
يعتبر
قطاع المقاولات الفائز الأكبر من تكليف المهندس إبراهيم محلب، بحقيبة
الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، منطلقًا من الخلفية العريضة التى
يتمتع بها في مهنة المقاولات، حيث عمل بشركة المقاولون العرب لمدة 40
عامًا، منها 11 عامًا لمجلس إدارتها.
وأوضحت قيادات القطاع أن
هذه الفترة الطويلة التى قضاها محلب فى المهنة مكنته من التعرف عن كثب على
المشكلات التى تواجه الشركات، والسبل المثلى للتغلب عليها، وهو ما بث روح
التفاؤل فى أوصال القطاع وشركاته بأن القادم أفضل من عامى الثورة.
قال
المهندس صفوان السلمى، رئيس الشركة القابضة للتشييد، التى تضم تحت رايتها
20 شركة، إن اختيار المهندس إبراهيم محلب لتولى حقيبة الإسكان لهو اختيار
صائب، وينطوى على إيجابيات عدة على قطاع المقاولات، لما يتمتع به من خبرات
عريضة تتجاوز الـ40 سنة فى قطاع المقاولات، ووصفه بأنه وزير من داخل مطبخ
المقاولات.
وأضاف أن هذه الفترة الطويلة التى قضاها محلب فى أكبر
شركة مقاولات فى مصر سمحت له بالتعرف على جميع خبايا القطاع، والمشكلات
التى تواجهه، بل تجرع هو شخصيًا الآثار السلبية لهذه المشكلات، وهو ما لم
يتوفر عند أغلب الوزراء السابقين الذين كانوا يعلمون عن مشكلات شركات
المقاولات من خلال الحديث مع قادته فقط.
وأوضح أن أبرز المشكلات
التى يتعين على الوزير الجديد البدء بها هى زيادة حجم العمل المعروض فى
القطاع، وذلك من خلال زيادة الاعتمادات المالية المخصصة لمشروعات البنى
التحتية والأساسية، لافتًا إلى أن هذا الإجراء لن ينعكس فقط بالإيجاب على
شركات المقاولات، ولكن سيعود بالنفع على جميع قطاعات السوق، وسيعمل على
تنشيط الاقتصاد بصورة عامة، لأن قطاع المقاولات هو قاطرة النمو، وترتبط به
60 مهنة وصناعة ويعمل على توظيف ما يقرب من 6 ملايين عامل.
فى
الإطار نفسه قال المهندس نهاد رجب، رئيس مجلس إدارة شركة سياك القابضة، إن
كون وزير الإسكان يمتلك خبرات وخلفية عريضة بقطاع المقاولات يساعد بقوة على
تنشيط القطاع والتوصل إلى حلول لجميع المشكلات التى تواجهه.
وأضاف
أن رئاسة محلب لشركة المقاولون العرب لمدة 11 عامًا تقريبًا سمحت له بتكوين
علاقات قوية للغاية من الأطراف الفاعلة فى أسواق البناء والتشييد بالدول
الأفريقية، وهو ما سيسمح له باستغلال هذه العلاقة فى فتح أسواق خارجية ليس
فقط لشركة المقاولون، ولكن لجميع شركات القطاع، والحصول على تيسيرات وعقد
بروتوكولات تعاون، بما يزيد من حجم المشروعات المطروحة أمام المقاولين،
وتعويض تراجعه على المستوى المحلى، وهو ما سينعكس على الاقتصاد الكلى
بالإيجاب بسبب خفض حجم البطالة، خاصة أن مشروعات المقاولات تكون من
المشروعات كثيفة العمالة، كذلك زيادة رصيد مصر من العملة الصعبة.
وألمح
إلى أن محلب تمتد خبراته فى المجال العقارى والإسكانى ومواد البناء وأرجع
ذلك لدخول شركة المقاولون العرب فى جميع أنواع المشروعات وامتلاكها شركات
منبثقة عنها أو تمتلك أسهمًا فيها تعمل فى هذه المجالات.
وأضاف أن
محلب يمتلك أيضًا خبرات فى مجال المرافق، لا سيما المياه والصرف الصحى، بما
يجعله قادرًا على قيادة شق المرافق بالوزارة على أكمل وجه، علاوة على
استغلال علاقته الخارجية فى الحصول على تمويل لهذه المشروعات، أو جذب
الاستثمارات إليها.
وعلى صعيد المشكلات التى تواجه القطاع، قال رجب
إن أبرز المشكلات التى يجب أن يسعى محلب فيها وبقوة هى استعادة جميع
مستحقات شركات المقاولات المتأخرة لدى أجهزة الدولة، خاصة بعد تسببها فى
أزمة حادة فى السيولة المالية للعديد من الشركات التى لا تمتلك رصيدًا
احتياطيًا، ومن المتعارف عليه فى مهنة المقاولات أن السيولة هى روح
المقاولات، ولا تستطيع أى شركة العمل دونها، لأن طبيعة المهنة تعتمد على
المكسب الآجل بعد انتهاء المشروع، بل يقوم المقاول بتنفيذ أجزاء كبيرة من
المشروع من موارده الخاصة لحين الحصول على مستحقاته.
ولفت إلى أن
هناك مشكلة أخرى تعانى منها الشركات وهى عقود المقاولات حيث تدخل أغلب
العقود المبرمة بين الجهات الإدارية وشركات المقاولات تحت بند المتعنتة،
موضحًا أن كون القائم على رأس الجهة الإدارية مقاولاً بالأصل يساعده على
التعرف على البنود التى تظلم المقاول ومحاولة تعديلها بما يحافظ على حقوق
وواجبات كل من طرفى العقد.
ومن جانبه وصف سعد فرج، نائب رئيس مجلس
إدارة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء تكليف المهندس إبراهيم محلب،
وزيرًا للإسكان بأنه نصر لقطاع المقاولات، ويعكس بدء تعرف المجتمع على
أهميته والذى ظل لسنوات طويلة مصحوبًا بصورة ذهنية سيئة، وأن المهنة تفرض
على من يعمل بها أن يكون من المتلاعبين.
وقال فرج إن محلب والذى كان
ضمن مجلس إدارة الاتحاد لأكثر من 10 سنوات، لم تنقطع اتصالاته عن الاتحاد
حتى بعد تركه ليرأس شركة المقاولون العرب وسفره للسعودية، لافتًا إلى اتصال
هاتفى جرى بينه وبين محلب صباح يوم حلفه اليمين، وأكد له محلب عزمه عقد
اجتماع عاجل للاتحاد لمواصلة جهود حل مشكلات القطاع وانتشاله من حالة
الركود التى يغرق فيها.
وألمح إلى أنه لمس من العديد من شركات
المقاولات الأعضاء بالاتحاد روح تفاؤل وإصرارًا على العودة للعمل بحماس،
بعد علمهم بتولى محلب حقيبة الإسكان والمرافق وذلك توقعًا منهم بحل
مشكلاتهم ووجود حام لهم فى وجه تعقيدات الجهات الإدارية.
وأوضح أن
أبرز المشكلات التى يتوجب على محلب البدء فيها، هى مجابهة حالة الكساد
والركود التى يعانى منها القطاع، وذلك من خلال زيادة حجم الأعمال المطروحة
على الشركات، وفتح أسواق خارجية بما يعمل على تشغيل أعداد غفيرة من العمالة
وهو ما سينعش الاقتصاد المصرى بصورة عامة.