قال المهندس شمس الدين يوسف العضو المنتدب لشركة الشمس للمقاولات، إن شركته تستهدف تحقيق حجم أعمال يصل إلى 3.5 مليار جنيه خلال العام الحالى، مع التركيز على التوسع الخارجى، خاصة فى ليبيا والعراق، إلى جانب استمرار نشاطها داخل مصر.
وكشف يوسف فى تصريحات خاصة لـ “المال” عن التأثيرات المتصاعدة لزيادة أسعار الوقود مؤخرًا على قطاع الإنشاءات والمقاولات، مؤكدًا أن أى زيادة بنسبة %10 فى أسعار الوقود تنعكس مباشرة بزيادة تقدر بـ%5 فى التكلفة الإجمالية لأعمال الإنشاءات.
وأوضح أن الزيادة الأخيرة فى أسعار المحروقات، التى تراوحت ما بين %13 إلى %15، أدت إلى ارتفاع فعلى فى تكلفة التنفيذ بنسبة تصل إلى %7، ما يضع عبئًا إضافيًا على كاهل شركات المقاولات العاملة فى السوق، خاصة فى ظل التزاماتها المستمرة بإتمام المشروعات ضمن الجداول الزمنية المحددة.
وأشار إلى أنه فى ظل هذا الوضع، فأن العديد من شركات المقاولات اضطرت إلى اللجوء إلى حلول مؤقتة لتوفير السيولة، من أبرزها بيع بعض الأصول التى تمتلكها، من أجل استكمال تنفيذ المشروعات القائمة، فى محاولة للحفاظ على استمرارية الأعمال وتفادى التعثر أو التوقف الكامل.
وأضاف يوسف أن المشروعات التى تُنفذ لصالح القطاع الخاص تتيح مرونة نسبية، إذ يتم الاتفاق على إعادة تسعير مواد البناء فى ضوء المستجدات، مما يخفف من حدة الخسائر ويقلل من تأثير التقلبات السعرية.
وأوضح أنه فيما يخص المشروعات الحكومية، فالوضع أكثر تعقيدًا، حيث أن فروق الأسعار التى تُقرها الجهات الرسمية لا تغطى فى الوقت الراهن سوى نحو %70 فقط من التكلفة الحقيقية للزيادات، وهو ما يفاقم من الأزمة.
وشدد يوسف على ضرورة إصدار قانون جديد أكثر مرونة، يأخذ فى اعتباره المتغيرات الاقتصادية السريعة ويوفر آليات فعّالة لدعم شركات المقاولات، سواء من خلال تسهيلات مالية أو عبر معالجة عادلة لفروق الأسعار تضمن استمرار تنفيذ المشروعات القومية دون الإضرار بالمقاولين.
وبين العضو المنتدب لشركة الشمس للمقاولات ، أن الزيادات المتتالية فى أسعار الوقود ومواد البناء خلال السنوات الأخيرة، أدت إلى تهديد حقيقى لبقاء شريحة كبيرة من شركات المقاولات، التى باتت غير قادرة على مجاراة الضغوط المالية، ما قد يُنذر بتوقف عدد من المشروعات التنموية إذا لم يتم التدخل بتشريعات عاجلة لإنقاذ القطاع.
وفى سياق متصل، أنهت شركة الشمس للمقاولات نزاعًا مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ممثلة فى جهاز مدينة طيبة الجديدة، بسبب تأخر صرف فروق أسعار عن مشروع سكنى نفذته بالمنطقة الصناعية بالمدينة، بلغت قيمته أكثر من مليونى جنيه، بحسب مستندات رسمية.
وتعود تفاصيل الأزمة إلى تنفيذ أعمال إسكان ومرافق بنظام المقاولة، حيث أنهت “الشمس” الأعمال المطلوبة، ثم تقدمت بطلب لصرف فروق الأسعار الناتجة عن ارتفاع تكلفة التنفيذ، فى ضوء الزيادات الكبيرة بأسعار مواد البناء والوقود.
ووفقًا لتقارير الأمانة الفنية للجنة العليا للتعويضات، فإن الشركة تقدمت بكامل المستندات التى تثبت أحقية صرف الفروق، بينما لم يستجب جهاز المدينة لطلباتها.
وأوصت اللجنة بصرف تلك الفروق من المستخلصات المالية الخاصة بالمشروع بعد مراجعتها، وتحميلها على الجهة الحكومية، وليس الشركة، وهو ما أيدته اللجنة الفنية بالجهاز المركزى للتعمير، مطالبة بسرعة تنفيذ التوصيات لإنهاء النزاع وضمان سير العمل فى المشروعات دون عرقلة.
وفيما يخص الأداء السابق، أوضح المهندس شمس فى تصريحات سابقة لـ«المال» أن شركة الشمس للمقاولات حققت فى عام 2023 حجم أعمال بلغ نحو 3.3 مليار جنيه، مقارنة بنحو 1.5 مليار جنيه فى عام 2022، مؤكدًا أن الزيادة الكبيرة تعكس ارتفاع تكلفة التنفيذ نتيجة التضخم وغلاء الأسعار، وليس نتيجة توسع فعلى فى حجم الأعمال أو المساحات المنفذة.
وشدّد على وجود فارق كبير بين حجم الأعمال المنفذة وقيمتها المالية، مشيرًا إلى أن سعر طن الحديد بلغ فى العام الماضى نحو 47 ألف جنيه، ما ساهم فى رفع التكلفة العامة للمشروعات دون أن يعنى ذلك زيادة فى الإنتاجية أو نطاق التنفيذ.
وفيما يتعلق بالمشروعات الجارية، أشار إلى أن “الشمس للمقاولات” تتولى تنفيذ عدد من الأعمال بالتعاون مع جهات حكومية، من بينها مشروع جامعة المنصورة الجديدة، حيث تقوم بإنشاء مبانى كليتى الصيدلة والعلوم، بالإضافة إلى تنفيذ المرافق الداخلية من طرق وكهرباء ومياه وصرف صحى داخل موقع الجامعة.
كما أشار إلى تعاون الشركة مع جامعة كفر الشيخ فى تنفيذ مشروع مستشفى الجامعة، والذى يشمل مبنى العيادات، ومستشفى الطوارئ، ووحدة الكبد، لافتًا إلى أن الشركة توازن فى محفظة مشروعاتها بين القطاعين الحكومى والخاص.
وعلى صعيد القطاع الخاص، تواصل “الشمس للمقاولات” تنفيذ أعمالها فى مشروع “جايا” التابع لشركة الأهلى صبور للتطوير العقارى، بالساحل الشمالى، وهو مشروع ضخم مقام على مساحة تبلغ 280 ألف متر مربع، بإجمالى استثمارات تصل إلى 9 مليارات جنيه، ويقع فى الكيلو 196 بمنطقة رأس الحكمة، بالقرب من مدينة العلمين الجديدة ومفاعل الضبعة النووى.