي تعمل بأسلوب مشابه لشركة أوبر. وداخل سوقها المحلي، تفوقت الشركة الصينية على منافستها الأمريكية في حرب أسعار مريرة.
وفي النهاية استسلمت أوبر في عام 2016، وباعت شركتها في الصين مقابل حصة في ديدي.
وبدأت الصين مؤخرا تحقيقا بشأن الأمن السيبراني بخصوص شركة “ديدي” ليشمل اثنتين أخريين من الشركات الناشئة في الولايات المتحدة.
حيث تتحرك السلطات الصينية بسرعة مذهلة لتشديد سيطرتها على بيانات الإنترنت لصالح الأمن القومي.
وذكرت وكالة بلومبرج أن بكين كشفت عن أحدث جهودها لكبح جماح شركاتها الكبرى عبر الإنترنت.
وقد أعلنت أكبر هيئة تنظيمية صينية للإنترنت مؤخرا أنها بدأت مراجعة الأمن السيبراني لـ”ديدي” عملاقة خدمة تأجير السيارات.
ولاحقا، أمرت إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية متاجر التطبيقات بحذف تطبيق الشركة من منصاتها، مما وجه ضربة كبيرة للشركة بعد أيام فقط من إطلاقها لواحدة من كبرى عمليات الطرح العام الأولي في البورصة في الولايات المتحدة.
صحيفة: مخزون المعلومات لدى ديدي يشكل تهديدا لخصوصية الأفراد والأمن القومي
وحذرت صحيفة جلوبال تايمز (Global Times) -المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني- من أن مخزون المعلومات لدى ديدي يشكل تهديدا لخصوصية الأفراد وكذلك الأمن القومي.
وخاصة أن أكبر مساهميها “سوفت بنك” (SOFT BANK) و”أوبر تكنولوجيز” (Uber Technologies) هما شركتان أجنبيتان.
وتقدم شركة “ديدي تشوكسينغ” خدمات التوصيل من خلال موقعها الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الجوّالة الذكية، ويستخدم التطبيق أكثر من 550 مليون مستخدم وعشرات الملايين من السائقين.
ومن المعروف أن مسؤولي مكافحة الاحتكار في الصين بدؤوا حملة تحقيق موسعة ضد شركات التكنولوجيا الكبرى.
حيث خضعت شركة “علي بابا” (Ali Baba) -عملاقة التجارة الإلكترونية- لتحقيق رسمي، وطلب من الموظفين تسليم نسخ من محادثات الدردشة الداخلية للشركة، وفي نهاية المطاف أنهت الجهات التنظيمية قضيتهم الأولية بفرض غرامة قدرها 2.8 مليار دولار.
وتسبب النشاط المفاجئ لإدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين في اهتزاز قطاع التكنولوجيا، حسبما ذكرت صحيفة “فايننشيال تايمز” (Financial Times) البريطانية بنحو 18%، منذ أن خضع كبار شركات التكنولوجيا للتحقيق في شهر ديسمبر الماضي.
وكانت شركة توصيل الطعام للمنازل “ميتوان” (Mituan) هدف التحقيق الرسمي الثاني من قبل الجهات التنظيمية فى نهاية أبريل الماضي، وهو ما أدى إلى تراجع أسهمها بنحو 5% في البورصة الأمريكية.
ويسعى المسؤولون التنفيذيون للجهات الرسمية في الصين إلى دارسة قضايا مكافحة الاحتكار في الصين، حتى تحذو بالمعايير التنظيمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
في الوقت ذاته، طُلب من أكثر من 30 شركة تقنية أخرى، الخضوع “للتصحيح الذاتي” وتقديم المعلومات إلى هيئة إدارة الدولة لتنظيم السوق في الصين.