الشركات العالمية تتنافس لعرض الطرازات الكهربائية الجديدة فى معرض بكين للسيارات

بعد افتتاحه مؤخراً وسط اجراءات احترازية مشددة

الشركات العالمية تتنافس لعرض الطرازات الكهربائية الجديدة فى معرض بكين للسيارات
أحمد شوقي

أحمد شوقي

5:50 ص, الأربعاء, 30 سبتمبر 20

كشفت شركة فورد ونيسان وبى إم دبليو عن طرازات كهربائية مخصصة للسوق الصينية أمس السبت، على هامش افتتاح معرض بكين للسيارات، مع تشديد ضوابط مكافحة الفيروسات التى تضمنت عقد مؤتمرات صحفية عبر الفيديو.

وفق تقرير نشرته وكالة أنباء أسوشيتد برس، يتطلع صانعو السيارات إلى الصين كأول اقتصاد كبير يبدأ فى التعافى من جائحة فيروس كورونا، لدفع المبيعات وتعويض الخسائر التى تقدر بمليارات الدولارات.

ويعد معرض بكين للسيارات، الذى تم تأجيله من مارس الماضى، أول معرض تجارى رئيسى لأى صناعة منذ بداية الوباء. ويعكس قرار الحزب الشيوعى الحاكم المضى قدماً فى إقامة المعرض، الثقة فى قدرة الصين على احتواء الوباء؛ الذى بدأ الانتشار من مدينة وهان الصينية فى ديسمبر 2019.

وقال يوشين جولر، الرئيس التنفيذى لشركة بى إم دبليو إيه جى فى الصين، للصحفيين الذين ارتدوا أقنعة لكنهم وقفوا جنبًا إلى جنب فى الحدث: «معرض بكين للسيارات 2020 هو رمز للأمل». وأشاد بالقطاع الطبى فى الصين معتبرًا أن العاملين فيه «أتاحوا لنا الاستمتاع بهذا الحدث واسع النطاق اليوم (السبت)».

أمرت السلطات بفرض قيود على الحشود فى المعرض، الذى جذب 820 ألف زائر فى آخر نسخة منه فى عام 2018؛ فحمل الموظفون لافتات تقول «تأكد من إرتداء الأقنعة».

عرض صانعو السيارات العالميون والصينيون العشرات من الموديلات الكهربائية، كجزء من سباق الصناعة للوفاء بالحصص التى تفرضها الحكومة الصينية لتعزيز التكنولوجيا.

تقدم الطرازات الكهربائية بمعدل تسارع أعلى من محركات البنزين المنافسة فى محاولة لجعل التكنولوجيا منتجًا رئيسيًا. حيث يعد البعض بمدى يصل إلى 600 كيلومتر (380 ميلاً)، أو بسرعات أعلى من المتوسط الذى تتيحه السيارات المزودة بخزان البنزين، لمكافحة ما يسميه البعض «قلق المدى»، أو خوف المستهلكين من نفاد الطاقة.

استضافت شركة فورد موتور الظهور الأول فى الصين لسيارتها الكهربائية بالكامل موستانج ماتش المنتمية لشريحة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، والتى تعد بتسارع من 0 إلى 100 كيلومتر فى الساعة (0 إلى 60 ميل فى الساعة) فى 3.5 ثانية.

عرضت شركة نيسان موتور سيارتها الكهربائية بالكامل من طراز أريا المنتمية لشريحة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات والتى قالت إنها يمكنها السفر لمسافة تصل إلى 610 كيلومترات (380 ميلاً) بشحنة واحدة.

قال الرئيس التنفيذى ماكوتو أوشيدا فى مؤتمر صحفى عقده عبر رابط فيديو من مقر نيسان فى يوكوهاما باليابان: «نحن بحاجة إلى التكيف مع السوق الصينية».

وأضاف أوشيدا أن الصين جزء أساسى من الجهود الجارية لإعادة نيسان إلى الأرباح بعد أن سجلت خسائر بقيمة 6.2 مليار دولار للسنة المنتهية فى مارس.

وتدعو هذه الخطة إلى إطلاق تسعة طرازات كهربائية فى الصين بحلول عام 2025، وفقًا للنائب الأول لرئيس شركة نيسان سوهى يامازاكى.

ورغم قرار فتح المعرض؛ بقى معظم مديرى السيارات الأجانب فى منازلهم بسبب قيود السفر التى تتطلب من الزائرين الذين يصلون إلى الصين من الخارج الخضوع للحجر الصحى لمدة أسبوعين حيث تبث العديد من العلامات التجارية أحداثها عبر الإنترنت للوصول إلى محررى قطاع السيارات فى الخارج.

