استعرض المهندس وائل قدور، خبير النقل البحرى، وعضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق ، تأثير على قناة السويس خلال زيارة وفد الصالون البحري ل ،بمدينة الإسماعيلية .
وأوضح “قدور” أن الطريق يوفر 40% من المسافة بين آسيا وشمال أوروبا وبالتالى يؤدى إلى وفرة فى تكاليف نقل البضائع وكذلك الزمن الذى تستغرقة السفينة من آسيا إلى شمال غرب أوروبا الأمر الذى يجعله منافسا قويا لطريق قناة السويس ويجعل كثيرا من البضائع المنقولة من آسيا إلى أوروبا تنقل من خلاله بدلا من طريق قناة السويس، كما يستخدم فى نقل البضائع من الصين واليابان وكوريا إلى موانيء روتردام وهامبورج وموانئ دول شمال غرب أوروبا.
وقال إن الدراسات وصور الأقمار أثبتت أن المساحة المغطاة بالجليد تتناقص بصفة مستمرة، إذ تناقصت المساحة المغطاة بالجليد بمقدار 2.283مليون كم2 ، أى 2,28مساحة مصر حيث بلغت المساحة المغطاة بالجليد فى شهر سبتمبر(2021) نحو4.724 مليون كم2.
وأوضح أن جميع نماذج المحاكاة توضح أن سيصبح خاليا من الجليد فى فصل الصيف قبل عام2050 .
واستكمل “قدور” أن أكثرمن 65%من البضائع العابرة بالقناة هى بضائع منقولة من آسيا إلى أوروبا تمثل البضائع الصب العابرة للقناة 16% وهى أول البضائع التى ستتحول الى طريق القطب، بينما البضائع المحواة والتى تمثل 47%من البضائع العابرة للقناة ستكون هى آخر البضائع المتحولة لطريق القطب بعد عام 2050 .
كما ستكون حجم التجارة العابرة للقناة 3500 مليون طن فى ذلك الوقت وهو أكبر من السعة الاستيعابية لقناة السويس بعد تطويرها وازدواجها الأمر الذى يجعل قناة السويس تحتفظ بحصة من التجارة العالمية تغطى سعتها الاستيعابية.
ملمح النشاط البحرى فى طريق القطب الشمالى عام 2020:
وقال “قدور” إن عدد السفن التي عبر ت الطريق القطبي بلغت 340 قامت بعدد 2905 رحلات بين موانئ القطب الشمالى وبين دول آسيا وشمال غرب أوروبا، تأتى فى المقدمة سفن البضائع العامة تليها ناقلات البترول ثم سفن الغاز المسال.
وبلغ عدد رحلات عبور طريق القطب الشمالى من الشرق إلى الغرب أو العكس 64 رحلة 25 رحلة من الشرق إلى الغرب و39 رحلة من الغرب إلى الشرق،وهناك نشاط مكثف لإنشاء وتحديث البنية التحتية وإنشاء محطة لتصدير البترول بطاقة 30 مليون طن مرحلة أولى تزداد إلى 100 مليون طن، بجانب إنشاء محطة لإسالة الغاز بطاقة 19,8مليون طن Artic LNG 2.
بالإضافة إلى إنشاء محطتين لإعادة التصدير عند مدخلى الطريق ميناء مبرمسك غربا وميناء كمشتاكا فى أقصى الشرق الروسى ليتم التصدبر منهما على سفن عادية.
نظرة على البضائع المنقولة عبر طريق القطب الشمالى عام 2020
وبلغت كمية البضائع المنقولة عبر طريق القطب الشمالى 32 مليون طن يمثل البترول ومنتجاتة والغاز المسال 86% حيث تم تصدير 18.9 مليون طن والبترول الخام 7.5 مليون طن ومكثفات غازية مليون طن وبضائع عامة 3.5 مليون طن تمثل 11% من البضائع المنقولة ومنتجات بتروليه 0.6 مليون طن وفحم 0.3 مليون طن تمثل 2%و1% على الترتيب .
مستقبل النقل البحرى فى طريق القطب الشمالى
وقال “قدور ” في العرض التقديمي أمام الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس إن مستقبل النقل البحرى فى القطب الشمالى يتوقف على مجموعة من العوامل أهمها احتياجات العالم للطاقة والثروات المعدنية التى يحتويها القطب والطلب المتنامى عليها ومعدل تسارع حدوث المتغيرات المناخية وذوبان الجليد والقدرة على التغلب على المعوقات التى تعوق استخدام الطريق مثل ضعف البنية التحتية والتشريعات الحاكمة للملاحة وعدم وجود نظم للإرشاد الملاحى وتسجيل وتتبع السفن، و ارتفاع رسوم العبور، وكذلك ارتفاع قيم التأمين.
