جمعت الشركات الناشئة في أفريقيا تمويلات قياسية بقيمة 5.3 مليار دولار في 2022، وقد يصعب تحقيقه مجدداً، إذ يؤدي تزايد الركود في أرجاء صناعة التكنولوجيا إلى تقليل ضخ التمويل، بحسب وكالة بلومبرج.
ارتفع حجم الاستثمار بالشركات الناشئة بأفريقيا في 2022، بمقدار 100 ألف دولار مقارنة بـ2021، قفز عدد الصفقات 20% إلى 964 صفقة، وفقاً لبيانات جمعتها شركة “بريتر بريدجس” التي تتابع الاستثمارات في الشركات الناشئة الأفريقية.
تمويلات الشركات الناشئة في أفريقيا
قال داريو جولياني مدير شركة “بريتير بريدجس”: “هناك بعض العلامات التحذيرية، حيث جاءت الصفقات الضخمة مدفوعة إلى حد كبير من جانب مستثمرين أجانب من خارج أفريقيا أكدوا التزامهم.. هناك خطر يتمثل في أن إجمالي السيولة المخصصة لتمويل النمو قد تكون محدودة في 2023”.
قادت الصناديق العالمية مثل “سيكويا كابيتال” و”تايغر غلوبال” (Tiger Global) وشركة العملات المشفرة المفلسة “إف تي إكس” (FTX) أكبر الاستثمارات في الشركات الناشئة الأفريقية على مدى السنوات القليلة الماضية.
لكن مع ظهور شبح الركود لدى العديد من الدول الغربية وتسارع خفض الوظائف لدى شركات التكنولوجيا – تسرح “أمازون” أكثر من 18 ألف موظف- قد تختار شركات الأسهم الخاصة وشركات رأس المال الجريء الاحتفاظ بالسيولة النقدية.
قال ويليام سونبورن المدير العالمي للتكنولوجيا المتطورة والصناديق لدى مؤسسة التمويل الدولية إن تقييمات شركات التكنولوجيا منخفضة، وأضاف:
“الشركات الخاصة ليست محصنة إزاء تقييم الشركات المماثلة المدرجة في أسواق المال. أتوقع هبوط عنيف في تقييم الكثير من جولات تمويل الشركات الناشئة البارزة في القارة خلال العام الجاري”.
ألمح سونبورن إلى أنه في حين أن أكثر من ثلث تمويل الشركات الناشئة بأفريقيا كان موجهاً لقطاع التكنولوجيا المالية خلال 2022، فإن اتجاه ضخ التمويل آخذ في التغير. متوقعاً جذب قطاعات التكنولوجيا الصحية والمناخ وتكنولوجيا الزراعة الاستثمارات خلال العام الحالي.
تحديات الحصول على التمويلات
تركّز الاستثمار لدى أربع من الأسواق الأكثر تطوراً بالقارة- وهي مصر ونيجيريا وكينيا وجنوب أفريقيا- والتي تواجه تحديات اقتصادية من تباطؤ النمو إلى انخفاض قيمة العملة. قد تؤثر تلك التحديات على فرص التمويل، وفقاً لما ذكره داريو جولياني مدير شركة “بريتير بريدجس”.
انخفض الجنيه المصري إلى مستوى قياسي، ويترنح الاقتصاد النيجيري تحت وطأة الديون المتزايدة وضعف العملة. كما انخفضت قيم عملات غانا وكينيا.
قال سونبورن: “خلال عام 2021، تم تشجيع الشركات على النمو بأي ثمن، إلا أنها تركز الآن على الحفاظ على السيولة، وتقليل معدل الهدر وتأخير جولاتها التمويلية التالية لأطول فترة ممكنة”.
تراجعت أسهم شركة “جوميا تكنولوجيز” الناشئة في أفريقيا، المتداول أسهمها في نيويورك، بنحو 68% خلال الـ12 شهراً الماضية، واستقال مؤسسو الشركة في نوفمبر 2022.
تأثرت “شيبر كاش” (Chipper Cash) و”ويف” (Wave) أيضاً بانهيار “إف تي إكس” التي استثمرت في كلتا الشركتين وأسسها بانكمان فريد.