Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

«الشرف الإعلامى» رقابة جديدة أم خطوة لضبط الأداء؟

«الشرف الإعلامى» رقابة جديدة أم خطوة لضبط الأداء؟
جريدة المال

المال - خاص

12:40 م, الثلاثاء, 5 مارس 13

كتبت ـ رحاب صبحى:

قرر وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود تشكيل لجنة لوضع ميثاق للشرف الإعلامى، يأتى ذلك فى وقت تصر فيه جماعة الإخوان المسلمين على إتهام الإعلام بأنه أحد أهم الأسباب وراء اضطراب أحوال الشارع المصرى، وكان من المفترض أن يخلى وزير الإعلام موقعه بعد صدور الدستور الجديد الذى نص فى المادتين 215 و216 منه على إنشاء مجلس وطنى للإعلام يكون مسئولاً عن إدارة الإعلام المصرى وهيئة وطنية للإعلام تصبح هى صاحبة الولاية على الإعلام الحكومى سواء الصحافة القومية أو الإعلام المرئى والمسموع فلماذا الإصرار على اللعب فى الوقت الضائع من أجل وضع ميثاق، هو فى النهاية غير ملزم قانونيا، بل قد تغيره المؤسسات الإعلامية الجديدة التى نص عليها الدستور، والتى من المنتظر إنشاؤها خلال الشهور القليلة المقبلة.

 
 صلاح عبد المقصود

كانت اللجنة التحضيرية لإعداد ميثاق الشرف الإعلامى قد عقدت اجتماعا بدعوة من وزير الإعلام، بمقر الوزارة منذ أيام لمناقشة العناصر اللازمة لإعداد الميثاق لرفع كفاءة الأداء الإعلامى ودعم المهنية فى المؤسسات الإعلامية كافة، وقررت اللجنة أن وضع ميثاق الشرف الإعلامى من قبل العاملين بمنظومة الإعلام المصرى سواء فى مجال إعلام الدولة أو الإعلام الخاص بما فى ذلك محطات الإذاعة والتليفزيون والصحف والإعلام الالكترونى.

حضر الاجتماع نخبة من أساتذة وخبراء الإعلام فى مصر وهم دكتور حسن مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة ودكتورة هويدا مصطفى، دكتور محمد بسيونى، دكتور عدلى رضا، دكتور محمد منصور هيبة، دكتور بسيونى حمادة، دكتور صفوت العالم، دكتور عادل عبدالغفار، دكتور خالد صالح الدين، دكتور حسن على، عميد معهد الإعلام، رئيس جمعية حماية المشاهدين والإعلامى عمر بطيشة، رئيس لجنة جودة المحتوى والمهنية بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون لإعداد هذا الميثاق، كما حضر الاجتماع إسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون وعدد من قيادات الاتحاد.

وقررت اللجنة دعوة كل عناصر إعلام الدولة المصرية من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والالكترونية والصحف القومية والحزبية والخاصة وممثلى لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة ونقابة الصحفيين للمشاركة فى وضع الميثاق.

وعن أعمال اللجنة قال دكتور حسن على، رئيس جمعية حقوق المشاهدين، عضو اللجنة التحضيرية لإعداد مقترح ميثاق شرف إعلامى، إنه قد تم عقد اجتماع ضم مجموعة من الإعلاميين وأساتذة الإعلام ليشاركوا فى وضع مسودة الميثاق شرف لعرضها على الجهات الإعلامية المختلفة كممثلى القنوات الفضائية الحكومية أو الخاصة وممثلى نقابة الصحفيين والصحف.

وعن تخوف الإعلاميين من أن وزير الإعلام «الإخوانى» هو الذى دعا لانعقاد هذه اللجنة، أكد على أن وزير الإعلام ليس رئيسا للجنة، ولا عضوا فيها وهو دعا اليها فقط، ولن يحضر اجتماعاتها، فاللجنة كانت برئاسة دكتور حسن عماد مكاوى، عميد إعلام القاهرة، وتضم مجموعة من الأكاديميون وخبراء وممثلى المجتمع المدنى وجمعية حقوق المشاهدين، ومن إعلام الدولة المخرج شكرى أبوعميرة رئيس التليفزيون وإسماعيل الششتاوى، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وعمر بطيشة، رئيس لجنة جودة المحتوى والمهنية بمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، موضحا أن اللجنة تمثل جميع الاتجاهات السياسية مثل الدكتور محمد بسيونى ذو التوجه الناصرى لهذا لا يجب التخوف من هذه النقطة.

وأشار رئيس جمعية حقوق المشاهدين الى أن اللجنة أطلعت على مواثيق الشرف الدولية والعربية والإسلامية والمصرية والأمريكية والفرنسية والألمانية والإنجليزية، وذلك من أجل وضع مسودة لميثاق شرف ليتم عرضها بعد ذلك على جميع القنوات والفضائيات ومنظمات المجتمع المدنى المهتمة بهذا الشأن فى مصر لأخذ رأيها، فاذا ما تم التوافق على أغلب بنود الميثاق سيتم إعلانه، وذلك حتى يكون الإعلاميون مشاركين فى صناعته، موضحا أن هذا الميثاق سيكون ملزما من الناحية الأدبية وليس ملزما قانونيا.