عرضت بى ام دبليو سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات iX3 الكهربائية، والتى قال يوشين جولر، الرئيس التنفيذى لشركة بى إم دابليو إيه جى فى الصين إنها ستنتج فى مصنع فى شمال شرق الصين لبيعها فى جميع أنحاء العالم. كما عرضت الشركة لأول مرة سيارتها M3 سيدان وM4 كوبيه، مما يعكس الأهمية المتزايدة لسوق المنتجات الفاخرة فى الصين.

يريد الحزب الشيوعى أن يجعل الصين رائدة فى مجال السيارات الكهربائية عبر استخدم الإعانات وغيرها من أشكال الدعم لتحويلها إلى أكبر سوق للسيارات الكهربائية، وهى تستحوذ حاليا على حوالى نصف المبيعات العالمية. حيث أنهت بكين القيود المفروضة على الملكية الأجنبية لمنتجى السيارات الكهربائية فى 2018 لتحفيز المنافسة.

كما تضغط العلامات التجارية الصينية الجديدة والطموحة بقوة لتوسيع نطاق السيارات التى تعمل بالبطاريات لخلق سوق أوسع.

عرضت شركة جيلى أوتو، وشركة شنغهاى للصناعات الآلية المملوكة للدولة، نماذج تعد جميعها بأكثر من 500 كيلومتر (300 ميل) بشحنة واحدة.

تمضى العلامات التجارية الصينية أيضًا فى خططها للتصدير إلى الأسواق المتقدمة على الرغم من ضعف الطلب الأمريكى والأوروبى.

تعمل جاك للطاقة الجديدة، وهى وحدة تابعة للدولة على خطط للتصدير إلى أوروبا ولكنها لم تقرر بعد أى الأسواق تستهدفها، وفقًا لمدير العلاقات العامة، وو شينان. ويتضمن خط إنتاج تابع للشركة سيارة سيدان تعمل بالكهرباء الخالصة كما تم عرض سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.

يذكر أن الطلب على السيارات الكهربائية تراجع العام الماضى حيث بدأت بكين فى خفض الدعم الذى كان من المقرر أن ينتهى هذا العام، لكن المسئولين مددوه حتى عام 2022 على الأقل لمساعدة الصناعة على مواجهة الوباء.

تعمل شيرى، إحدى أكبر العلامات التجارية المستقلة فى الصين، على خطط لتصدير إحدى الطرازات الرياضية متعددة الاستخدامات تعمل بالبنزين إلى أوروبا الغربية، وفقًا لمديرها العام تشين جياكاى. وقال إنه تم إرسال نماذج إلى بعض الأسواق.

تعد معارض السيارات الكبرى فى الصين، التى تقام فى بكين وشنغهاى بالتناوب، من أكبر الأحداث فى الصناعة، حيث تجتذب صانعى السيارات العالمية وعشرات العلامات التجارية الصينية.

يأتى حدث هذا الأسبوع فى أعقاب معرض سيارات أصغر فى يوليو فى مدينة تشنغدو الغربية بمشاركة 120 عارضًا، أى ما يعادل حوالى %10 فقط من حجم معارض بكين وشنغهاى.

يذكر أن سوق السيارات فى الصين، وهى الأكبر فى العالم، قد انتعشت مبيعاتها بالفعل إلى مستوى أعلى مما كانت عليه خلال فترة ما قبل الوباء. حيث ارتفعت المشتريات بنسبة %6 فى أغسطس مقارنة بالعام السابق، فى الوقت الذى انخفضت المبيعات الأمريكية بنسبة %9.5.

وتبنت الحكومة الصينية العديد من إجراءات التحفيز مثل الخصومات الضريبية لجذب العملاء لاقتناء السيارات فى حين تقدم شركات صناعة السيارات الآن خصومات سخية بعدما علقت مؤقتًا العمليات وسط تفشى المرض.

السيارات الكهربائية 0

كما ارتفعت مبيعات السيارات المستعملة فى الصين بنسبة %4 فى يوليو الماضى مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، مع مواصلة السوق الصينية تعافيها التدريجى من تبعات وباء كورونا.

وفق تقرير لشبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية؛ تم بيع أكثر من 1.26 مليون سيارة مستعملة فى يوليو الماضى، بنحو 78 مليار يوان (11.4 مليار دولار أمريكى).

وبالنظر إلى النتائج الإجمالية لقطاع السيارات المستعملة خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يوليو الماضي؛ فقد انخفض عدد السيارات المستعملة التى تم تداولها ليصل إلى 6.78 مليون وحدة، بنسبة تراجع تقارب %16 وهى نسبة أقل من المعدل المسجل خلال النصف الأول بنحو %19.61.

وجاء هذا التراجع على خلفية التداعيات السلبية من فيروس كورونا خلال النصف الأول من العام.

ويستأنف المتسوقون فى أكبر سوق سيارات فى العالم عملية الشراء ببطء حيث تخفف الحكومة القيود المفروضة فى إطار مساعى الحد من انتشار كورونا، مما يزيد من التوقعات بأن الركود قد يقترب من نهايته.