قال الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية تبلغ سعادتي مداها ونحن نحتفل اليوم معنا بتخريج جيل جديد من أبناء مصر، الذين تعلموا في المدرسة العسكرية المصرية مبادئ الوطنية والبطولة وقيم الكرامة والعزة.
وأضاف السيسي خلال حفل تخرج الأكاديمية والكليات العسكرية 2023 المذاع على قناة إكسترا نيوز الفضائية، أنهم عاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن محافظين على أرضه ومقدرات شعبه، اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية في هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.
وأوضح: أوجه لكم تهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة بانضمامكم إلي صفوف القوات المسلحة المصرية لتنضموا إلي خير أجناد الأرض، مقدمًا التحية لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم ليظل هذا الوطن باقيًا وتظل كرامته مصونة ورايته خفاقة بين الأمم.
وأكد السيسي: أوجه حديثي لكم ولكل شعوب الأرض بكلمات واضحة وعبارات لا تحتمل تأويل أن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربي، في وجدان الضمير المصري ما جعل مصر دائما وأبدا في صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات وتبذل كل الحق العربي المشروع.
وتابع: حين كانت الحرب كنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية ولن نخذلها أبدا واليوم ونحن في تطورات شديدة الخطورة وسعي دؤوب، من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ أوسلو والمبادرة العربية للسلام ومقررات الشرعية الدولية إلي تصعيد ينحرف عن هذا المسار وإلي صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم.
وقال السيسي: صراعات تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق، وإدراكًا مني ويقينا بأن كل صراع لا يؤول إلي السلام هو عبثا لا يعول عليه فإنني أدعو كافة الأطراف إلي إعلاء لغة العقل والحكمة والالتزام بأقصي درجات ضبط النفس وإخراج المدنيين والأطفال والنساء من دائرة الانتقام الغاشم والعودة فورا إلي المسار التفاوضي تجنبا لحرائق ستشتعل فلن تترك قاصيا أو دانيا إلا وأحرقته.
وأضاف: مع استعداد مصر أن تسخر كل قدراتها وجهودها للوساطة بالتنسيق مع جميع الأطراف الدولية والأقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط، وأوكد بشكل واضح أن سعي مصر للسلام واعتباره خيارها الاستراتيجي يحتم عليها ألا تترك أشقاءها في فلسطين الغالية وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الشقيق وتأمين حصوله على حقوقه الشرعية.
وتابع: فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه بل هو عقيدة كامنة في نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام لتكف صرخات الأطفال وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات ولن يأتي ذلك إلا بتوفير أقصي حماية للمدنيين من الجانبين فورا.
وأكد العمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية وتجنب سياسة العقاب الجماعي والحصار والتجويع والتهجير، مشددا على ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكري وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني بشكل عاجل.
وشدد السيسي أنه يجب على المجتمع الدولي اليوم أن يتحمل مسئولياته في هذا الصدد فمن أجل السلام فليعمل العاملون.