وجه الدكتور صالح الشيخ، رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، التهنئة للعاملين بالجهاز الإداري للدولة بشكل عام، والعاملين بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بشكل خاص، وذلك في كلمته بمجلة التنمية الإدارية التي صدرت عن الجهاز، بمناسبة اليوم العالمي للخدمة العامة.
وجاء نص الكلمة:
زميلاتي وزملائي الأعزاء موظفو الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، والعاملون بالجهاز الإداري للدولة..
في اليوم العالمي للخدمة العامة، أتوجه إليكم بعظيم الشكر والتقدير والامتنان لجهودكم الكبيرة التي تبذلونها للارتقاء بالخدمات العامة التي تقدمونها، فكل عام وأنتم وأسركم الكريمة ومن تحبون بخير وفي خير، وكل عام وأنتم ذخرا لوطننا، كل عام وأنتم ركيزة تقدمه، كل عام وأنتم الحصن الحصين لاستقراره وتنميته.
أذكركم وأذكر نفسي بأن الكتاب يبدأ بكلمة، والانجاز يبدأ بحلم، ففي عام 2014 كان لدينا حلم بأن نرفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة، ووضع الرئيس عبد الفتاح السيسي الإصلاح الإداري على أجندة أولويات الحكومة تاليًا الإصلاح الاقتصادي والصحي والتعليمي والثقافي.
ولعل في كلمات الوزيرات والوزراء الكثير والكثير مما تم إنجازه في كل مجال من المجالات، وبالتركيز على الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، نذكر ببعض من أعمال الجهاز، حيث قمنا بتدريب أكثر من 76 ألف مستفيد من الموظفين المرشحين للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة، بالتعاون مع الجهات المعنية، وقمنا بإطلاق النسخة المطورة من بوابة الوظائف الحكومية https://jobs.caoa.gov.eg/ والمخصصة لنشر إعلانات الوظائف الشاغرة في الجهاز الإداري للدولة، ويمكن التقديم عبرها إلكترونيًا وبالمجان لكافة جهات الدولة، وانتهينا من إنشاء مركزا لتقييم القدرات والمسابقات وفقا لأحدث النظم العالمية، شرفه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بالافتتاح في 9 يوليو 2019، وتم تقييم أكثر من 78 ألف متقدمًا لشغل وظائف بالجهاز الإداري للدولة، أو الحصول على منح دراسية، أو لتحديد الاحتياجات التدريبية، إلى جانب شغل عضوية المجالس الاستشارية حتى تاريخه.
في سياق آخر، انتهى الجهاز أيضا من وضع هيكل تنظيمي جديد لنحو 26 وزارة؛ هيكل يتسم بالكفاءة والمرونة ويلبي متطليات العمل الإداري بالوزارات في المرحلة القادمة.
وتم استصدار قرارات رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الخاصة بجدول الوظائف لكل منها، إلى جانب استحداث هياكل تنظيمية لأول مرة لعدد من الوحدات الحكومية المستحدثة كالهيئات الطبية والصحية الجديدة، بجانب تحديث هياكل تنظيمة أخرى لهيئات وأجهزة حكومية.
كما قمنا بميكنة العديد من الخدمات التي يقدمها الجهاز، كالاستعلام عن أحقية الموظف في الترقية من عدمه، وانتهينا من إنتاج سلسلة فيديوهات لتبسيط مواد قانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016، وهي نتاج جهد كبير وعظيم بذله زملاء لكم من موظفي الجهاز بداية من كتابة السيناريو أو الاسكريبت والتدقيق القانوني واللغوي وأعمال الانيميشن والاخراج، وذلك بجانب عملهم، ولم ننس زملاءنا من ذوي الإعاقة حيث تم تدعيم الفيديوهات بلغة الإشارة.
وبأيدي أبناء الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة أيضا، تم تحويل أكثر من 13 مليون مستند ورقي إلى صيغة إلكترونية قابلة للبحث، وذلك في إطار مشروع الذاكرة المؤسسية الرقمية الذي ينفذه الجهاز استعدادا للانتقال للعاصمة الإدارية بدون أوراق، كما انتهى من الربط الإلكتروني مع أكثر من 285 جهة حكومية، باستخدام منظومة التواصل المؤسسي الرقمي، وتم الاستغناء عن التراسل الورقي بينهم وبين الجهاز.. كما أوشك الجهاز على تطبيق منظومة العمل الداخلي الرقمي لتشمل جميع الإدارات المركزية.
وفي يوم الخدمة العامة العالمي لهذا العام، نحتفل بإجراء التجارب النهائية قبيل إطلاق منظومة المساعدة الذكية للجهاز الإداري للدولة “كيمت”، والتي من المقرر أن تطلق تجريبيًا على صفحة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وتطبيق المحادثات النصية “واتساب”، وستقوم كيمت بالرد على استفسارات المواطنين والموظفين بشأن قانون الخدمة المدنية، وسيتم في مراحل لاحقة تزويد التطبيق بمعلومات عن موضوعات أخرى، وسيبدأ التواصل مع كيميت كتابة إلا أنه من المخطط أن يتم التواصل في وقت لاحق شفاهة.
كما نضع اللمسات النهائية للمرحلة الأولى أيضا من منظومة إدارة التدريب Learning Management System ( L.M.S )، والتي ستكون بمثابة منصة إلكترونية لتوفير البرامج والدورات التدريبية للموظفين بالجهاز الإداري للدولة “اون لاين” ، ويمكن للموظف الالتحاق بالبرنامج التدريبي والحصول على شهادة اجتيازه إلكترونيا أيضا، إلى جانب إمكانية إضافتها في الملف الوظيفي الإلكتروني الخاص به والموجود نسخة منه لدى الجهاز وأخرى لدى جهة عمله.
نؤمن كل الإيمان، وعلى العكس مما يقال هنا وهناك من أقوال لا سند لها من منطق ولا دليل عليها من علم، بأن الجهاز الإداري للدولة مليء بالأكفاء القادرين على القيام بأعمالهم على الوجه الأكمل، وأن هناك الكثير والكثير ممن يعملون بدأب وإخلاص وتفان… ولم يتوقف تقديم الخدمات العامة في البلاد في أصعب الظروف، ولعل عمل الكوادر الطبية وغيرهم في فترة جائحة كورونا يعد مثالاً جليًا على ما نقول.. فكل الشكر والتقدير لموظفي الإدارة العامة في مصر.
لكن تجدر المسارعة بالتذكير بأننا لا زلنا أيضًا في حاجة إلى بذل مزيد من الجهد من أجل تحقيق الغاية التي وضعتها خطة الإصلاح الإداري والمتمثلة في رضاء المواطنين من خلال تقديم خدمات أفضل للجميع… فرضاء المواطن هو المقصد والهدف.
زميلتي العزيزة .. زميلي العزيز، نمضي وتمضي السنين والأيام ويبقى ما صنعت أيدينا، فأحسنوا صنع ما ائتمنتم عليه، فمصالح المواطنين أمانات لدينا، وأذكر نفسي وأذكركم ببذل المزيد من الجهد، الذي نسأل الله عز وجل أن يجعله خالصا لوجه وأن يتقبله منا، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.”