المال ـ خاص:
مع تراجع القوة الشرائية نتيجة ارتفاع الأسعار وفقدان العملة الكثير من قيمتها، بدأت الشركات الكبرى الاعتماد على الدعاية المشتركة، أملا فى تحريك مبيعاتها من جهة، وتخفيض ميزانياتها الإعلانية من جهة أخرى.
وشهدت الفترة الأخيرة اهتماما متزايدا بفكرة الدعاية المشتركة بين أكثر من منتج تتبع شركات مختلفة، حيث قدمت «كنتاكى» حملة مشتركة مع «فودافون»، و«كوك دور» أيضا مع «فودافون»، وأطلقت شركتى «ليبتون» و«كنور» حملة إعلانية مشتركة لشهر رمضان تحت شعار «كمل كرمك»، وغيرهما من الشركات التى قدمت عروضًا وتخفضيات على منتجات أخرى فى حال شراء منتجها.
قال المهندس خالد حجازى، رئيس قطاع الشئون الخارجية والقانونية بشركة فودافون مصر، أن شركته استخدمت فكرة الدعاية المشتركة مع شركات أخرى مرات عديدة، موضحا أن فكرة الترويج المشترك ليست جديدة على الشركة، واستخدمت من قبل مع العديد من الشركات، ومنها إيريال وبيبسى، ومؤخرا مع كنتاكى ودومنيوز- بيتزا وكوك دور وغيرها.
وأضاف أن الهدف الأساسى من هذه النوعية من الدعاية هو التسويق المعتمد على تقديم ميزة للعميل يحبها أو يهتم بها.
وأشار إلى أن «فودافون» تختار اسم الشركة أو المنتج الذى تتعاون معه بناء على استطلاع رأى لأكثر المنتجات التى يفضلها الجمهور المستهدف من الحملة، وبناء عليه تحدد أى منتج تتعاون معه.
وقال حجازى إن الإنفاق الإعلانى مع الشركات التى تتعاون معها فودافون فى التسويق المشترك يختلف من شركة لأخرى، لافتا إلى أن لكل حالة اتفاقًا يختلف عن الأخرى بناء على المنتج وحجم الخصومات، فتكفلة الحملة تكون جزءًا من التكفلة الكلية للمشروع المشترك.
وأكد أن الدعاية المشتركة وسيلة جيدة تحقق أهدافها سريعا، إذا كانت قائمة على استطلاعات رأى لمعرفة ما يفضله الجمهور المستهدف منها.
ويرى الدكتور جمال مختار، رئيس مجلس إدارة وكالة «إسبكت» للدعاية والإعلان، أن الدعاية المشتركة والحملات الترويجية التى تعتمد على الاتفاق مع معلن آخر على تقديم عرض مشترك هى الحل الأفضل للانتشار بالسوق الإعلانية للكثير من الشركات، فى ظل ارتفاع الأسعار وتراجع القوة الشرائية مؤخرا، متوقعا اتجاه الكثير خلال الفترة المقبلة للاعتماد على هذا الأسلوب التسويقى.
وأضاف أن الحملات المشتركة بين أكثر من منتج لتقديم عروض ترويجية تعد من أكثر الوسائل فعالية، موضحا أنها أفضل بديل لعروض الخصومات، بعد أن أصبح العميل يبحث عن المنتجات التى تقدم عروضًا ترويجية أكثر من بحثه عن اسم المنتج، بسبب الغلاء.
وأشار إلى أن هذا الأسلوب الترويجى يتحمل تكلفته كلا الطرفين، ولكن الأكثر استفاده منه يتحمل النصيب الأكبر من تكلفة الإعلان، وقد يكون الاتفاق مع الطرف الآخر عبارة عن منتجات بدلا من دفع أموال مباشرة مقابل الترويج له.
فى سياق متصل، قال أحمد الشناوى، رئيس مجلس إداة وكالة Plan A للدعاية والإعلان، إن الدعاية المشتركة التى تجمع أكثر من معلن فى حملة إعلانية واحدة ليست جديدة، واستخدمت فى أكثر من قطاع من قبل.
وأضاف أن الشركتين يجب أن تكونا متكافئتين من حيث المكانة والمستوى، لكى ينجح كل طرف منهما فى استغلال الطرف الآخر فى تحريك مبيعاته.
وأكد أن المنتجَين يجب أن يخاطبا نفس الفئة، ولكن لا يشترط أن يكونا متقاربتين من حيث النوعية، حتى لا يؤثر أحد الطرفين على الآخر، ضاربا المثل بشركة فودافون التى نجحت فى عمل دعاية مع شركة مشهورة مثل كنتاكى.
ويرى الشناوى أن هذه النوعية من الدعاية تعد وسيلة بديلة للخصومات، ولكن بأسلوب وشكل آخر أقل تكلفة من الإعلان عن منتج واحد، مشيرا إلى أن الحملة يتحمل تكلفتها الطرفان بنسب متفاوتة بناء على اتفاق مسبق لأنها تروج لكليهما، ولكن قد يتفوق منتج على الآخر فى الحملة نفسها.
فى سياق متصل، يرى وليد حسين، مدير مبيعات شركة إيجيبت لينكس لإعلانات المحمول، أن الدعاية المشتركة وسيلة تسويقية تحقق هدفين فى آن واحد، إذ تقلل من التكلفة الإعلانية، وتساعد أيضا على تحريك مبيعات الطرفين، فعادة ما تتعاقد كلتا الشركتين على تقديم عرض من خلال منتجات الأخرى.
وأضاف أن الدعاية المشتركة ليست جديدة، ولكن بدأ استخدامها مؤخرا بشكل أكبر بسبب تراجع القوة الشرائية، مما أجبر البعض على البحث عن وسائل تغرى العميل وتقلل من تكلفة الحملة.
وتوقع حسين زيادة الاهتمام بمثل هذه النوعية من الدعاية خلال الفترة المقبلة بنحو %30، نظرا لفعاليتها فى تحريك المبيعات فى ظل ارتفاع الأسعار.
ويرى حسين أن اختيار منتجين لعمل دعاية وعروض مشتركة يلزمه دراسة أولية لتحديد اهتمامات الجمهور، وما إذا كان كلا المنتجين يخاطب نفس الفئة المستهدفة حتى تنجح فى تحقيق أهدافها.