أعلن اتحاد مُصنعى السيارات فى الصين CAAM أن مبيعات الشاحنات و سيارات الفان و المركبات التجارية الأخرى التى تبلغ حصتها حوالى 25 % من إجمالى سوق السيارات فى الصين قفزت بنسبة 63 % خلال يونيو الماضى بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى.
وذكرت وكالة رويترز أن إجمالى مبيعات السيارات ارتفع بأكثر من 11.6 % خلال الشهر الماضى ليتجاوز 2.3 مليون وحدة بفضل الطلب القوى على الشاحنات والفانات والمركبات التجارية مع تزايد إنفاق حكومة بكين على البنية التحتية لتعزيز نمو اقتصادها الذى تعرض لتباطؤ شديد خلال الثالث شهور الأولى من العام الحالى بسبب وباء فيروس كورونا.
وأكد اتحاد CAAM أن مبيعات جميع السيارات والمركبات ارتفع فى يونيو الماضى للشهر الثالث على التوالى فى علامة واضحة على تعافى الصين أكبر سوق للسيارات فى العالم بعد تدابير الحظر والإغلاق بسبب انتشار العدوى من وباء كورونا خلال الربع الأول من العام الجارى بينما زادت مبيعات سيارات الركوب أو الملاكى بحوالى 1.8 % فقط مع استمرار مخاوف المستهلكين من العدوى من مرض كوفيد 19.
ويرى ييل زانج رئيس شركة أوتوفورسايت لاستشارات أسواق السيارات فى مدينة شنغهاى أن مبيعات الشاحنات انتعشت بفضل تدابير دعم الحكومات المحلية وتزايد الاستثمارات خلال شهور الربع الثانى من هذا العام والتى مثلث مؤشرا واضحا على انتعاش النشاط الاقتصادى فى الصين التى استطاعت احتواء فيروس كورونا منذ نهاية مارس الماضى.
وجاءت القفزة فى مبيعات الشاحنات و سيارات الفان و المركبات التجارية الأخرى فى الشهر الماضى بعد ارتفاعها بأكثر من 48 % فى مايو و 32 % فى أبريل بينما زاد إجمالى مبيعات السيارات فى الصين بحوالى 14.5 % فى مايو و 4.4 % فى أبريل لتعوض انهيار المبيعات خلال الربع الأول من هذا العام حينما هبطت لأدنى مستوى منذ سنتين مع إغلاق المصانع والمعارض وبقاء الناس فى بيوتهم بسبب فيروس كورونا.
وأبلغت معظم الشركات الصينية ومنها جيلى أوتوموبيل هولدينجز و جريت وول موتور وفروع الشركات العالمية العاملة فى الصين مثل تيسلا وفورد موتور الأمريكية أنها سجلت نموا كبيرا فى مبيعاتها خلال الشهر الماضى غير أن السيارات التى تعمل بالطاقة الجديدة ومنها الكهربائية و الهجين ومحركات خلايا الهيدروجين تراجعت مبيعاتها فى يونيو للشهر ال 12 على التوالى.
ومع ذلك توقع اتحاد CAAM هبوط إجمالى مبيعات السيارات فى الصين خلال العام الجارى بنسبة تتراوح بين 10إلى 20 % لتنزل إلى 20 إلى 22.5 مليون وحدة بسبب الانهيار الذى شهدته الثلاث شهور الأولى رغم الانتعاش الكبير الذى حققته المبيعات خلال الربع الماضى وبالمقارنة مع 25 مليون وحدة فى عام 2019.
وكان كوى ونجشو أمين عام رابطة سيارات الركوب الصينية CPCA أعلن أن المبيعات زادت فى يونيو وفقا لتوقعات معظم المحللين مع استمرار الانتعاش فى سوق السيارات لتزداد إلى 1.68 مليون وحدة بعد ارتفاعها إلى 1.61 مليون وحدة فى مايو الماضى بينما صعدت مبيعات السيارات الفاخرة ومنها التى تعمل بالطاقة الجديدة الكهربائية والهجين ومحركات خلايا الهيدروجين إلى 85.6 ألف سيارة منها 67 ألف سيارة تعمل بالبطاريات الكهربائية من شركة تيسلا االتى تستحوذ وحدها على 23 % من سوق السيارات الكهربائية الصينية.
وساعد انتعاش سوق السيارات فى الصين على إعلان شركة ويرايد WeRid الناشئة للسيارات ذاتية القيادة أنها باتت أول شركة فى هذا المجال تبدأ اختباراتها على هذه السيارات وهى خالية تماما من أى شخص فى مدن الصين التى تسعى لتطوير تكنولوجيا هذه المركبات المبتكرة بأسرع ما يمكن.
وجاء فى بيان صادر مؤخرا من شركة ويرايد التى لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات وتدعمها شركات نيسان وميتسوبيشى اليابانية ورينو الفرنسية أنها بدأت الاختبار على السيارات ذاتية القيادة فى الطرق المفتوحة فى منطقة خالية بمدينة جوانجزو الأسبوع الماضى بعد أن حصلت على تصريح من بلدية المدينة.
ومن الشركات الأخرى التى تختبر السيارات ذاتية القيادة فى الصين شركة بونى بدعم من تويوتا و شركة بايدو و شركة ديدى شوخينج ولكنها تستوجب وجود شخص أو أكثر داخل السيارت ليتحكم فيها فى المواقف غير المتوقعة على عكس شركة ويرايد التى تختبر سياراتها بدون وجود أى شخص بداخلها وتكتفى بمركز تحكم عن بعد يتدخل عند الضرورة.
ووصلت شركة ويرايد إلى مستوى الجيل الرابع من معايير القيادة الذاتية وهو آخر جيل حتى الآن فى هذه التكنولوجيا الجديدة المبتكرة وهذا يعنى أن السيارة قادرة وحدها على السير ومواجهة جميع الظروف بدون تدخل بشرى وتضم هذه السيارات أسطول من 10 موديلات سيدان لينكولن MKZ.
ويقود شركة ويرايد تونى هان المدير التنفيذى السابق لشركة بايدو والذى يدير أسطولاً يتكون من أكثر من 40 تاكسى يعمل بتكنولوجيا القيادة الذاتية ويقوم أيضا حاليا باختبارات على 60 سيارة أخرى ذاتية القيادة ولكن المحللين يرون أن الناس ما زالوا لا يثقون فى هذه السيارات ذاتية القيادة و أنها ستستغرق عدة سنوات قادمة قبل وصولها لمستوى السيارات التقليدية التى يقودها بشر وليس روبوت.