وعن إعداد الميثاق قبل إنشاء المجلس الوطنى للإعلام وانتهاء انتخابات مجلس النواب، وفى ظل ولاية وزير إعلام إخوانى يقول علي: «يجب ألا ننتظر شهورا حتى تشتعل البلاد، فبرغم أننى لا اتفق مع «الإخوان» لكن الأهم هو مصلحة البلاد، مشيرا الى أنه يجب على الإعلامى أن يحترم قيمة الكلمة لأنه فى الفترة الأخيرة حدثت تجاوزات كثيرة لجميع المعايير الأخلاقية والمعنية، مدللا على ذلك بقول الإعلامى محمود سعد فى إحدى الحلقات برنامجه على قناة النهار عبارة «أنا زبالة» وأيضا الإعلامى عمرو أديب الذى قام بسب الدين، لهذا يجب أن يتحلى الإعلام بالقيم كما يجب حماية حقوق المشاهد وعدم تجاوز المحظورات وأهمها بالطبع عدم إهانة الأديان أو التحدث عن الأسرار العسكرية.

وأشار حسن على الى أن الميثاق المستهدف صياغته لن يقتصر فقط على الإعلامين المرئى والمسموع بل سيشمل الصحافة أيضاً، فالمشكلة هى أن نقابة الصحفيين لم تحاسب صحفياً على مدار تاريخها، لذلك فإننا ننتظر أن تنتهى النقابة من انتخابات التجديد النصفى حتى يتم عرض مسودة الميثاق على مجلسها بتشكيلته الجديدة، كما سيتم ذلك مع كل القنوات الفضائية والإذاعات، وستتلقى اللجنة ملاحظات كل هذه الجهات لصياغة مسودة نهائية للميثاق من أجل إصداره.

من جانبه، أقر دكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، رئيس اللجنة التحضيرية لإعداد مشروع ميثاق الشرف الإعلامى، بأن هناك بالفعل تخوفا من تأثير الإخوان، لكن الوزير لم يحضر الاجتماع، بل دعا لإصدار هذا الميثاق، ووجه دعوته لمجموعة من الأكاديميين وممارسى العمل الإعلامى، ومن أجل وضع ميثاق شرف تلتزم به جميع وسائل الإعلام، بداية من الصحف الالكترونية والصحف القومية والخاصة والحزبية والإذاعات والقنوات والفضائيات الخاصة والتابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، مشيرا الى أن الميثاق سيوضع بمشاركة الجميع وممثلى وسائل الإعلام الخاصة الى جانب وسائل الإعلام الحكومية، وبالفعل تم الاتصال بقناة «أون تى فى» الفضائية وعماد الدين حسين، رئيس التحرير التنفيذى لجريدة الشروق، وياسر رزق، رئيس تحرير «المصرى اليوم».. وغيرهم، وليس لدينا أى محاذير أو تحفظات على أى من ممثلى القنوات أو الصحف، ومن المقرر أن يتم عقد اجتماع اليوم الأربعاء لمناقشة مقترح ميثاق الشرف الإعلامى.

وأشار مكاوى الى أنه لو حدث أى تجاوز فى اللجنة أو استشعرنا وجود أى ضغوط فسينسحب من اللجنة فورا، لكن البداية حتى الآن مشجعة، موضحا أنه قد تم بالفعل الاطلاع على عدد ضخم من مواثيق الشرف الإعلامية سواء المحلية التى كانت مطبقة فى السابق أو الدولية وسنحاول أن نضع ميثاقاً لن يكون بعيداً عن النظام المصرى فى إطار تحول الإعلام المصرى من نظام سلطوى الى نظام ديمقراطى يعبر عن جميع أطياف المجتمع المصرى.

وأشار مكاوى الى أن هذا الميثاق لا علاقة له بإنشاء المجلس الوطنى للإعلام، وسيركز على تحديد معايير واضحة ومحددة متعارف عليها فى جميع المجتمعات الديمقراطية مثل التمييز بين الخبر والرأى و المواد التحريرية والإعلامية، كلها أمور لا يختلف عليها أحد.

وأوضح مكاوى أن هذا الميثاق لن يكون ملزما قانونيا بل أخلاقيا، فالجهة التى ستخالفه ستهتز سمعتها المهنية، فالهدف منه هو جعل الإعلاميين يراقبون أنفسهم بأنفسهم دون التضييق على حرية التعبير، كما يستهدف تقليل ظاهرة اتهام الإعلاميين بالتجاوزات وأنهم سبب أساسى لحالة الفوضى فى الشارع، موضحا أنه يتعين على كل مؤسسة أن تقوم بعمل «Style Book » تسير عليه فى العمل لتجويد الأداء الإعلامى.

أما جمال الشناوى، مدير تحرير قناة «أون تى في» فتساءل عن سر العجلة فى إعداد هذا المشروع، مؤكدا أن ما يحدث ليس سوى محاولة لكبت الحريات من خلال ميثاق شرف إعلامى يسعى لفرض نوع من أنواع الرقابة على الإعلام فهو مقولة حق يراد بها باطل.

وأشار الشناوى الى أنه من باب أولى كان يجب النظر الى القنوات الدينية التى تتراشق بالألفاظ فى الأديان والمعتقدات، ويقوم مذيعوها بالتفوه بألفاظ خارجة.

جريدة المال

المال - خاص

12:40 م, الثلاثاء, 5 مارس 13