وسوف تلعب استكشفات الثروات والبترول والغاز الدور الرئيسى لتطوير البنية التحتية اللازمة للملاحة فى القطب ومن المتوقع أنه فى المرحلة الأولى حتى عام 2035 ستكون معظم البضائع المنقولة على هذا الطريق هى الخامات والبترول والغاز المستخرج من المنطقة إلى السوق العالميية، بالإضافة إلى أنه طبقا لاستمرار انحسار الجليد بعد عام 2045 سيكون الإبحار بعيدا عن السواحل وستتمكن السفن الكبيرة من استخدام الطريق وسوف يلعب دورا متزايدا فى نقل التجارة العالمية بين آسيا وأوروبا ويلاحظ أنه خلال تلك الفترة سيكون قد تم حل جميع العقبات التى كانت تحول دون استخدام هذا الطريق من إنشاء بنية تحتية مناسبة ووسائل للرصد ومتابعة وإرشاد السفن.
كما ستكون التقديرات للظروف المناخية على المدى الطويل والقصير متاحة كذلك ستكون جيع النزاعات على الحدود البحرية قد تم حلها وإن القوانين والتشريعات الحاكمة لاستخدام الطريق واضحة ومستقرة وملزمة وسوف يصبح هذا الطريق منافسا لقناة السويس اعتبارا من عام 2050 وإن السفن العاملة على هذا الطريق سوف تبحر بدون الحاجة الى مساعدة مكسرات الجليد ولن تبحر بنظام القوافل التى تتقدمها مكسرات الجليد نتيجة التطورات التكنولوجية فى بناء السفن ذات البدن المقاومة للجليد وتكون قواعد المنظمة العالمية للبحار” IMO” الخاصة بالإبحار فى المياه المغطاة بالجليد ملزمة وهى تغطى قواعد تصميم وبناء ومعدات السفن وكذلك التدريب والبحث والإنقاذ والانبعاثات الضارة بالبيئة وتكون منظومة الأقمار الملاحية تغطى منطقة القطب الشمالى بالكامل وسوف تقوم بتقديم البيانات والخرائط والمسارات الملاحية والتنبؤات الجوية طبقا للأزمنة الحقيقية للإبحار ويصبح هذا الطريق هو أقصر الطرق بين آسيا وشمال غرب أوروبا.
الإجراءت التى يجب أن تقوم بها مصر والدول المستفيدة من طريق قناة السويس
و أكد عضو مجلس إدارة قناة السويس الأسبق، ضرورة تنفيذ مشروع ازدواج القناة حتى تستطيع استيعاب حركة التجارة العالمية المتنامية والاحتفاظ بنسبتها التى تقدر بـ 10% ومن المتوقع أن تصل كمية البضائع العابرة للقناة عام 2050 إلي 3500 مليون طن بينما بلغت فى عام 2020 نحو 1100مليون طن أى أن حجم التجارة العابرة للقناة سيتضاعف ثلاث مرات، ومن الجدير بالذكر أن هذه الكمية العابرة من البضائع تمثل 60%من الطاقة الاستيعابية للقناة حاليا.
وأضاف أنه يستلزم خلق تكتل اقتصادى لدول الخليج العربى والدول العربية وتركيا وإيران والهند وباكستان ودول شمال افريقبا لتكون مراكز للتصنيع العالمى بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى حتى تكون مركزا لتوليد البضائع والتصدير للسوق العالمية عن طريق قناة السويس.
ويبلغ تعداد التكتل الاقتصادي المقترح المستفيد من طرق قناة السويس 2868 مليون نسمة عام 2050(30.9% من تعداد العالم) وتصل مساهمته في الناتج القومي العالمي لحوالي 20% من الناتج العالمي عام 2050.
وطالب “قدور” بضرورة إنشاء شركة ملاحية عالمية واندماج جميع شركات الملاحة العربية فيها ليكون لها دور فاعل فى سوق النقل البحرى وتحديد مسارات نقل التجارة العالمية مع تعظيم التجارة البينية بين دول التكتل الاقتصادى الأمر الذى يؤدى لزيادة البضائع المنقولة عبر القناة.
وإنشاء خطوط أنابيب لنقل البترول ومنتجاته بمحازة قناة السويس لاستيعاب زيادة البضائع المنقولة المارة بقناة السويس حيث إن ازدواج قناة السويس لن يستطيع استيعاب جميع البضائع والتى تقدرب 3500 مليون طن عام 2050 مع ضرورة انضمام مصر إلى مجلس القطب الشمالى كعضو مراقب لتتيع جميع التطورات التى تحدث فيه .
ويقع القطب الشمالى فى مركز الدائرة القطبية الشمالية للكرة الأرضية و هو محاط بأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية ويتصل بالمحيط الهادى عبر مضيق برينج، كمايتصل مع المحيط الأطلسى عبر بحر “جرينلند”، ويحيط بالقطب الشمالى كل من روسيا وأمريكا وكندا والنرويج و الدنمارك.
وجدير بالذكر أن الصالون البحري تأسس في أغسطس 2012، وهو أحد والذي يضم نخبة متميزة من المهتمين بالمجال البحري والأعمال البحرية، والاقتصاد والثقافة وشتى العلوم الاجتماعية بهدف تسليط الضوء على الاقتصاد المرتبط بالبحر ونشر الثقافة البحرية باعتبار مصر دولة بحرية في المقام الأول ومشاركة منهم في النهضة التي تنشدها البلاد.