الشركات الصينية تجازف بخسارة طموحاتها العالمية لمساندتها الغزو الروسى لأوكرانيا

أبرزها «على بابا» و«ديدى» و«تشاومى»

الشركات الصينية تجازف بخسارة طموحاتها العالمية لمساندتها الغزو الروسى لأوكرانيا
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

7:12 ص, الخميس, 24 مارس 22

تشعر الشركات الصينية بالحيرة إزاء الوقوف مع حكومة بكين فى دعمها للغزو الروسى لأوكرانيا، أو المخاطرة بالتخلى عن طموحاتها فى غزو دول العالم بمنتجاتها وخدماتها بسبب العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة والعديد من دول أوروبا والديموقراطيات الآسيوية.

وترى واشنطن أن رفض الرئيس الصينى تشى جين بينج إدانة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاعتدائه على أوكرانيا يعنى أن حكومة بكين لن تعترف أيضا بالعقوبات الغربية على الشركات والبنوك الأوروبية وتجميد الصادرات من موسكو وتوقف استخدام البنك المركزى لاحتياطيه الأجنبى.

وذكرت وكالة رويترز أن  حكومة بكين لا تريد قطع العلاقات مع موسكو لأنها تصدر لروسيا منتجات بلغت فى عام ماقبل وباء كورونا حوالى 50 مليار دولار ويمكنها الآن الاستفادة من بيع المزيد من السلع والخدمات مع توقف الشركات العالمية عن توريد المنتجات التكنولوجية والاستهلاكية لروسيا بسبب العقوبات.  

ومع ذلك تحاول الصين  البقاء على مسافة دبلوماسية واحدة من الحرب فى أوكرانيا واختارت الامتناع عن التصويت فى مجلس الأمن الدولى عند اجتماعه لإدانة الغزو الروسى ولكنها  تبذل جهودا  للسيطرة على «الآراء القوية» حول الصراع فى أوكرانيا على منصات وسائل التواصل الاجتماعى الصينية  لدرجة أن الزعيم الصينى «بينج» أكد أنه لا يوجد «حد» لعلاقة بكين المتطورة حديثا مع روسيا وإن كانت بكين لا تريد أن يراها العالم على أنها تدعم الحرب فى أوروبا، غير أنها تسعى أيضا إلى تعزيز العلاقات العسكرية والإستراتيجية مع موسكو.

وتعد الصين أيضا الشريك التجارى الأول لأوكرانيا، وترغب فى الحفاظ على علاقات جيدة مع كييف، ولكن قد يكون من الصعب تحقيق ذلك عندما يكون من الواضح أنها متحالفة بشكل وثيق مع الحكومة التى ترسل قواتها لتحارب شعب أوكرانيا، كما أن هناك أيضا احتمال حدوث انتكاسة تجارية للصين مع أوروبا الغربية إذا تم الحكم عليها بأنها تدعم العدوان الروسى.

وتحظى العديد من الشركات الصينية بروابط تجارية مع روسيا ومنها «على بابا» عملاق التكنولوجيا وأكبر شركة للتجارة الإلكترونية فى الصين وآسيا والتى تهيمن على حوالى %10 من التجارة الأونلاين فى روسيا  وتأمل فى زيادتها إلى %20 بحلول 2025 كما أن حصة شركة «تشاومى» للموبايلات السمارت بلغت %25 من سوق الهواتف الذكية فى روسيا.

وتخاطر شركات صينية بفقدان أسواقها فى آسيا ومنها «ديدى» عملاق تطبيقات سيارات الأجرة بتطبيقات الموبايلات والتى ألغت قرارها بالانصياع للعقوبات الغربية بعد أن اتهمتها مواقع التواصل الاجتماعى الصينية بأنها لا تدعم حكومة بكين. ورضخت الشركات الصينية للعقوبات الأمريكية ومنها شركتا «لينوفو» لأجهزة الكمبيوتر و«هواوى» اللتين تعرضتا لهجوم من الصين وواشنطن لعدم اتخاذهما أى موقف تجاه الغرب أو روسيا.

أما شركة «تيك توك» للتواصل الاجتماعى المملوكة لمجموعة «بايت دانس» الصينية فقد تعاونت مع قوانين الرقابة الجديدة فى روسيا بدلا من الخروج منها مما يعنى المخاطرة بخسارة السوق الأمريكية الأكثر أهمية لها حيث يشعر الساسة الأمريكيون بمخاوف من تأثير تطبيقات «تيك توك» الداعمة للغزو الروسى على الشباب الأمريكى الذى قد يساند الحرب على أوكرانيا.